مكة المكرمة – احمد الاحمدي
احتفى العالم بيوم المعلم تحت شعار “المعلمون الشباب.. مستقبل المهنة” اعترافًا بعظيم رسالة المعلمين والمعلمات في نهضة الحياة وبناء العقول النيّرة وفق أسس راسخة من التطوير والتنافسية وصناعة المستقبل.
عن هذا الدور ورسالة المعلم ، تحدث نخبة من التربويين الذين شرعوا ذاكرتهم وصفحات العطاء عن مشوارهم التربوي في بناءأجيال.
بداية يؤكد الدكتور عبد الله بن رده الـجـعيدي الـحارثي أن الاحتفال بالمعلم حق له لبيان قدره وفضله ، وهذا الاحتفاء والتكريم يزيد من عطائه ، وترتفع لديه الهمة ليصل بطلابه إلى القمة فالمعلم القدوة الناجح يستحق من المجتمع بكل أطيافه الدعم المادي والمعنوي.
ويضيف : نعم المعلم يمتلك من المعارف والمهارات والقيم ما يجعله محل تقدير واهتمام واحترام طلابه وزملائه والمسؤولين والمجتمع بأسره ؛ لذا نهيب بوسائل الإعلام التركيز على الجوانب المشرقة في مدارسنا , واظهار مهارات المعلم وأساليبه الناجعة وإبداعاته ، فالمعلم القدوة يعمل بكل حركاته وسكناته فينبغي زرع احترامه في نفوس طلابه وكافة شرائح المجتمع.
هنيئا للمعلم
وعن يوم المعلم يقول التربوي والإعلامي خالد الحسيني : إنني ممن شرفني الله بقضاء أكثر من ثلاثة عقود في هذه المهنة السامية ، وفي يومه أبعث لكل معلم ومعلمة بطاقة أكتب عليها “أنت ما مثلك أحد”، وانظر حولك تجد من يلّوح لك من تلاميذك، هنا معلم وهنا ضابط ومهندس وطبيب وقاضٍ وهناك طيّار ورجل أعمال وأمير وملك، يدينون لك بالفضل بعد الله فقد كنت أول من عرفوك في حياتهم بعد والديهم، ألا يكفيك كل هذا الخير الذي لا تساويه كنوز الأرض، وقبل كل ذلك رب رحيم كريم.
وختم بقوله “رحم الله من غادر منهم ولا زالوا في ذاكرة طلابهم”. وبدوره أكد مدير مكتب التعليم بجنوب مكة الدكتور عبدالعزيز البارقي إذا كان وطني العظيم يتطلع إلى غدٍ مشرقٍ برؤية طموحة عمادها العقول ، والمعلم هو المفتاح وبيده مفاتيح النجاح ، حين نتحدث عن المعلم تقف العبارات خجلاً أمام هذه القامة العظيمة ، وكيف لا أقف احتراماً لمن علمني كل الحروف وأنار أمامي الطريق وكانت صحته وجهده جسرا عبرت عليه إلى المستقبل. وقال مدير مكتب التعليم بوسط مكة إبراهيم بن إبراهيم شعيب الثقفي: تعجز الكلمات أن تمنح المعلم حقه قدراً ومنزلة فهو من رجال التربية والتعليم الذين أثروا الميدان فكراً نيراً وعطاءً سخياً وأثراً طيباً، وللمعلم الفضل بعد الله في شرف العلم وغراس الخير.
ووجه الثقفي رسالته للمعلمين بقوله أخي المعلم بك ترتقي الأمم وتتطور، وبك تعلو الهمم والمراتب فأنت مفتاح للنجاح وطريق للوصول إلى تحقيق الأحلام.
