في عالم كرة القدم الأوربية، تسعى الأندية للثبات على الأجهزة الفنية لعدة مواسم؛ لأن الاستقرار الفني أحد أهم الركائز لتحقيق البطولات؛ حتى لو بعد حين ، وهنالك الكثير من الأمثلة، لعل أبرزها من حيث الاستقرار السير فيرغسون مدرب مانشستريونايتد الإنجليزي الذي قاد دفة تدريب الفريق لمدة ٢٦ عاما، حقق خلالها جميع البطولات على المستوى المحلي والأوربي والعالمي ، وآرسين فينغر مدرب الأرسنال الانجليزي لمدة ٢١ عاما، وقد حصل على العديد من البطولات؛ لعل أبرزها في موسم 2003-2004 حينما حقق فينغر إنجازا تاريخيا بفوزه بلقب البريميرليج دون أى خسارة فى 38 مباراة ، وحقق كإنجاز شخصي لقب مدرب الموسم ثلاث مرات فقط!!
من بين نخيل الأحساء، المدينة التي قدمت للكرة السعودية منذ القدم العديد من المواهب الرياضية أبرزهم من الجيل الحالي ( تيسير الجاسم ، حسين المقهوي – محمد السهلاوي – عبدالله العويشير. ) تعود الأحساء لتقدم لنا ضيفا جديدا، فريق العدالة الذي يسير بهدوء، والكثير من العقلانية في تحديد هدفه لهذا الموسم؛ حتى أصبح ثاني الدوري بعد انقضاء الجولة الرابعة من منافسته ، على العدالة أن يستفيد من تجربة جاره الفتح، إبان تحقيقة الدوري في موسم ٢٠١٣م؛ حيث حافظ النموذجي على استقراره الفني والعناصري لمدة خمسة مواسم، مع القدير فتحي الجبال وصبرت ادارته على النتائج حتى تحقق حلم النموذجي بتحقيق الدوري ، فعلى إدارة العدالة أن لا تبالغ في ردة فعلها لو تراجعت نتائج فريقها والبحث عن الاستقرار الفني مع المدرب التونسي اسكندر القصري لعدة مواسم؛ لتحقيق أولى البطولات لفريقهم.
تتميز أندية المنطقة الشرقية بالبعد عن الاعلام والعمل في صمت والصبر على النتائج والثبات على الاجهزة الفنية والإدارية .
أندية الشرقية قدمت لنا نجاحات مع مدربين سابقين وحاليين، أبرز هذه التجارب كانت لعميد المدربين السعوديين، خليل الزياني، الذي استطاع تحقيق العديد من البطولات مع فرق الشرقية؛ الاتفاق بطولة الدوري ٨٣، وبطولة كأس الخليج للأندية فأهلته ليكون مدرباً للأخضر السعودي فحقق معه بطولة كأس أمم آسيا ٨٤ في سنغافورة، والتأهل لأولمبياد لوس أنجلوس ٨٤. ليعود بعدها لقيادة إتي الشرقية وتحقيق البطولات مرة أخرى مع فريقه؛
حيث حقق إنجازا جديدا بتحقيقه للدوري موسم ٨٧ دون هزيمة وبطولتي كأس الخليج وكأس العرب ٨٨م فاستعان بخدماته الغريم التقليدي للاتفاق، القادسية فحقق معهم بطولة كأس ولي العهد ٩٢ ، والان يكمل المسيرة الاتفاق بالتعاقد مع خليفة الزياني، المتألق خالد العطوي الذي آمل من ادارة الاتفاق الصبر عليه، في النتائج وتحقيق الاستقرار الفني للفريق؛ لكي يحقق أهدافه القريبة ببقاء الاتفاق بين أندية المنتصف لهذا الموسم، وفي الموسم القادم محاولة تحقيق كأس الملك والمنافسة على الدوري؛ حيث ان خالد العطوي قد حقق مع منتخبا الوطني للشباب كأس الخليج العربي 2016، ودورة دبي، وتأهل إلى كأس آسيا للشباب 2018، وتأهل معهم إلى كأس العالم للشباب 2019، وتوج بلقب كأس آسيا للشباب 2018.
*ماذا لو : استعانت أندية الوسط في الدوري بمدربين وطنيين؟
بالتأكيد سوف تقلل من الخسائر المالية الضخمة للأجهزة الفنية الاجنبية التي تتقاضي مبالغ ضخمة جداً، تكاد تصل إلى عشرة اضعاف ما تتقاضاه في بلدانهم او في دوريات أخرى، وتصقل وتزيد من خبرة المدرب الوطني !