ما أن يدور الحديث حول دور المرأة في التغيير، إلا ويذكر ما قامت به “نساء” السودان في أحداث ديسمبر 2018، التي توجت بخلع الرئيس البشير ونظامه إلى غير رجعة، فنساء وفتيات السودان كن وقود التغيير وصوتها الذي لم يخب حتى لحظة إعلان اقتلاع النظام البائد.
تنظر في الحشود فتجد نصفها أو ربما معظمها من “النساء”، يدخلن ساحة الاعتصام بالقيادة العامة، تقابلك “المرأة” تهتف بشعارات معتلية إحدى المنصات، وتخطو خطوة أخرى، فتجد طبيبة تضمد جراح مصاب، ومثقفة توعي الثوار، وأخرى تصنع الطعام لهم، وغيرها فقدت عينها جراء إصابتها بعبوة غاز مسيل للدموع، بينما زميلتها ترد ذات التي لم تنفجر إلى سيارة الشرطة، بجسارة يحسدها عليها الأبطال. دور المرأة السودانية في نجاح التغيير شهده العالم بأسره، فلم تغفل حكومة حمدوك مجهودهن، معلنة عن تعيين 4 وزيرات في حكومة الـ20 وزارة، ليصبحن “ورود التغيير” بعد أن كن وقودها، وبالتالي يساهمن في مسيرة التنمية والتعمير في البلاد لما يملكنه من إمكانيات تؤهلهن إلى المناصب التي أسندت لهن.
ولقب “كنداكة” الذي أطلق على الثائرات، هو لقب الملكات الحاكمات أو مسمى يعني الزوجة الملكية الأولى في حضارة كوش الإفريقية القديمة بالسودان، التي عرفت أيضاً باسم الحضارة النوبية، وأشهرن أماني شكتو، وأماني ريناس، فيما تسير نساء السودان على نهجهن في قوة الكلمة والرغبة في التغيير الحقيقي.
ويرى الكثيرون أن النساء نلن شرف نجاح السودانية مناصفة مع الرجال، معتبرين أن المجال لا يزال مفتوحا أمامهن لتنفيذ الرؤى التي طرحنها، في ظل دولة مدنية ديمقراطية، تؤمن بالأفكار والكفاءات وترفض المحاصصة والوساطات.
وبعد أن صدحن بصوت الحق، وعرف العالم تجردهن في سبيل رفعة الوطن، تترقب عيون العالم، ما ستصنعه “كنداكات” السودان في المستقبل القريب، فالرحلة طويلة، والتغيير لم ينته بعد.