نفخر بخدمة البشرية
وأوضح قائد ابتدائية الحرمين صالح الشهراني، أن الاحتفاء باليوم العالمي، هو وقفة تحية وإجلال معلم الناس الخير ، ذلك المعلم المؤهل لصنع مجتمع أفضل، فهنيئاً لهم ورثة الأنبياء، وكفى من عظيم فضله إن أحسن أحسن مجتمع، فمن يقف مجتمع بأكمله على قوله وفعله فذلك هو القدوة، ولنا أن نتخيل ما تُسخِّره دولتنا الرشيدة الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لتمكين المعلمين وبناء مجتمعات مستدامة، فكُونُوا مصابيحَ هدىً تستنير بها عقول الأجيال ، وازرَعُوا فِيهم حُبَّ دينِهم وأوطانِهم وولاة أمرِهم وعلمائِهم. وعبر المعلم بثانوية الإمام السخاوي بمكة ومعلم مهارات حياتية وتربية أسرية بمدرسة الامام السخاوي الثانوية أحمد قاروت: إلى من كانت اشراقتهم مضيئة لحضارات العالم ،هنيئا لكم العطاء أينما وجدتم.. هنيئا لكم يومكم العالمي ، واعملوا إن قوة هذا العصر في العلم والعمل.
وبدوره قال معلم مادة الفيزياء بثانوية شُريح القاضي بمكة سلطان المالكي ” لا نستطيع أن نتخيل مجتمعاً بدون معلم، ولا معلما لا يعيش في مجتمع، فهما عنصران مترابطان إذ أن المعلم موضع تقدير المجتمع واحترامه وثقته، وهو لذلك حريص على أن يكون في مستوى هذه الثقة، وذلك التقدير والاحترام، يعمل في المجتمع على أن يكون له دائماً في مجال معرفته وخبرته وثقة المجتمع به واحترامه له.
القيم النبيلة
وعد التربوي مروان بن جميل جنبي المعلم بثانوية الحسين بن علي أن التفاني والبذل والعطاء والأبوة ، صفات تجتمع في المعلم ، مهما أحاطت به من متغيرات وظيفية كانت أو اجتماعية، تجده ينسى كل ذلك بمجرد رؤيته لطلابه، يستشعر أمانة تعليمهم، يقف شامخاً بينهم ليعلمهم، ويربيهم على الخصال الحسنة والقيم النبيلة ، وأنتهز هذه المناسبة بأن أتقدم لكل معلم : شكراً لكل ما قدمتموه وأسأل الله أن يأجركم ويثيبكم.
رسالة سامية
وكان وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ قد أكد أن العالم يحتفي بالمعلم؛ إيماناً برسالته السامية في بناء الإنسان وحضارته على مدى التاريخ، وتقديراً لجهوده المخلصة في إعداد أجيال المستقبل، وتأكيداً على دوره المحوري في العملية التعليمة.
وقال في كلمة وجهها للمعلمين والمعلمات بمناسبة اليوم العالمي للمعلم : لا تنهض الدول إلّا بالتعليم، ولا يكون ذلك إلّا بالمعلم المتمكّن، ولا نحكم بجودة أدائه ما لم يسهم أثره في تحسين نواتج التعلم للطلاب والطالبات داخل الصف، وهو الهدف الذي نسعى إليه في خططنا وبرامجنا الحالية لتطوير أداء المعلم، ومنها البرامج التدريبية التي استفاد منها أكثر من 200 ألف معلم ومعلمة هذا العام، إضافة إلى برامج المعلم الجديد، والطفولة المبكرة، وبرامج أخرى مخصصة لمعلمي التربية الخاصة. وأضاف الوزير: إن هدفنا هو أن يصبح التعليم مهنة المستقبل، وأساس التغيير، وترميم المفاهيم، وبناء عقول النشء بوسطية واعتدال، وتنمية أوجه الاعتزاز بالوطن، والولاء لقيادته.
والمعلمون والمعلمات في ذلك الهدف مرتكز رئيس، يسهمون بدور فاعل في إعداد المواطن لتحقيق رؤية وطنه 2030، ولبناء مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ولا أفيكم حقكم من الشكر والتقدير لجهودكم السامية في دعم منافسة طلابكم وطالباتكم في المسابقات الإقليمية والعالمية، الأمر الذي جعل المملكة تتصدر حالياً دول الشرق الأوسط في عدد المعلمين الخبراء في برنامج معلم مايكروسوفت الخبير.