* كرة القدم منذ أن عرفناها في مجال التنافس الشريف، تندرج تحت ثلاثة احتمالات؛ الفوز أوالتعادل أو الخسارة، ولا يوجد على ظهر البسيطة فريق لايهزم فطالما أن شريعة كرة القدم هي الفوز والخسارة والتعادل، فإن كل الفرق والمنتخبات تخضع لهذه النظرية الثابتة والتي لن تتغير إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها،
وحقيقة فإنني جد مندهش من حالات الاستغراب التي ارتسمت على وجوه الرياضيين في المملكة، من مراقبين وفنيين ومشجعين وإداريين بعد التعادل الإيجابي الذي انتهت عليه مواجهة الأخضر مع نظيره اليمني في التصفيات المؤهلة لكأس العالم وكأس آسيا، فقد أخذ كل منهم يغني على ليلاه فتارة يلقي البعض باللائمة على المدرب الفرنسي ايرفي رينارد، الذي يرى البعض بأنه لم يحسن اختيار العناصر المؤثرة لذلك اللقاء إلى جانب عدم تفاعله مع مجريات أحداث المباراة وقراءته الصحيحة لما يحدث أمامه في الملعب وهي الجزئية التي شجعت مدرب المنتخب اليمني على الجرأة وطرد الرهبة التي كانت تعتمل في نفوسهم وتارة أخرى يلقي البعض باللائمة على اللاعبين ويتهمونهم بالتقاعس والاتكالية واللامبالاة والاستهانة بالخصم وتارة أخيرة يسخر البعض من تواضع المنتخب اليمني ويستنكرون جزئية التعادل معه وكأن المنتخب اليمني قد جاء لهذه التصفيات لكي يكون محطة وقود تتزود منها المنتخبات بالنقاط ،بلا كبير عناء، وينسى هؤلاء أو يتناسون بأن الكرة اليمنية ،قد تقدمت وتطورت وباتت تمتلك القدرة على الصمود والمجابهة وان المنتخب اليمني لم يعد كسابق عهده يتلقى الصفعة تلو الاخرى دون أن يحرك ساكناً.
* وكم كنت أود أن تتم مناقشة ذلك الأمر برؤية فنية متقدة سعيا للوصول لبيت الداء والعمل على وضع الحلول الناجعة له قبل الدخول في دهاليز التصفيات المتقدمة، والتي سيواجه فيها المنتخب السعودي منتخبات من العيار الثقيل يحتاج فيها لرباطة الجأش وقوة الإرادة والعمل الدءوب؛ إذ إن المراحل المتقدمة لن تكون فيها منتخبات بحجم اليمن أو فلسطين أو سنغافورة ومن هنا وجب الحذر ومحاولة الاستفادة من كل سلبيات لقاء اليمن وتحويلها إلى إيجابيات تضئ طريق المنتخب للسير بخطى حثيثة نحو نهائيات كأس العالم 2022 ونهائيات كأس آسيا 2023….
وهنالك رجاء مشفوع بالأمل لكل الزملاء في الفضائيات ومواقع التواصل المختلفة والصحف الورقية والاليكترونية بعدم القسوة على مدرب منتخب لايزال في أتون المنافسة، وهو لم يخسر وطموحاته لاتزال قائمة في العودة إلى سيادة القارة واستعادة كل الأراضي المفقودة وهذا لن يتأتى إلا إذا تضافرت الجهود وخلصت النوايا وعمل الجميع من أجل الأخضر السعودي.