خاص – البلاد
شهدت باكستان تظاهرات ضخمة؛ تنديدًا بضم الهند للجزء المتنازع عليه مع إسلام آباد من كشمير، وإلغاء نيودلهي المادة 370 من الدستور التي تمنح كشمير وضعًا خاصًا، في بداية الشهر الحالي، وفي ظل هذا التصعيد يحبس العالم أنفاسه خشية تدهور الأوضاع بين قوتين نوويتين، وانزلاقهما إلى أتون حرب ستمتد آثارها أبعد كثيرًا من حدودهما الجغرافية ، بعد أن شهد التصعيد أشكالًا عديدة؛ عسكرية واقتصادية ودبلوماسية، في وقت تعتمد فيه الهند على فرض سياسة الأمر الواقع، مستندة على عدد سكانها البالغ مليار و350 مليون نسمة، وناتجها القومي المقدر بأكثر من 3 تريليون دولار، وعدد أفراد جيشها الذي يناهز 3 ملايين و500 ألف مقاتل، مقارنة بعدد سكان باكستان الذي يزيد عن 250 مليون مواطن، ودخلها الوطني المقيم بـ 350 مليار دولار، وجيشها البالغ قوامه مليونا و200 ألف عسكري، بينما ترتكن إسلام آباد على تأييد سكان المنطقة المتنازع عليها وغالبيتهم من المسلمين، بالإضافة لتفعيل أدوات الضغط الشعبي والدولي، حيث نصت الاتفاقيات حول المنطقة على منحها وضعًا خاصًا مع حق تقرير المصير؛ مما يعزز كثيرًا من أوراقها الدبلوماسية والقانونية.
تظاهر نظامي
وكان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان قد دعا مواطنيه إلى التظاهر بكثافة، أمس الجمعة، في كافة أنحاء البلاد، رفضًا للظروف التي تعيشها المنطقة الواقعة تحت سلطة الهند في كشمير، محور خلافات البلدين.
وغرد خان على تويتر: “أتمنى أنّ يخرج كل الباكستانيين (الجمعة) لإظهار تضامنهم مع الشعب الكشميري”.
وأضاف: “علينا توجيه رسالة قوية إلى الكشميريين للقول، إنّ أمتنا تقف بحزم إلى جوارهم”.
وسبق أن دعا خان الباكستانيين في وقت سابق إلى التظاهر كل أسبوع إلى حين توجهه إلى نيويورك للمشاركة في نهاية سبتمبر المقبل في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث وعد بطرح القضية هناك.
وتخضع تلك المنطقة منذ شهر لأحكام حظر التجوّل وتمّ قطع الاتصالات فيها.
كما أوقف آلاف الأشخاص بحسب روايات سكان محليين لوكالات الأنباء.
تصعيد هندي
وعبرت الهند عن غضبها تجاه دعوة خان إلى التظاهر.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية رافيش قمر: “نشجب بشدة التصريحات غير المسؤولة للمسؤولين الباكستانيين بخصوص مسائل داخلية تخص الهند” بحسب البيان.
كما عقدت الهند صفقة سلاح مع إسرائيل بمئات الملايين من الدولارات، وذكرت مصادر إسرائيلية أن بنيامين نتنياهو قرر زيارة الهند فى 9 سبتمبر المقبل للتوقيع على صفقات سلاح متطورة مع الهند، تتضمن مقاتلات وطائرات بدون طيار وصواريخ جو- جو.
رد باكستاني
لم يتأخر رد باكستان حيث كشف جيشها الخميس، عن تجربة صاروخ قادر على حمل “أنواع مختلفة من الرؤوس الحربية” في الوقت الذي يبحث فيه عمران خان إغلاق المجال الجوي الباكستاني أمام الهند ووقف التجارة البرية الهندية إلى أفغانستان عبر بلاده، ويجري الآن دراسة الإجراءات القانونية الرسمية لهذه القرارات، ويجبر إغلاق المجال الجوي الطائرات على سلك مسارات جوية طويلة تكلف شركات الطيران ملايين الدولارات.
صراع مشتعل
وأدى انفجار قنبلة إلى مقتل 40 عنصرًا على الأقل من قوات الأمن في القطاع الهندي من كشمير، الخميس، بعد يوم من انفجار أدى لإصابة 12 تلميذًا على الأقل.
ومنذ تقسيم الهند وقيام باكستان عام 1947 وقعت حربان بين البلدين حول منطقة كشمير ذات الأغلبية المسلمة، والتي يطالب البلدان بالسيادة عليها.
وتعد كشمير اليوم واحدة من أكثر المناطق المدججة بالسلاح في العالم، فيما تتزايد المخاوف من تورط الجانبين بحرب جديدة، في صراعهما للسيادة على كشمير.