بغداد – وكالات
يزداد بركان الغضب الشعبي العراقي اشتعالا ضد إيران مطالبين بقطع يد نظام الملالي في بلادهم والتي سيطرت على مفاصل كثيرة ونشرت الفساد والفتن، حيث شهدت الشوارع حرقا للأعلام الإيرانية والهتافات المناهضة لطهران،
وأصبحت عبارة “إيران برّة برّة.. بغداد تبقى حرّة” ، وغيرها من عبارات ومظاهر الغضب اليومي التي يتردد أصداؤها في المظاهرات التي انتشرت على نحو سريع في بقية المدن العراقية خاصة في الجنوب ، في الوقت الذي ارتفعت فيه أعداد الضحايا إلى اكثر من 100 قتيل و4 آلاف جريح، بحسب آخر حصيلة رسمية صادرة عن مفوضية حقوق الإنسان السبت.
ومع رفع السلطات العراقية حظر التجول في العاصمة بغداد أمس، بعد يومين من فرضه في محاولة لإخماد التظاهرات، تجددت الانتفاضة وسط العاصمة العراقية، بغداد، وسمع إطلاق للرصاص الحي باتجاه المتظاهرين، الذين تجمعوا في محيط وزارة النفط على الطريق المؤدية إلى ساحة التحرير،
وجاءت الهتافات المنددة بإيران بعد أعوام من التدخل الإيراني في الشأن العراقي وإحكام نفوذها عليه تحقيقا لأطماع قديمة ، الأمر الذي أدى إلى تردي الأوضاع الاجتماعية والأمنية والاقتصادية في البلاد ، وطالب المتظاهرون باستعادة سيادة العراق العربي وإنهاء النفوذ الإيراني المدمر ، كما شددوا على عودة إلى الحاضنة العربية لوقف المشروع الإيراني وأطماعه في السيطرة على مقدرات وقرار بلادهم.
وقال السياسي العراقي المستقل ناجح الميزان ، إن الشعب تنبه للخطر الإيراني وتأثيره السلبي على العراق منذ أعوام، والدليل حرق القنصلية الإيرانية العام الماضي، ومن قبلها مظاهرات البصرة ، ولكن الغضب الآن وصل لحالة الانفجار ، بعد أن أدرك العراقيون أن إيران هي من أفقرتهم ودمرت بلادنا بالفتن والمخدرات وتغول ميليشياتها الإرهابية التي نشرت الرعب بين الناس ، مؤكدا أن إقالة الساعدي كانت بتوجيه إيراني، وجاءت لأن طهران أحست بخطر الساعدي كرمز وطني عراقي يجمع عليه الجميع.
وكان استبعاد قائد قوات مكافحة الإرهاب، الفريق عبد الوهاب الساعدي، بمثابة الشرارة التي أشعلت غضب العراقيين، لا سيما مع تدخلات إيران لإزاحة الرجل الذي كان له دور كبير في محاربة تنظيم داعش الإرهابي.
وأضاف السياسي العراقي :إيران تريد استنساخ نموذج الحرس الثوري الإيراني في العراق، عبر الحشد الشعبي، ولذلك هدفهم الأول إضعاف الجيش العراقي، متوقعا أن تكون الخطوة القادمة لأذناب الملالي اغتيال الناشطين العراقيين، وإدخال عناصر من ميليشياتهم للتدخل ضد المتظاهرين.
وأظهرت بعض الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي متظاهرين وهم يستعرضون الذخيرة التي استخدمت ضدهم، ومن بينها رصاص حي وقنابل يدوية وذخيرة لقاذفات هاون.
وأكد السياسي العراقي أن عمليات إطلاق النار الذي يتم على المتظاهرين، تأتي بأوامر إيرانية، والهدف منها السيطرة على المتظاهرين، وتنفير الشعب من الجيش.
وتحاول ابواق النظام الإيراني تشويه الاحتجاجات الشعبية في العراق ، فيما دعا حسين شريعتمداري، ممثل المرشد خامنئي في صحيفة “كيهان” الحكومية ، العراقيين إلى “احتلال السفارة الأميركية أسوة بما فعله الإيرانيون عام 1979”.
وكانت الخارجية الإيرانية وصفت الاحتجاجات الشعبية في العراق بأنها اضطرابات ، وذلك في بيان يبدو كأنه يتحدث باسم العراقيين ، متجاهلة مطالب الشعب العراقي الذي رفع شعارات ضد تدخلها السافر في الشأن العراقي، حيث ركز المتظاهرون على الدور الإيراني التخريبي وما سببه من تردي الأوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية المتدهورة من خلال دعم طهران للأحزاب الموالية لها والتي تهيمن على السلطة في بغداد، وتفشي الفساد المالي ونهب المال العام في بلد يعتبر ثالث مصدر للنفط في العالم، فضلاً عن ارتفاع معدلات البطالة ونقص المرافق الصحية والتعليمية .
ووفقا لمراقبين، تخشى إيران أن تؤدي الاحتجاجات إلى تغيير سياسي يؤدي إلى زعزعة دور ونفوذ المتشددين والميليشيات التي تدربها وتستخدمها في حروبها بالوكالة في المنطقة.
وذكرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية أن العراق على شفا انتفاضة شعبية حاشدة . وأوضح تقرير لمراسل الشؤون الدولية بالصحيفة باتريك كوبرن أن الاحتجاجات التي واجهت ردا شرسا اجتاحت بغداد وانتشرت إلى المحافظات الجنوبية.
وطبقا للتقرير يجد المحتجون دعما قويا بين جميع قطاعات المجتمع من أحياء الطبقات الكادحة في شرق بغداد إلى الأطباء والمهندسين الذين يبعثون برسائل الدعم.
وكانت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية قد ذكرت أن قوات الأمن فتحت النار مباشرة على مئات المتظاهرين وسط بغداد، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، ولا يبدو أن المحتجين مستعدون للتراجع عن المظاهرات التي مثلت أخطر تحدٍ للعراق منذ هزيمة تنظيم داعش قبل عامين.
من جانبه قال الصحفي الأمريكي بوبي جوش أن هذه التطورات ستدق ناقوس الخطر في واشنطن على مصير العراق الذي تتحكم ايران في مفاصله، ويجب عليها الضغط لإجراء الإصلاحات التي تسعى إليها المظاهرات.
عربيا يتابع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط بقلق تطور الأوضاع في العراق، وبشكل خاص حالة التصعيد المصاحبة للتظاهرات التي تشهدها العاصمة بغداد وبعض المدن، منذ الأول من أكتوبر الجاري.
وأعرب الأمين العام عن أسفه الشديد لسقوط ضحايا وجرحى في صفوف المتظاهرين وكذلك من قوات الأمن.
وأضاف أنه يتطلع إلى قيام الحكومة العراقية بكل ما من شأنه تهدئة الوضع والبدء الفوري بحوار جدي وحقيقي يفضي إلى إزالة الأسباب التي دعت إلى التظاهر.