الدولية

أنقرة تبحث لـ «حليف الإرهاب» عن مخرج

نيويورك – وكالات

لايهدأ للرئيس التركي بال، إلا بإرضاء “حليف الإرهاب والخراب” نظام الملالي، وهو ما تثبته تصريحاته المتكررة، بأنه سيدعم إيران من خلال التعهد باستمرار أنقرة في شراء النفط والغاز الطبيعي من طهران رغم العقوبات الأمريكية عليها.

وقال أردوغان أمس (الجمعة) للصحافيين الأتراك قبل مغادرته نيويورك: “من المستحيل بالنسبة لنا إلغاء العلاقات مع إيران فيما يتعلق بالنفط والغاز الطبيعي. سنواصل شراء الغاز الطبيعي من هناك”.

وكانت الولايات المتحدة أعادت فرض عقوبات مشددة على إيران بعد انسحابها من الاتفاق النووي الموقع عام 2015، وتوعدت بخفض مبيعات طهران من الطاقة إلى الصفر، وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمس: إن الولايات المتحدة لن ترفع العقوبات عن إيران، مؤكداً أنه رفض طلب الإيرانيين اللقاء معهم مقابل رفع العقوبات.

وعلى الرغم من هذا التعهد، أقر أردوغان بأن تركيا واجهت صعوبة في شراء النفط؛ لأن القطاع الخاص “انسحب بسبب تهديدات الولايات المتحدة”، وفقاً لما أوردته قناة “إن تي في” التركية، مضيفاً “لكن فيما يتعلق بهذه القضية بشكل خاص والعديد من القضايا الأخرى، سنواصل علاقاتنا مع إيران”، مبيناً أن أنقرة لا تزال تسعى إلى زيادة حجم التجارة مع طهران، في تأكيد جديد أن أردوغان والملالي “وجهان لإرهاب واحد”.

ويمارس الرئيس التركي سياسة “اللعب على الحبال”، فبعد تعهده بشراء النفط من طهران التي تفرض عليها واشنطن عقوبات مشددة، قال أمس: إن استعدادات تركيا والولايات المتحدة لإنشاء “منطقة آمنة” للاجئين في شمال شرق سوريا تمضي وفق الجدول المحدد، بعدما اتهم واشنطن في السابق بالمماطلة.

وبدأ البلدان دوريات برية وجوية مشتركة على طول جزء من الحدود بين سوريا وتركيا، في سعي لإبعاد وحدات حماية الشعب الكردية السورية عن منطقة حدودية بطول 480 كيلومترا، فيما حذر أردوغان من أن بلاده ستتحرك بمفردها إذا لم يتم إبعاد الوحدات من المنطقة.

وأغضب دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب، وهي حليف رئيسي لها ضد تنظيم “داعش” في سوريا، تركيا التي تعتبر الوحدات منظمة إرهابية، بينما نقل تلفزيون “إن.تي.في” عن أردوغان قوله: “الجهود تمضي وفق الجدول الزمني. اكتملت أيضاً كل استعداداتنا على طول الحدود. سنجري تقييما بخصوص الخطوات التي ينبغي اتخاذها وتنفيذها”.

في السياق ذاته، قال المبعوث الأميركي الخاص بسوريا جيمس جيفري للصحافيين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة: إن واشنطن تمضي بإخلاص وبأسرع ما يمكن، وحذر من أي عمل أحادي في المنطقة.

وأضاف: “أوضحنا الأمر لتركيا على جميع المستويات بأن أي عملية من جانب واحد لن تؤدي إلى تحسن أمن أحد. لدى الأتراك بالطبع خيار التحرك عسكرياً. لقد طورنا مقترحا لإنشاء منطقة آمنة مع كل المعنيين، يشمل سحب وحدات حماية الشعب قواتها وأسلحتها الثقيلة لمسافات مختلفة وفقاً للموقع ونوع النشاط”، لافتاً إلى أن الوحدات ستزيل أيضاً تحصيناتها في مناطق معينة.
فيما أكدت قوات سوريا الديمقراطية، التي تتصدرها وحدات حماية الشعب، إنها ستنسحب لمسافة تصل إلى 14 كيلومتراً في بعض المناطق، لكن تركيا تقول إن الولايات المتحدة وافقت على أنه ينبغي أن تمتد المنطقة الآمنة لمسافة 30 كيلومترا في سوريا. وقال أردوغان: إن من الممكن أن يعود نحو مليوني لاجئ سوري إلى تلك المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *