عواصم – وكالات
بعد التحذير الذي أطلقه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتدمير الاقتصاد التركي وطمسه تماماً، حال تجاوز قوات أردوغان الحدود في تركيا، قال ترمب، أمس (الثلاثاء)، إنه حذر أردوغان من “مشكلة كبيرة” إذا تعرض أي جندي أمريكي للأذى في الشطر الذي هددت أنقرة بالتوغل فيه من سوريا.
ولفت إلى أن أمريكا أقحمت نفسها في الحرب بين تركيا والأكراد، وهذا ما لا يرغب فيه، مشيراً إلى أن بلاده أنفقت ما يزيد عن 2.3 مليار دولار على المعركة ضد “داعش”، وأبقت على 50 جندياً في منطقة الحدود السورية.
وأضاف ترمب: “حرمنا داعش من خلافته المزعومة، وحان وقت عودة قواتنا. لسنا رجال شرطة ولن نحمي المنطقة هناك”. واستطرد “نرغب في إعادة قواتنا إلى موطنهم، وتم انتخابي على هذا الأساس”، مشددا في الوقت ذاته على أنه لن يقبل بإعادة 50 أو 60 ألف متطرف من سوريا إلى غوانتانامو.
وكانت تركيا أعلنت أنها ستبدأ عملية عسكرية شمال سوريا قريباً بعد انسحاب القوات الأمريكية من بعض نقاط المراقبة قرب الحدود السورية التركية، فيما دانت قوات سوريا الديمقراطية الخطوةَ الأميركية وحذرت من التوغل التركي الوشيك.
وحذر عدد من السياسيين الأمريكيين من عواقب القرار الأمريكي بسحب القوات من شمال سوريا، في ظل التهديدات التركية بشن عملية عسكرية وشيكة بالمنطقة التي تتمركز فيها القوات الكردية المنضوية تحت “قوات سوريا الديمقراطية”، إذ أكد السيناتور الجمهوري ماركو روبيو عن ولاية فلوريدا، على حسابه في “تويتر”:
“الانسحاب الأمريكي سيشجع إيران لتصعيد هجماتها العدائية التي يمكن أن تؤدي إلى حرب إقليمية أوسع نطاقاً وأكثر خطورة”.
فيما قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام: “سأبذل قصارى جهدي لفرض عقوبات على تركيا إذا مضوا قدماً في شمال شرق سوريا. سيؤدي ذلك إلى قطع علاقتي مع تركيا”.
وفي تركيا، اعتبر حزب الشعوب الديمقراطي التركي، قرار حزب “العدالة والتنمية”، وحليفه حزب “الحركة القومية”، القيام باجتياح وتوغل عسكري جديد في شمال سوريا، بـ”القرار الخطير والخاطئ للغاية”، مؤكداً في بيان أصدره أمس، أن “الحاجة الأكثر إلحاحاً في سوريا هي بدء حوار ديمقراطي، وعملية تفاوض شاملة لجميع الأطراف لإنهاء الحرب الأهلية في البلاد” واصفاً التدخل العسكري الجديد بـ”التهديد الأكبر”.
وفي السياق ذاته، قال نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، فايق أوزتورك، إن “حكومة تركيا الحالية تقود البلاد إلى مستنقع الشرق الأوسط”.
