الدولية

يوم “غضب وطني” في تونس

تونس – وكالات

فيما أكد المرشح للانتخابات الرئاسية في تونس قيس سعيد، أنه غير مرتاح لاستمرار سجن منافسه نبيل القروي، قبل نحو ثلاثة أسابيع من جولة الإعادة بينهما، أعلن محامون في تونس أمس (الجمعة) يوم غضب وطني، تتخلله احتجاجات بكافة محاكم البلاد، تنديدا بالاعتداءات التي طالت عددا من المحامين خلال مطالبتهم بكشف حقيقة ملف الجهاز السري لحركة النهضة، المتهم بالتورط في اغتيال المعارضين السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي عام 2013.

وجاء هذا التصعيد على خلفية أزمة غير مسبوقة بين جناحي العدالة بدأت الأسبوع الماضي عند اقتحام هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي لمكتب وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية ومطالبته بمعرفة مآل ملف الجهاز السري لحركة النهضة، والإسراع بالبت في هذه القضية سواء بحفظها أو إحالتها للتحقيق، غير أنّ وكيل الجمهورية أمر بتدخل قوات الأمن لفض تجمع المحامين، لتؤدي هذه الأحداث إلى دخول القضاة في إضراب عام، بدأ الجمعة الماضي، والمحامون في اعتصام مفتوح.

وتصاعد الخلاف بين الطرفين، بعد قرار إحالة 6 محامين على التحقيق بعد حادثة اقتحام مكتب وكيل الجمهورية، وهو ما دفع مجلس الهيئة الوطنية للمحامين في تونس، إلى الإعلان على تنفيذ “يوم غضب” وطني الجمعة، احتجاجاً على الاعتداءات على المحامين، موضحا أنّ تضمن وقفات احتجاجية بالزي الرسمي في قصر العدالة بتونس وبكافة المحاكم التونسية، تحت شعار “لا للاعتداء على المحاماة، حق الدفاع”.

ودعا مجلس المحامين في بيان إلى مقاطعة وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس، وتحميله مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، وتقديم شكايات ضدّه لدى المجلس الأعلى للقضاء ووزارة العدل، مستنكرا ما وصفه بـ”الاستهداف الممنهج لمهنة المحاماة، عبر الإحالات العشوائيّة لعدد من أعضاء هيئة الدفاع تحت ضغط بعض الأطراف، في مواصلة التعاطي غير المسؤول مع هذه الأزمة”.

وقال قيس سعيد في مقابلة بثها التلفزيون التونسي الرسمي: “أتمنى القروي طليقاً. الوضع غير مريح بالنسبة لي، ولكن الكلمة الفصل للقضاء ولا يمكنني التدخل في قرار دائرة الاتهام. وسعيد، الذي لم يكن معروفاً قبل الانتخابات، أستاذ سابق للقانون الدستوري ونظم حملة انتخابية بسيطة بتمويل ودعاية لا تكاد تذكر. وفاز سعيد، أستاذ القانون السابق، والقروي في الجولة الأولى من الانتخابات التي أجريت هذا الشهر، إذ تغلبا على زعماء سياسيين كبار في نتيجة تمثل إعلاناً واضحاً برفض الناخبين للقوى السياسية الراسخة التي هيمنت على المشهد السياسي بعد ثورة عام 2011، والتي فشلت في معالجة مصاعب اقتصادية، منها ارتفاع معدل البطالة والتضخم.


ويعد القروي شخصية معروفة لكنها مثيرة للجدل، وألقي القبض عليه قبل أسابيع من الانتخابات بشبهة التهرب الضريبي وغسل الأموال في قضية أقامتها منظمة مستقلة للشفافية قبل ثلاث سنوات.

وكانت منظمات محلية وأجنبية قالت إن القروي لم يتمتع بفرصة متكافئة في الجولة الأولى ولم يتمكن من التوجه لناخبيه في مناظرات تلفزيونية، ودعت إلى منحه حق الاتصال بناخبيه. لكن سعيد رفض القول إن الفرص غير متكافئة مع منافسه، وقال: “أنا على عكس الآخرين ليس لدي قنوات تلفزيونية ولا وسائل إعلام”، في إشارة واضحة لمنافسه القروي الذي يملك قناة تلفزيونية خصصت السنوات الثلاث الماضية للترويج لأنشطته الخيرية.

ويتبنى سعيد توجهات اجتماعية محافظة بينما يسعى للعودة لمبادئ انتفاضة عام 2011. وأعلنت “حركة النهضة” دعمها له في الجولة الثانية. كما أعلن بعض المرشحين المحافظين، بمن فيهم الرئيس السابق منصف المرزوقي، إضافة إلى مستقلين من بينهم الصافي سعيد ولطفي المرايحي وسيف الدين مخلوف، دعمهم له، فيما لم يؤيد أي مرشح خاسر القروي حتى الآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *