بالأمس دار نقاش بين مجموعة من الاصدقاء .. عن حجم معاناة المدارس من نظافة وصيانة المبانى وحمامات المدارس .. وكانت هناك ايضا شكوى مريرة من صعوبة ادارة المقاصف المدرسية ومعاناة المتعهدين للايفاء بالتزاماتهم المالية المبالغ فيها والتي تفرضها المدارس لدعم النشاطات الطلابية.
الامر محزن ومؤسف .. وسبب لي غصة وألما لانني لا استطيع ان استوعب ان قضايا جوهرية وبسيطة نفشل في حلها وادارتها وتشغيلها وصيانتها.
وانا استمع لهذا النقاش .. تراءى لي حجم الانجاز المبهر والراقي والاحترافي الذي قامت به هيئة الترفيه ..في انشاء البنية التحتية لفعاليات المهرجان الصيفي لمدينة جدة بكل نشاطاته وفعالياته ومتطلباته وكان على اعلى المستويات العالمية الراقية.
إذن نحن نستطيع.
ونحن نتحدث عن النظافة في المدارس ..تذكرت دورة تدريبية حضرتها مع مدينة ملاهي عالم ديزني في امريكا .. لقد قضينا نصف يوم عمل دراسي ونحن ندرس كيف توصل .. والت ديزني .. بنفسه الي تصميم حاويات القمامة المنتشرة في مدينة الملاهي العالمية .. وكان عنوان المحاضرة ( جمال صناديق القمامة في عالم ديزني) واهم النقاط التي ناقشها المحاضر معنا كانت:
** ان هدف والت ديزني .. ان ينثر ويشيع الجمال والبهجة في جميع انحاء مدينته .. حتي من خلال صناديق او حاويات القمامة .
** لقد قام والت بنفسه بتصميم صندوق القمامة بطريقة مبتكرة ويكون مقفولا لا تتطاير منه الروائح .. ورفضت الشركات شراء حقوق الفكرة ورفضت تصنيعها مما اضطره ان يصنعها لحسابه.
** كل صندوق قمامة يجب ان يرسمه الفنان يدويا بالالوان والاشكال والخطوط الفنية التي تعكس قيمة وسمة المكان والالعاب التي تعرض في المنطقة.
** يجب ان يكون هناك صندوق قمامة كل 30 قدما من مكان الحمامات ومقاصف الاكل والمطاعم.
** وضع جدول زمني دقيق لتنظيف الصناديق اما آليا او يدويا ويراقب بصرامة.
** واخيرا ينتشر عمال النظافة مع اجهزة اتصالات في كل ارجاء مدينة الملاهي للتأكد من نظافة المكان والالعاب والحمامات الخ.. علي مدار ساعات العمل.
والسؤال الذي يطرح نفسه على مصممي نظم ادارة وتشغيل مدارسنا .. ماهي مواصفات تصميم الحمامات وصناديق القمامة في المدارس وايضا في الجامعات وكيفية ادارتها الخ… وهل يطبق النظام بحذافيره ؟! والاهم من كل ذلك هو هل القوى العاملة المؤهلة متوفرة ومدربة حتى تستطيع ان تؤدي مهامها باتقان حتى نكون قدوة امام ابنائنا عندما نرفع شعارات النظام والنظافة ونكتبها على اسوار المدارس من الخارج وفي الداخل.