الدولية

 إرهاب قطر يغزو مالي

باماكو – وكالات

امتدت أذرع قطر الإرهابية بالدعم لتطال حتى غرب إفريقيا، وتحديداً جمهورية مالي، التي دخلها التمويل للجماعات الإرهابية بذريعة الجمعيات الخيرية لمساعدة الفقراء، بينما تقوم هذه الجمعيات بأدوار داعمة للإرهاب متخذة من بلدة “غاو” شمال شرقي البلاد مقراً لها.

ويقول المحامي والناشط الحقوقي مالكي ابراهيم (من سكان البلدة)، وفقاً لـ”العربية نت”: “كان هناك جسر جوي تمر منه طائرات شحن قطرية هبطت في مطار غاو وأفرغت حمولتها من الحبوب والأسلحة والبضائع المختلفة، في الوقت الذي كانت فيه المدينة تحت السيطرة الكاملة والعملية لمقاتلي ما تطلق على نفسها اسم جماعة التوحيد والجهاد”.

فيما قال رئيس قوة الدفاع عن النفس التابعة لقبائل الطوارق في غاو فهد أغ المحمود، إن “ما استطعنا ملاحظته و يمكننا أن نشهد عليه هو دخول جمعيات قطر الخيرية و تحركها بحرية في المناطق التي احتلها الإرهابيون ٢٠١٢”. وأضاف “أعتقد أنه بدون تسهيلات وحماية من المجموعات المتطرفة لم تكن جمعيات قطر لتعمل في شمال مالي”.

بدوره، أكد الأمين العام المساعد للحركة العربية الأزوادية عابدين ولد محمد، أن “قطر وزعت مساعدات في شمال مالي”.
وتتواصل تبعات الدعم القطري للإرهاب في شمال مالي حتى الآن، فيما تحاول السلطات في هذا البلد الفقير والمترامي الأطراف إعادة الهدوء للمنطقة دون جدوى، إذ توجد مساحات واسعة خارج سيطرتها، فيما تنتشر الفوضى الدامية ويفتقد السكان الشعور بالأمن بسبب تكرار الهجمات الانتحارية وغارات المسلحين وانتشار الجريمة المنظمة وقطاع الطرق.

وبعد مرور 6 سنوات على تدخل قوات فرنسية لتحريرها من قبضة جماعات مسلحة بسطت سيطرتها على نصف أراضي مالي في ٢٠١٢، لاتزال بلدة غاو الواقعة في عمق الصحراء، الأقل أمنا والأكثر خطورة في الإقليم المضطرب الذي ينشط فيه مقاتلو تنظيم داعش في الصحراء الكبرى، وينفذون هجمات تستهدف القوات الدولية المنتشرة في غاو، ومواقع عسكرية ومدنية في بوركينافاسو والنيجر المجاورتين.

ولا تزال معظم المدارس مغلقة في غاو، حيث يشكو السكان ضعف التغطية الصحية، ويقولون إن إجلاء المرضى إلى العاصمة باماكو أصبح مستحيلاً بسبب قطاع الطرق، وعصابات الجريمة المنظمة، والمقاتلين النابعين للجماعات المتمردة والمتطرفة، الذين يعتدون على المسافرين وينزعون منهم أموالهم وأمتعتهم بالقوة.

وكان المجتمع الدولي رد على احتلال جماعات متطرفة شمال مالي باستنفار عسكري إقليمي ودولي لمواجهة هذا التمدد الخطير للعنف، لكن قطر تبنت موقفاً مغايراً، إذ ساندت توغل المتطرفين في المنطقة، وقدمت لهم مساعدات وفقا لشهادات من قادة وباحثين ووجهاء ينحدرون من غاو.

إلى ذلك، قال أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة، إن غرب أفريقيا والقوى الدولية تخفق في معالجة التهديد المتنامي الذي يمثله الإرهاب في منطقة الساحل والذي يمتد باتجاه خليج غينيا.

وأضاف غوتيريس للجنة رفيعة المستوى على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: “لنتكلم بوضوح، نحن نخسر في مواجهة العنف. أعلم أننا جميعا قلقون من تصاعد العنف المستمر في الساحل وامتداده إلى دول خليج غينيا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *