القاهرة – محمد عمر
حظي لقاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد حفظه الله مع قناة cbs الأمريكية باهتمام عالمي كبير وتداولت وسائل الإعلام العالمية مما عكس أهمية الرسائل المتعددة التى أرسلها سموه ، والتأكيد على أن المملكة صاحبة الثقل العربى والإسلامى ولاعب مؤثر بالمنظومة العالمية، وتسعى بكافة الوسائل لترسيخ قيم السلام وحسن الجوار.
وأكد عدد من الخبراء في تصريحات لـ “البلاد” أهمية المضامين التي تناولها ولي العهد بشأن مواقف المملكة تجاه العديد من القضايا الهامة وانجازاتها الاقتصادية منذ إقرار الرؤية الوطنية ، فضلا عن دورها السياسى والدبلوماسى الكبير فى المحافل الدولية من أجل حفظ السلام وتحقيق الأمن الإقليمى والأقتصادى. بداية قال الدكتور هشام البقلي مدير وحدة الدراسات السياسية بمركز سلمان زايد لدراسات الشرق الدولية والأكثرها تعقيدا بكل مرونة ، نظرا لما تمتلكه المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وإشراف ولي العهد من رؤية واسعة حول التطورات على الصعيد الاقليمى والدولى ، حيث شدد على التطورات التى تشهدها المملكة على أرض الواقع فى إطار تطبيقها الرؤية الوطنية للمملكة 2030 ، والتى حققت قفزات عملاقة فى كافة الملفات ، جعلت من المملكة صاحبة المبادرة فى كافة القضايا مقدمة الحلول كنموذج محترف جعلها الطرف الأكثر تأثيرا فى مختلف الأحداث.
وأشار أن رؤية سمو ولي العهد وجولاته الخارجية أعطت انطباعا متميزا للسياسة السعودية ونهجها الحديث فى التعامل مع الجميل على نفس المستوى ، منوها إلى قدرة ولى العهد على تحفيز كافة المقومات للمملكة للتصدر المملكة دول العامل فى التأثير .
من جهته قال الخبير الإعلامى محمد عبد السلام أن المملكة شهدت قرارات غير مسبوقة في مجال حقوق المرأة، بدأت برفع الحظر عنها في قيادة السيارات، والإعلان عن السماح للمرأة بالحضور في مدرجات ملاعب كرة القدم، الأمر الذي شكّل حدثا فريدا في ما يتعلق بتعزيز دور المرأة ، مضيفا أن رؤية ولي العهد تتمحور فى مجال المرأة حول قناعته التي أعلن عنها بالقول: «أنا أدعم السعودية، ونِصف السعودية من النساء، لذا أنا أدعم النساء .. في ديننا لا يوجد فرق بين الرجال والنساء. هناك واجبات على الرجال، وهناك واجبات على النساء، لكن هناك أشكال مختلفة من فهمنا للمساواة».
وأضاف عبد السلام أن هذه الرؤية المستنيرة لاقت قبولا كبيرا وترحيبا دوليا من كافة الأوساط المهتمة بشؤون المرأة، كما أنها عكست أيضا ارتياحا لدى المرأة السعودية التي وجدت مكانها اللائق في فكر سموه حفظه الله – دون المساس بخصوصية المجتمع أو عاداته وتقاليده.
حمل حوار ولي العهد العديد من الرسائل للعالم أبرزها أن السعودية دولة يحكمها القانون وحتى وإن كانت بعض الأنظمة هناك اختلاف معها لكن طالما هي فاعلة يجب احترامها حتى يتم تعديلها ، كما عكس الحوار نظرته المستقبلية وحرصه على أمن واستقرار المملكة خاصة بعد النجاحات التي حققتها خطوات وإجراءات المملكة لتحقيق رؤية ٢٠٣٠ والتي بدأت بالفعل تُجني ثمارها سواء على مستوى المملكة أو المنطقة العربية ككل ؛ فكل هذه الإنجازات تجعل من خيار الحرب آخر ما تريده السعودية .
التحديات الإقليمية
بدوره قال الدكتور كريم عادل رئيس مركز العدل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية أن حوار سمو ولي العهد حمل رسالة سلام ودعوة للحلول السلمية وذلك في رده على الهجوم على منشآت أرامكو النفطية، والذي أشار فيه إلى أن السعودية تأمل في أن لا يكون الرد العسكري ضرورياً، حيث إنه يفضل الحل السياسي.
مواقف المملكة رائدة وقادرة دائما على مواجهة التحديات
السياسة السعودية فاعلة في دعم الاستقرار الدولي
كما أن إشارة سموه في كلمته بأنه ” سنرى المزيد من التصعيد، وسيصل النفط إلى أسعار خيالية، إذا لم يجتمع العالم لردع إيران”؛ وهي دلالة على حرصه على المصالح الاقتصادية للمنطقة العربية والمجتمع الدولي . وعكست كلمته رؤيته التي يسعى إلى تحقيقها من خلال العمل ليل نهار، لجعل مستقبل السعودية أفضل بكثير من أي شيء حدث في السابق، كما بعث من خلال حواره برسالة تفاؤل إلى الشعب السعودي ؛ بأن القادم أفضل ولدينا مستقبل مشرق ينتظرنا ونسعى للوصول إليه وهي دعوة للعمل لتحقيق ذلك ، مضيفا أن حوار سمو ولى العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ؛ يحمل رسالة طمأنة المستثمرين الحاليين والراغبين في الاستثمار بأن المملكة هي دولة تحترم سيادة القانون وتسعى إلى تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية داخل المملكة وفي المنطقة العربية ككل .
دور محوري
من جانبه قال اللواء جمال مظلوم الخبير العسكرى المصرى أن المملكة تلعب دورا محوريا فى منظومة الأمن العالمى ، لما تمتلكه من خبرات واسعة وتعاون دولى على أعلى مستوى مع كافة الأطراف ، مضيفا أن حديث ولى العهد أكد على القدرة السعودية فى المواجهة وتحقيق المصلحة الوطنية لتكون المملكة لديها زمام المبادرة عبر سياسة الشفافية والنزاهة والمحاسبة التى تشهد أعلى معدلات الأداء الايجابى فى ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله . وأشار المظلوم أن المملكة تعمل بشكل متميز عبر أدواتها الدبلوماسية فى الحفاظ على الأمن والاستقرار العالمى ، وتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف مما جعلها رائدة في التأثير الدولى ، منوها إلى قدرة سمو ولى العهد على التحليل الدقيق لمجريات الأحداث وإيجاد الحلول الإيجابية التى تحقق المصلحة العامة للجميع.