جدة- ياسر بن يوسف – تصوير- سالم بكوش
بات انتشار الجرذان في جدة هاجساً، يؤرّق السكان ويقّض مضاجعهم ، فهي تملأ الأماكن والزوايا بأعدادها وأحجامها المخيفة. سكان الكثير من الأحياء طالبوا بسرعة وضع حد لهذه الظاهرة التي تهدد الصحة العامة وتنذر بتفشي كثير من الأمراض. (البلاد) استطلعت عدداً من آراء المواطنين والمختصين حول هذه الظاهرة الفئرانية…
يقول المواطن منصور المطيري: إن هذه القضية أرهقت أذهاننا والحديث فيها أصبح غير مجد، بدليل أنها مازالت قائمة؛ حيث إن الجرذان منتشرة بالرغم من الجهود التي تبذلها القطاعات الأخرى للقضاء عليها، ولا سيما أمانة جدة، ولكن يجب أن يكون هناك حل جذري لها؛ حيث أصبحت عروس البحر الأحمر تأخذ انطباعا غير جيد من قبل الجميع.
وأضاف: إننا اليوم نقف أمام مشكلة أرهقت الأمانة نفسها في سبيل معالجتها، ونأمل أن تضع الجهات المعنية خطة لحلها بالتعاون مع القطاعات الأخرى، وإيجاد أماكن مخصصة لرفع النفايات أولا بأول في الأحياء التي تكثر فيها الجرذان.
المواطن محمد الشمراني من جهته يقول: ياأخي ماذا أقول عن هذه القضية، التي أصبحت حديث الناس، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فالكل يحذر من ةأن جدة الآن أصبحت مرتعا للقوارض لاسيما الفئران. حقيقي لا أجد ما أقوله.. هل حل هذه القضية صعب على الأمانة، وهل هي عاجزة عن إيجاد حل لها والقضاء على المشكلة بشكل كامل ولا سيما، أنها تتركز في الأحياء القديمة بشكل كبير.
وأشار الشمراني إلى أنه يجب على الأمانة وضع مصائد للجرذان في أماكن مختلفة، يصعب توقعها وأن لا تتركز في مكان واحد على سبيل المثال، وتكون المسافات بينها قصيرة؛ لتتمكن من فرق الأمانة من اصطيادها.
أما إبراهيم محمد فأكد أن القضية لا تخص الأمانة فقط، على العكس يجب أن تتضافر كافة القطاعات لمعالجتها وإيجاد حلول عاجلة وسريعة وأن لا يقتصر التفكير فقط على رش المبيدات الحشرية ووضع المصائد والفخاخ فحسب بل توضع في أماكن يصعب تخيلها على الجميع، الحقيقية لا أعلم إذا ما كانت الجرذان أصبحت تعرف الأماكن المخصصة التي توضع فيها المصائد فتهرب منها، مجرد سؤال سال جال على خاطري. مشيرا إلى أن الأمانة بكافة قدراتها وطاقاتها البشرية والفنية عجزت عن حل هذا الموضوع الخطير والظاهرية غير الحضارية التي تهدد بانتشار الأمراض الخطيرة.
واقترح من الحلول ان تراقب الأمانة الاحياء التي تشهد فيها الجرذان وجودا بكثافة، من خلال زيارات ميدانية؛ لمعرفة واكتشاف السبب الرئيسي وراء تكاثر هذه الآفة ببعض الأحياء دون غيرها.
أما مستشار الاعلام الصحي الصيدلي صبحي الحداد فيتحدث قائلاً: واحدة من اكبر المشاكل الصحية والبيئية التي تنخر جسد عروس البحر الاحمر وتهدد إصحاحها البيئي وصحة قاطنيها…هي ( امبراطورية الجرذان )… التي تغطي على شوارعها…. فالجرذان باتت منتشرة في كل الاحياء … قديمها وجديدها… شمالها وجنوبها…شرقها وغربها.. لافرق.. تجدها تتجول بخيلاء في الأحياء الراقية كما الأحياء الفقيرة.. في الشوارع الرئيسيّة كما الشوارع الخلفية… في الحدائق كما حول براميل النفايات..في المستودعات والبقالات.. وفِي المطاعم ومحلات الارزاق… باختصار هي في كل مكان تعيش وتتنفس مثلنا وتتمشى على الكورنيش دون خوف أو وجل، أو حتى احساس بالخوف..
