الدولية

«داعش» يعود من بوابة الغزو التركي

عواصم – وكالات

حذر وزير الدفاع الأمريكي السابق جيمس ماتيس، من عودة “داعش” عبر بوابة الغزو التركي للشمال السوري، معتبراً أن قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا تنطوي عليه عواقب وخيمة بفتح المجال لعناصر التنظيم الإرهابي للعودة من جديد، والتسبب في انفلات الأمن وزعزعة استقرار سوريا.

وطالب ماتيس، حسب قناة “إن بي سي” الأمريكية، بالضغط على داعش، قائلاً: “علينا أن نواصل الضغط على داعش حتى لا يتعافوا. قد لا نرغب في الحروب، ويمكننا إعلان نهايتها وسحب قواتنا كما فعل الرئيس أوباما عندما خرج من العراق، لكن العدو يحصل على التصويت، كما نقول في الجيش، في هذه الحالة إذا لم نستمر في الضغط فسوف يثور داعش، إنه بالتأكيد أمر سيعودون إليه”.


ولفت إلى أن الأكراد يستطيعون التكيف في مواجهة داعش من دون القوات الأمريكية، إلا أن هذا الانسحاب سوف يؤثر سلباً على استعدادهم القتالي. والسؤال هو إلى أي مدى يستطيعون الصمود؟.

فيما دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن قراره قائلاً: “لن يرضى الإعلام أبداً عن قراراتي، فلو دعمت الأكراد لقالوا إنني أشجع الحرب”. وجدد تأكيده فرض عقوبات شديدة على تركيا، إذا لم تفِ أنقرة بالتزاماتها خاصة تجاه الأقليات الدينية، وفي ملف مراقبة أسرى “داعش”.

وتأكيداً على حديث ماتيس بأن الغزو سيفتح باب عودة داعش، أكدت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في بيان لها، هروب أكثر من 750 شخصاً من عوائل تنظيم داعش من داخل مخيم عين عيسى، مطالبة مجلس الأمن والتحالف الدولي ضد داعش والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي بالتدخل السريع لمنع حدوث كارثة، بعد اقتراب الهجمة العسكرية التركية من المخيم الذي يضم 1000 شخص من عائلات داعش. وأضافت “الكارثة لن تقتصر آثارها على سوريا فقط بل ستدق أبوابكم جميعاً عند خروج الأمور عن السيطرة”.

وحذر مدير عام الاستخبارات في وزارة الداخلية العراقية أبو علي البصري، أمس، من فرار قادة داعش العراقيين وأسرهم من مخيم الهول شمال سوريا جراء العدوان التركي على الحسكة، خاصة وأن مصادر صحفية كشفت عن وجود أكثر من 3500 إرهابي عراقي في قبضة قوات سوريا الديمقراطية وسط مخاوف من أن تؤدي الفوضى التي يخلفها العدوان التركي إلى فرار تلك العناصر وعودتها للعراق.


من جهتها، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية، أمس (الأحد)، أن بلادها “قلقة” لفرار حوالي 800 شخص من أفراد عائلات عناصر في تنظيم داعش من مخيم للنازحين في سوريا، داعية أنقرة مرة جديدة إلى “إنهاء تدخلها العسكري” في سوريا “بأسرع ما يمكن”.

وقالت سيبيت ندياي على قناة “فرانس 3” الحكومية “بالتأكيد نحن قلقون إزاء ما يمكن أن يحصل، ولهذا السبب نأمل أن تنهي تركيا. بأسرع ما يمكن التدخل العسكري الذي بدأت به، والذي قمنا بإدانته بوضوح”.

وفيما استعادت قوات سوريا الديمقراطية، أمس، السيطرة على مدينة رأس العين بشكل شبه كامل، بعد هجوم معاكس قتل فيه 17 من الفصائل الموالية لتركيا، قتل 14 مدنياً في قصف مدفعي وإطلاق نار شنتهما القوات التركية ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سوريا.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من استعادة غالبية المناطق التي تقدمت إليها القوات التركية والفصائل الموالية لها في مدينة رأس العين بريف الحسكة، وذلك بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين، أفضت إلى انسحاب الفصائل من المنطقة الصناعية.

وأوضح أن الاشتباكات تتركز الآن في منطقة معبر رأس العين، بالإضافة لمحور تل حلب، وسط قصف مكثف وعنيف بشكل متبادل، بينما طالبت قوات سوريا الديمقراطية السكان بعدم استخدام الطريق الدولي بين الحسكة والرقة مع اقتراب 20 مدرعة تركية. وتتواصل الاشتباكات بين الطرفين في أطراف مدينة تل أبيض، على محاور علي باجلية وخربة الرز وفريعان وجهجاه عند طريق تل أبيض – عين عيسى، مترافقة مع قصف مكثف وعنيف. على صعيد متصل، نقل المرصد عن مصادر مطلعة قولها إن قوات من التحالف الدولي تنتشر في مدينة القامشلي ومدينة عين العرب (كوباني).

وضمن سلسلة ردود الأفعال المنددة بالهجوم التركي في شمال سوريا، حثَّ رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونوسون، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على وقف العملية العسكرية التي يشنها الجيش التركي شمال شرقي سوريا والبدء في إجراء مفاوضات، مؤكداً استعداد بريطانيا وشركائها الدوليين لدعم أي مفاوضات تهدف لوقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن العملية العسكرية التركية من شأنها تقويض مساعي محاربة “داعش”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *