المتابع المنصف للتطورات الحضارية التي نبتت على ارض المملكة منذ لحظة تأسيسها على يد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود يدرك دون شك حجم الجهود المبذولة لبروز فجر وطن يسابق الزمن بخطى ثابتة وخطط مدروسة حتى اضحى محط الاعجاب والتقدير بما تحقق على ارضه من منجزات جبارة توزعت على كافة مفاصل بلاد مترامية الاطراف بحجم قارة.
لن استطيع ولن يستطيع غيري حصر المنجزات الملموسة بعد ان تشكلت واقعا حيا على ارض الواقع في غضون سنوات قصيرة جدا قياسا لما تحقق لأوطان سبقتنا بمئات السنين من حيث النشأة ولذا سأقتصر علني افي بما تم تحقيقه خلال السنوات القصيرة المعدودة على اصابع اليد الواحدة.
لا شيء يملآ قلوبنا فرحا وجوارحنا اعتزازا اكثر من تلك الرعاية الفائقة للحرمين الشريفين وكافة المشاعر المقدسة حتى اصبحت رحلة الحج نزهة ممتعه بعد ان كانت محفوفة بالمخاطر فالتوسعات متواصلة والطرق والانفاق والجسور تتزايد والتسهيلات تنمو عاما بعد عام والرعاية قائمة بما يفوق الوصف وتسخير التقنية بلغ حد الدهشة والاعجاب.
المملكة التي تعيش اصلاحات متكاملة حتى اضحت ورشة عمل في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان جددت بالنظم مثلما حدثت منشآت الخدمات فأصبحت نموذجا للدولة العصرية مبتدئة بصقل المعارف والعقول والثقافات العامة فأصبحنا نسمع يوميا انجازات شباب الوطن في كافة مناحي الحياة.
لقد جاءت توجيهات خادم الحرمين الشريفين، يحفظه الله، بالتخطيط لعمل يلبي كل الطموحات ويحقق جميع الأمنيات استشرافاً لمستقبل واعد فكانت رؤية المملكة 2030 مرتكزة على تعظيم الحرمين الشريفين عمق المملكة العربي والاسلامي لتنداح الدائرة عن القدرات الاستثمارية الضخمة التي تزخر بها والموقع الجغرافي الاستراتيجي لأهم بوابة للعالم والتي تحيط بها أكثر المعابر المائية أهمية كما تمثل مركز ربط للقارات الثلاث.
إن ثروة المملكة الأولى شعب طموح معظمه من الشباب مع ما تكتنزه من بدائل الطاقة المتجددة وثروات الذهب والفوسفات واليورانيوم وغيرها لذا فالمستقبل واعد ومشرق في ظل قيادة حكيمة تبذل أقصى الجهد من أجل رفاهية شعبها الوفي لتمتد يد الاصلاح إلى اجهزة الدولة وضخ الدماء الشابة في شرايينها وتعزيز قيم النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد وتحفيز قطاع الأعمال وتوطين التقنية ورعاية المواهب وتوفير فرص العمل للشباب من الجنسين للإسهام في نهضة الوطن مع الانفتاح على العالم لكل ما هو مفيد وينسجم مع عاداتنا وتقاليدنا.
لقد كانت ملحمة التوحيد فريدة من نوعها أسست دولة قوية قامت على النهج الإسلامي الأصيل فبسطت الأمن وأرست دعائم العدل والمساواة ورسخت مبادئ الوسطية والاعتدال وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى ومناصرة قضايا المستضعفين العادلة ومد يد العون للأشقاء والأصدقاء وإغاثة المنكوبين والمتضررين دون تمييز وبلا من أو أذى وجلجل صوتها مدوياً على مستوى العالم لتحقيق التعايش السلمي بين الشعوب والحضارات واحترام المواثيق الدولية ونبذ الحروب ومكافحة الإرهاب واطفاء بؤر التوتر والصراعات وما زالت على ذات النهج تسير وقد تبوأت مكانة عالمية مرموقة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً.
لقد شهدت بلادنا في هذا العهد الزاهر افتتاح وإرساء مشروعات تنموية عملاقة انتظمت كافة المناطق في توازن شامل واحتلت العناية بضيوف الرحمن والسياحة الداخلية موقعاً مميزاً من خلال سياسة طموحة تسعى لتوفير أفضل الخدمات وأجمل المواقع والوجهات واستقطاب المستثمرين وعقد الشراكات الذكية في أسمى صور تبادل المنافع والمصالح. وسنظل بالعز نشمخ مرددين يا بلادي واصلي.