المحليات

معارك (اليوتيرن..) زحام وربكة مرورية

تحقيق- ياسر بن يوسف

أخطاء شائعة يرتكبها مبتدئون أو مستهترون في قيادة السيارات، وهو الدوران بالاتجاه المعاكس أو ما يسمى “اليوتيرن” والذي قد يتسبب في حوادث مرورية كبيرة او تعطيل المسار وحدوث ارتباكات واختناقات مرورية خاصة أوقات الذروة. وحتى الآن حققت تجربة “اليو تيرن” نجاحاً في تخفيف الضغط على الطرقات وتقليل الزحام الذي كان في السابق، وينتظر أن يتم تعميم التجربة على سائر الميادين، إلاّ أنّه من المهم تنويه السائقين بتغيّر الوضع، من خلال إيجاد لوحات إرشادية بأخذ الحيطة والحذر. “البلاد” ناقشت القضية مع العديد من المختصين وسائقي المركبات.

في البداية تحدث لنا مستشار التخطيط الاقتصادي الدكتور عبدالله الفايز، قائلا: الدوران او تغير السير بالاتجاه المعاكس ، هو وسيلة لتغيير الحركة المرورية للاتجاه المعاكس بزاوية ( 180 درجة) إلا انها تستعمل في عدة انواع من الطرق العامة سواء السريعة او العادية الواسعة والضيقة وخاصة الطرق التي يوجد بها فاصل او جزيرة وسطية ، ومسموح بها احيانا وممنوعة احيانا اخرى حسب الانظمة والقوانين التي تحكمها. وتكون عادة بعد اشارة التقاطع ، الا انها في بعض الدول والمملكة أحدها ، توجد احياناً قبل الاشارة الضوئية بمسافة قصيرة. مما يسبب ارباكا وتأخيرا للحركة عند التقاطعات. هناك انواع منها تكون في وسط الطريق او تكون ضمن خطي وسط الطريق او تحت الجسور او فوق الانفاق.


زحام وحوادث
وفي مدن المملكة يتم وضع تلك الفتحات بدون دراسة وافية لحجم المرور او عدد الرحلات التي ستتجه للعكس، فتسبب ازدحامات وحوادث وعراكا حول الفتحات وضوضاء وتلوث. فنجدها عادة عبارة عن مسار واحد في الوقت الي تكون فيه الازدحامات عالية للتوجه لنفس الاتجاه، وأحيانا تكون قريبا من التقاطع او الاشارة الضوئية بحيث يضطر العديد من المركبات للانتظار طويلا ويسببون ازدحاما ومضايقة للجميع لحين فتح الاشارة لكي يتسنى لهم الدوران.

ويضيف: لو كان مسار الاتجاه العكسي قبل الاشارة بمسافة لا تقل 150 مترا لتسنى لهم المرور وبدون الاصطفاف عند الاشارة ، بحيث يكون هناك ثلاث او خمس سيارات تنتظر عند الاشارة وتقفل او تمنع عددا كبيرا من المركبات من الدوران خلفها، فيصطفون خلفها ويتعطلون لحين فتح الاشارة ، ولو وضعت الفتحة مسبقة للتقاطع بمسافة كافية لتم تصريف من يودون الدوران وبذلك يتمكن المصطفون خلفهم من الوصول الى التقاطع بسهولة.

كما ان تصميم تلك الفتحات وانحناءها قد يكون غير مدروس فنياَ مما يسبب الارتطام بالرصيف او تلف العجلات.

لذلك فإنه يجب على ادارة المرور دراسة هذه الظاهرة وحجمها عند التقاطعات وخاصة في المناطق المزدحمة ووضع مسار خاص لها قبل التقاطع والاشارة الضوئية بمسافة لا تقل عن 500 متر، وان تكون الفتحة قبل التقاطع والاشارة الضوئية بما لا يقل عن 100-150متر. وان يتم تصميمها هندسيا بانحناءات مناسبة للدوران. وان يكون لها مسار تدرجي اخر من الجهة الاخرى حتى لا تعرقل الحركة المعاكسة.


التصميم الصحيح
وأكد مهندس سابق بأمانة محافظة جدة تيسير محمد السكني انها يجب تنظيمها وبحيث يسمح بها في مناطق معينة وتمنع في مناطق اخرى لإبعاد الازدحامات عن منطقة معينة. مشيرا ان الطريق الالتفافية على طريق الملك فهد شمال دوار الفلك حيث جرى دراسة الموضوع بسلبياته وايجابياته ونوضح الاتي: الطريق الالتفافية ( اليوتيرن ) هي من انسب الحلول لمعالجة الاختناقات المرورية على المحاور الرئيسية و الثانوية ( الطرق السريعة ) الطريق الالتفافية اثبتت نجاحها وفعاليتها بعدة طرق بجدة منها شارع الاندلس الطريق الالتفافية يجب الانتباه بوضع لوحات ارشادية توضح ان هناك طريقا التفافية حتى يلتزم السائقون بالنظام وعدم التجاوز مما يسبب فوضى واختناقات مرورية مزعجة. لذا يجب تصميم الطريق الالتفافية بشكل هندسي سليم حتى يراعى عدم تجاوز السيارات عن النظام. كما أرى ان عدم التزام السائقين بالنظام هو سبب رئيسي لمعاناتهم.