فلا تخشى أحداً ..حتى القطط باتت تخشاها…. فأحجامها غير معقولة ومقاساتها ضخمة وأعدادها هائلة..
• وعن الأضرار الصحية يقول د.الحداد : لن اعددّ أضرار الجرذان الصحية والبيئية العديدة .. لكن يكفي القول- والكل يعرف ذلك- انها تحمل وتنقل مرض(الطاعون)… الذي فتك بالالاف قبل سنوات في الهند ودول اخرى…..إضافة الى مرض ( ليبتوسبيروسيس ) الخطير والذي ينتقل عبر بولها من خلال اسطح المعلبات وعلب العصير والمشروبات غير النظيفة والملوثة ببول الفئران.
•• وعن الحل المناسب للتخلص من الفئران يقول د.الحداد :
يجب القيام بحملة شاملة وكبيرة بتعاون عدة جهات مع البلديات التي يقع عليها الجانب الأكبر من العمل مع ايجاد خطط وافكار جديدة ، حيث ان خطط المكافحة السابقة عبر الطعوم والمصائد وفِي أماكن معينة مختارة …لم تنجح بالشكل المناسب … والدليل تزايد اعدادها وانتشارها في كل ركن …
••ان المسألة تحتاج الى دراسة شاملة وعامة ، ولا مانع من الاستعانة بجهات اخرى كالجامعات والوزارات المعنية كالزراعة والصحة والأرصاد والبيئة..ووضع خطة للمكافحة الجذرية الشاملة… واقترح التفكير بالخطة الصينية في هذا المجال والتي رصدت لمزارعي احدى المدن مبلغاً مالياً مقابل كل فأر يتم اصطياده ، حيث تسابق المزارعون في اصطياد اكبر عدد من الفئران ونجحت الخطة في القضاء على الفئران كلياً. ناقل للأمراض أما استاذ المكافحة الحيوية المشارك ورئيس قسم زراعة المناطق الجافة بكلية الارصاد والبيئة والمناطق الجافة جامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور خالد عسيري فيقول :
من الناحية العلمية :
الفئران تعتبر نواقل لعدد من الكائنات الضارة والمتطفلة على الانسان مثل البراغيث و القراد و القمل. وأفاد ان جامعة الملك عبدالعزيز نشرت في عام ٢٠١٤ دراسة عن الطفيليات التي تُنقل من خلال الفئران، فوجدنا عددا كبير جدا من الطفيليات المسببة للأمراض، وأضاف العسيري، ان التخلص من الفئران من اختصاص وزارة الشؤون البلدية و القروية في محافظة جدة ،وقد لاحظنا في السنوات الاخيرة انتشار الفئران و الجرذان في عدد من الاحياء و هذا ناتج عن عدة أسباب :
-عدم التنظيم و التخزين الجيد لمستودعات الاغذية.
– وجود فتحات في المجاري.
– عدم الوعي بالنظافة في الحدائق من قبل الزوار.
– عدم وجود تخطيط لإدارة و مكافحة الفئران على الرغم من وجود ادارة متخصصة في الأمانات تعنى بمكافحة الافات.
ويعتقد ان أفضل طريقة هو خلق برنامج ادارة متكامل للمكافحة يُحدد بمدة زمنية و استهداف بؤر تكاثر الفئران مثل مستودعات الاغذية، و الاثاث المستخدم من خلال استخدام المكافحة الكيميائية و الفيزيائية و الحيوية و تبني برنامج تثقيفي للمجتمع بضرورة المحافظة على النظافة في المنزل وخارجه و خصوصا في مناطق التنزه.
وفي ذات السياق، ذكرت امانة محافظة جدة في وقت سابق، ان عمليات مكافحة الجرذان معتمدة على التنوع في استخدام الطعوم والسموم الموصي بها عالميا، مؤكدة انها جندت عددا من الفرق بحسب كثافة الجرذان وخصصت فرقا للبلاغات والوجهة البحرية وفرقا خاصة في المنطقة التاريخية.
وأعلنت الأمانة تنظيم حملات بالتزامن مع اعمال النظافة إذ يجرى رفع النفايات ثم وضع المصائد واستخدام الطعوم السامة لضمان الحد من تغذية القوارض ببقايا الأطعمة في النفايات.