البلاد – وكالات
يبدو أن إيران وضعت نفسها على فوهة بركان سيحرقها وأذرعها قريباً، ويقضي على إرهابها إلى الأبد، فدول العالم أثبتت عليها العمليات الإجرامية التي تجرى في الشرق الأوسط، وآخرها ضرب معملي أرامكو، ما جعل وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، يعلن أمس (الأربعاء)، عن وجود توافق بين الولايات المتحدة وحلفائها الرئيسيين في أوروبا على أن إيران هي من يتحمل المسؤولية عن الهجوم على شركة “أرامكو” السعودية.
ولم يحد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن طريق إسبر، بل وافقه الرأي بأن نظام الملالي هو المجرم الرئيس في العملية الإرهابية، عندما أعرب أمس عن قلقه العميق بشأن نشاط إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة، الذي يشمل الهجمات على منشأتي أرامكو، وشدد على ضرورة وقفه، مطالباً في الوقت ذاته بالإفراج الفوري عن البريطانية الإيرانية نازانين زغاري راتكليف، وغيرها من مزدوجي الجنسية المسجونين في إيران.
وسبق لجونسون الإعلان عن أن بلاده قد تنضم إلى جهود عسكرية بقيادة أمريكية لتعمل مع الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين لتحديد رد مشترك على إيران.
وانضم رئيس وزراء اليابان شينزو آبي، أمس لمديني الهجوم على أرامكو، ووصفه بـ”الجريمة الخسيسة للغاية”، معتبراً أنها تحتجز النظام الاقتصادي العالمي رهينة. وعبر في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن قلقه بشأن الموقف في الشرق الأوسط، وحث إيران على اتخاذ إجراءات “حكيمة”.
وقال: “دوري الذي لا يتغير هو دعوة إيران إلى اتخاذ إجراءات ترتكز على الحكمة”.
من جهته، أعرب الرئيس العراقي برهم صالح خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أمس، عن إدانته “لاستهداف أمن السعودية”، مشددا على أن “العراق لن يكون منطلقا لعدوان ضد دول الجوار، وأن علاقاته تتعزز بالعمق العربي والخليجي”. وأضاف “أمن الخليج أمر حيوي للعراق، ولا نريد لبلدنا أن يكون طرفاً للصراع الإقليمي والدولي ولا ساحة لتصفية الحسابات”.
فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقطع فيديو نشره حساب “إسرائيل بالعربية”، التابع للخارجية الإسرائيلية على “تويتر”، إن إيران نفذت الهجوم الأخير على المنشآت النفطية في السعودية، من الألف إلى الياء”، مطالباً المجتمع الدولي بالانضمام إلى جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لتشديد الضغوط على إيران”، معتبرا أن “هذا هو الطريق الوحيد لوقف العدوان الإيراني”.
وفي ظل الإجماع الدولي على معاقبة إيران، يبدو أن جهود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي بذلها خلال الأيام الماضية، بشأن الملف الإيراني، باءت بالفشل، لا سيما بعد أن أكد ماكرون أن الرئيس الإيراني “سيضيع الفرصة إذا لم يلتق بنظيره الأمريكي في نيويورك” على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال أمس، عن أشخاص مطلعين على ملف الوساطة الفرنسية، قولهم: إن ماكرون بذل جهداً كبيراً لعقد اجتماع بين الرئيس الأمريكي ونظيره الإيراني لكن محاولته باءت بالفشل.
وعلى الرغم من هذا الفشل، إلا أن ماكرون أصر، بحسب الصحيفة، على أن جهوده لم تهدر وأن الظروف أصبحت الآن جاهزة “لاستئناف سريع للحوار والمفاوضات” بين الولايات المتحدة وإيران.
وبعد أن أشتد الخناق عليها، أصبحت طهران تبحث عن مخرج بحديث ممجوج حول تعديلات على الاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية عام 2015، وعدم سعيها لامتلاك أسلحة نووية، إذا عادت واشنطن للاتفاق ورفعت العقوبات”، وهو ما يرفضه الرئيس الأمريكي ويصر على تشديد العقوبات على إيران ردعاً لها.
إلى ذلك، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية أمس، عقوبات جديدة على شركة شحن صينية وأخرى نفطية تتعاملان مع إيران.
وأوضحت الوزارة على موقعها أنها فرضت عقوبات جديدة متعلقة بإيران على أفراد صينيين وكيانات، بما في ذلك شركة كوسكو للشحن البحري والبترول الصيني.