عندما اختارتها قوى إعلان الحرية والتغيير لتمثيل النساء في المجلس السيادي في السودان، كان لسان حال الثوار يقول: “المرأة المناسبة في المكان المناسب”، لما تميزت به عائشة موسى السعيد من حنكة في المجال التربوي، وزادها العمل كناشطة اجتماعية في منظمات المجتمع المدني دراية بحاجات الشعب السوداني وما ينقصه ليعود كسالف العهد.
عائشة السعيد، التي ولدت في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، درست بها المراحل الأولية، ثم التحقت بمدرسة أم درمان الثانوية، فيما حصلت على شهادة التربية والتدريس من معهد تدريب المعلمات بأم درمان، ثم الماجستير لتدريس اللغة الإنجليزية كـ”لغة ثانية” من جامعة مانشستر ببريطانيا، ودبلوم تدريس اللغة الإنجليزية كـ”لغة أجنبية” من جامعة ليدز، وشهادة تدريب المعلمين لتدريس اللغات بالولايات المتحدة الأميركية.
كل هذه الخبرات جعلت السعيد أكاديمية من الطراز الرفيع، وقادتها للعمل كلية اللغة الإنجليزية والترجمة بجامعة الأمير سلطان بالرياض، بعد كلية اللغات والترجمة في جامعة الملك سعود، ثم العمل كمختصة لغة إنجليزية بإدارة معاهد التأهيل التربوي في وزارة التربية والتعليم السودانية، ومدير عام بالإنابة لإدارة التأهيل التربوي بالخرطوم.
نضال عائشة لم يكن وليد أحداث 2018، إنما سبق ذلك بكثير، ففي خمسينات القرن الماضي عقب طرد المستعمر الإنجليزي قادت موكباً يطالب بتعليم البنات بالمرحلة الوسطى والثانوية، ونجحت في تغيير رأي الأهالي تجاه تعليم البنات، فيما انخرطت في التظاهرات الأخيرة ضد نظام المخلوع عمر البشير، وبرزت كعضو فعال في المعارضة السياسية ضد نظامه البائد.
وجاءت تسمية عائشة السعيد عضوة في المجلس السيادي السوداني الحالي، تتويجاً لجهود نضالية طويلة على مدى السنوات الماضية، ولخبرتها التي تؤهلها لتقديم الفائدة المرجوة من داخل المجلس السيادي، وتقديم الرؤى الإيجابية، وتمثيل المرأة بالشكل اللائق مع العضوة الأخرى رجاء نيكولا عبدالمسيح، إذ ينتظرهما دور رسالي بأن المرأة سيكون لها دور بارز في الحركة السياسية السودانية، وفي مختلف المجالات الأخرى خلال الفترة الانتقالية الممتدة لثلاث سنوات، خصوصاً وأن كليهما لديه من الإمكانات ما يجعلهما محل تقدير واحترام بقية أعضاء المجلس.