اشارة وليس رجل المرور
من جهته يقول المهندس المدني سلامة بدير: بدلا من ان يوقف شرطي على الدوار وموقع اليوتيرن للسيارات ، ان تضع إشارة بمعني أي سائق مركبة يقوم بعمل صف ثانٍ تقع عليه مخالفة مرورية فورية، وهذه التجربة مطبقة في دولة الكويت وهي طريقة ممتازة الي اليوتيرن ، ونأمل أن تتطبق هنا حتى لا يحصل على الطريق مساران ويحصل زحام كبير بين سائقي المركبات الأخرى، اما فيما يخص ان يقف شرطي على الدوران لمدة ساعة او ساعتين طريقة غير مجدية وتحصل فيها العديد من المشاكل بعد ذلك وخاصة ان اليوتيرن مسارة ضيق جدا .

وأشار الى ان هناك يجب ان يكون اليوتيرن واسعا قليلا وبالذات هنا وقد شاهدت العديد منها في الدول الأخرى والجميع يحترم السير من قائدي المركبات والسائقين.

ويضيف : مثلا تشاهد في شارع قريش تتم قسمة الشارع الى نصفين حيث سهل الحركة المرورية وانسيابية في الطريق بشكل كبير ومسارين من تحت الكبرى ومن فوقه والأفضل في ميدان الفلك وضع كاميرا تضبط السير وتمنع المخالفين والسائقين من عمل مخالفات مرورية وفي هذه الحالة مستحيل ان يحصل زحام او مخالفات سواء كان موجود رجل مرور او لم يكن، ولكن في الشكل الموجود حاليا صعب جدا ضبط هذه الحركة او إيجاد أية حلول أخرى، واتمنى النظر الى الدول الأخرى المقدمة في مثل هذه الموضوعات والاستفادة منها بشكل صحيح يخدم المواطنين والمقيمين في هذه البلد الطاهرة.

النظام المروري
وتقول المخرجة والكاتبة منى النمرسي: اعتقد ان النظام المروري عندنا فيه اخطاء تسبب كثرة الحوادث بالإضافة لتهور بعض السائقين وعدم التزامهم بقواعد المرور أيضا ،فالازدحام هو أسوأ ما يواجه السائقين في حياتهم اليومية، سواء من حيث التأخير في الاختناقات المرورية صباحاً عند الذهاب إلى العمل أو بما تسببه من إزعاج عند اكتظاظ الطرق بالسيارات في الأعياد والعطل الرسمية، اصبح السر في وصولك إلى وجهتك بمدينة جدة في الوقت المحدد يكمن في اختيارك لساعة انطلاقك، وبغض النظر عن المسافة التي ستقطعها، سواءً قريبة كانت أم بعيدة، فهنا من الممكن أن يحدث أي شيء قد يعيق وصولك، كوقوع حادث يسبب إغلاق الطريق، أو تحويله غير مرغوبة في الطريق، لذا دائماً من الحكمة أن تنطلق في وقتٍ مبكر حيث تكون الاختناقات المرورية أقل. ومن الأخطاء أثناء القيادة التجاوز الخاطئ على سبيل المثال ما يؤدي إلى إرباك حركة المرور، فيجب عليك الا تتجاوز الا عند الضرورة.

وفي سياق متصل قال عبد الرؤوف جهاد الربيع: يعتبر اليوتيرن أو الدوران للخلف من أخطر حركات السير لأي سيارة في معظم أنحاء العالم. فعندما تنعطف بالسيارة للدوران والدخول مع حركة سير السيارات على الجانب الآخر من الطريق يوجد لحظة حاسمة تتخذ فيها قرار المرور ولابد من الانتظار كي لا تأتى سيارة مسرعة وتصطدم بمركبتك.

وأضاف اليوتيرن هو خطوة محفوفة بالمخاطر لأن كثيرا من الناس لا تتوقع ما يترتب على عبورها فتدخل الطريق مسرعة، مما لا يسمح للقادم من الجهة الاخرى بالبطء ، فلا يوجد فرصة للسيارات في هذه الحارة لتغيير مسارها أو الابطاء في الوقت المناسب. كما أن معظم السيارات على يسار الجهة الاخرى لا تبطئ مطلقا وتعطى لنفسها الاولوية في المرور. لذلك لابد من الانتظار والتأني بقدر الامكان ولا تعبر بسيارتك حتى تدرك أن هناك مسافة كافية بينك وبين السيارات ولا تحاول أبداً اقتحامه إلا في الوقت المناسب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *