جدة – البلاد – عواصم – وكالات
يدرك العالم على مدى عقود وإلى اليوم ومستقبلا ، الأهمية البالغة لدور المملكة في استقرار السوق النفطية كأكبر المصدرين في العالم ، والمؤشر الدقيق لدور منظمة أوبك في استقرار الاقتصاد العالمي ، وقبل ذلك تدرك المملكة موقها القيادي والمؤثر باعتبارها الرقم الأول في هذه المعادلة ، وعلى هذا الأساس أقامت استراتيجيتها على قدرة تخزينية كبيرة تقدر بأكثر من ١٨٨ مليون برميل، للحفاظ على استمرار دورها واستقرار الضخ من مخزونها النفطي الاستراتيجي بالداخل والخارج وضمان الوصول للأسواق العالمية في الظروف المجدولة كأعمال التطوير والصيانة أو الطارئة كالاعتداءات الإرهابية التي استهدفت معملين في بقيق وخريص تابعين لشركة أرامكو وتمت السيطرة على الحريق مع توقف مؤقت للانتاج ،
بحسب سمو وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان الذي صرح في وقت سابق بأنه نتج عن هذا العمل الإرهابي توقف عمليات الإنتاج في المعملين بشكل مؤقت،حيث قام سموه يرافقه الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية، بتفقد معامل شركة أرامكو السعودية في بقيق، التي تعرضت لهجمات إرهابية، نتج عنها حرائق تمت السيطرة عليها.
وعقد وزير الطاقة ونائب أمير المنطقة اجتماعا مع رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية ياسر الرميان، ورئيس الشركة وكبير التنفيذيين المهندس أمين الناصر، وعدد من المسؤولين.
وجرى خلال الاجتماع بحث آخر التطورات التي حصلت نتيجة هذا الهجوم الإرهابي، مؤكدين أنه لم ينتج عن هذا الهجوم أي أثر على إمدادات الكهرباء والمياه من الوقود، أو على إمدادات السوق المحلية من المحروقات، كما لم ينجم عنه أي إصابات بين العاملين في هذه المواقع. وحسب التقديرات الأولية أدت هذه الانفجارات إلى توقف كمية من إمدادات الزيت الخام تقدر بنحو (5.7) مليون برميل، أو حوالي 50% من إنتاج الشركة، إلا أنه سيتم تعويض جزء من الانخفاض لعملائها من خلال المخزونات.
كما نجم عن هذه الانفجارات توقف إنتاج كمية من الغاز المصاحب تقدر بنحو (2) مليار قدم مكعب في اليوم، تستخدم لإنتاج 700 ألف برميل من سوائل الغاز الطبيعي، مما سيؤدي إلى تخفيض إمدادات غاز الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي بنسبة تصل إلى حوالي (50%) ، فيما لم ينتج أي أثر على إمدادات الكهرباء والمياه من الوقود، أو على إمدادات السوق المحلية من المحروقات، كما لم ينجم عنه أي إصابات بين العاملين ، وتعمل الشركة حاليًا على استرجاع الكميات المفقودة، وستقدم خلال الـ 48 ساعة القادمة معلومات محدثة. وأشار سمو وزير الطاقة إلى أن هذا الهجوم الإرهابي والتخريبي هو امتداد للهجمات الأخيرة التي استهدفت المرافق البترولية والمدنية ومحطات الضخ وناقلات النفط في الخليج العربي.
وأكد سموه على أن هذه الهجمات لا تستهدف المنشآت الحيوية للمملكة فحسب وإنما تستهدف إمدادات البترول العالمية وتهديد أمنها، وبالتالي فهو يمثل تهديداً للاقتصاد العالمي، ويبرز مرة أخرى أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بدورة بالمحافظة على إمدادات الطاقة ضد كافة الجهات الإرهابية التي تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية الجبانة وتدعمها وتمولها. من جانبه أكد رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر بعد تفقده للمواقع عقب الاعتداء الإرهابي للمعملين أنه لا توجد إصابات بين العاملين،
مشيرا إلى أنه يجري حاليًا العمل على استرجاع كميات الإنتاج، وسيتم تقديم معلومات محدثة حول ذلك خلال الـ 48 ساعة ، حيث تمكنت فرق الاستجابة للحالات الطارئة في شركة أرامكو السعودية بنجاح لحرائق في معاملها في بقيق وخريص نتجت عن هجمات إرهابية بمقذوفات. وقد تمكنت من إخماد الحرائق التي نجمت عن هذا العمل الإرهابي الذي تسبب في تأثير مباشر على توقف الإنتاج بمقدار 5.7 مليون برميل في اليوم. ويرى خبراء اقتصاديون أن أي تراجع في إمدادات الخام السعودية للأسواق العالمية ولو لوقت محدود من شأنه زيادة أسعار النفط، بمتوسط 30% فورا ، متوقعين أن يقفز السعر بنسبة 10 % ، مقارنة بمتوسط 61 دولارا الأيام الماضية ، مؤكدين أهمية استقرار إمدادات الخام من المملكة، كونها أكبر مصدر للنفط في العالم وثالث أكبر منتج عالمي له ، ومن ثم أي نقص في الإمدادات يعني ارتفاعا سعريا حادا لبرميل النفط ، وبالتالي ترتفع معدلات التضخم في اقتصادات العالم.
من هنا يرى الخبراء أن التوقعات السابقة بتراجع أسعار النفط جراء الحرب التجارية قد تغير اتجاهها، ومن ذلك ما صرح به بوب مكنالي رئيس مجموعة رابيدان للطاقة، بأن الاعتداءات على معملي النفط قد تمثل نوبة قلبية لسوق النفط والاقتصاد العالمي ، فيما قال أحد مؤسسي موقع “تانكر تراكرز” لتعقب حركة الشحن البحري لوكالة “فرانس برس” أنه بناء على حجم الأضرار ووقوع أي أعطال ستلجأ أرامكو إلى خطط الطوارئ عبر استخدام مخزونها إذا لزم الأمر. وقال متحدثة باسم وزارة الطاقة الأمريكية الأحد، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب مستعدة لاستخدام الاحتياطي النفطي الأمريكي الطارئ إذا لزم الأمر.