وكم من كلام قــد تضمن حكـــمةً نـــال الكــساد بسوق مــن لا يـفهــم ُ
والنجم تستصغر الأبصارُ رؤيته والذنب للطرف لا للنجم في الصغرِ
أبيات في ذم الحماقة ساد فضاؤها العالم من صُناع القرار والرأي العام العالمي والعربي تسطيحاً للقراءة السياسية مُنذ نصف قرن وللآن، وصلت لحد الفوضى والهلاك لما حوله، ويعيش فيه، مُقلداً التسطيح الأوربي عبر “الفلاشات”، بتسطيح أسوأ منه حيث النظام السياسي وبنيته المُجتمعية والثقافية والدينية وصلت لحد الديكتاتورية التي سلبت المواطن مُتعة الشعور بأهميته الذاتية من خلال التأثير على قرار الدولة. هكذا هي أوضاع الشعب الإيراني، في انهيار وتصدع، جراء تطاول نظامه وأذرعه الإرهابية، خاصة بالعراق وسوريا ولبنان، ليحوم الكلام تخويفاً عن مواجهة إيرانية خليجية أو أمريكية، كضرب من الادعاء أو التضليل، وكأن ميليشيا الحرس الثوري وحزب الله وغيرهما ممن يُدعون الحشد الشعبي بدائل، أُثيرت حولها، مُصطلحات مثل (قواعد الاشتباك، أو توازن الرعب، أو الردع المتبادل، أو التوازن الاستراتيجي)، في أسماء حركية لمصطلح (قواعد التعايش أو التكيف) التي ترسمها أنانيتها، بما ينم عن تسرّع ومبالغة وسذاجة، ورغبة، لا ترى الواقع بإمكانياته الحقيقية، للاستهلاك ونيل الشرعية والتغطية على الأثمان والأرواح الفادحة التي تُدفع في ذلك الصراع الواهن دون التمكن من استثمار التضحيات المبذولة.
ولقد شهدنا أن السعودية ودول الخليج، كما حصل سابقاً، التزمتا بقمة العقلانية والانضباط في الرد على الاعتداء الإيراني سواء باليمن أو الملاحة الدولية بتكاتف دولي أمريكي، ردع إيران وكسر أجنحتها مما جعلها في طلاق دولي واقفة أمام القضاء للاستئناف والتفاوض بعد انهماك ريالها وحذف الاصفار بعد الفشل الأوروبي في توفير أيّ خط مالي للنظام الخامنئي، بقمة الفشل «G7»، وصلت لجمع تبرعات لأذرع إيران بعد انهيار اقتصادها ومنع بيع نفطها باستثناء 100 ألف برميل تقريبًا، ليس هناك برميل واحد يصدر خارج البلاد بسبب العزلة البحرية الامريكية المتواجدة بالخليج لها.
ولكن هل يمكن أن تتعايش إيران وتتفاوض خاصة بعدما انهارت عُملتها التي سجلت قبل ثلاثة أعوام 37 ألف ريال مقابل الدولار، لتصل إلى 180 ريالاً العام الماضي. فصار المليون ريال حاليًا بعد حذف الأصفار 100 ألف ريال!، لترتفع الأسعار ارتفاعًا خياليًا على المواطن الإيراني، فهل يمكن أن يُعاد النقش على الحجر الإيراني، كما قال الرئيس الفرنسي ماكرون؟ وكيف يمكن لدول المنطقة أن تُعيد ترتيب سياساتها وفقاً لأي اتفاق مزعوم؟. فهل تقتل واشنطن “الدجاجة”؟!!.