راجعت مؤخراً أحد المستشفيات الكبرى بالمدينة المنورة في أوقات مختلفة، وتفاجأت بحجم غياب الكوادر الطبية وانخفاض معدل الاهتمام بالمرضى وعدم وجود أجهزة كافية لاستقبال وعلاج مرضى الطوارئ والمراجعين عموماً في ظل وجود أجهزة محدودة وقلّة في عدد الأطباء والفنّيين الأمر الذي يعيد لنا قصص الإهمال في المستشفيات الحكومية ..
ورغم وجود ميزانيات كبرى لوزارة الصحة مع خطط التوسع في مستشفيات سعة الخمسين سريرا، وأيضاً فتح العيادات المتخصِّصة إلا أن أوضاع الطوارئ في بعض المستشفيات الحكومية وأيضاً العيادات الخارجية المناوبة يحتّم معالجة أوضاعها بسرعة، ولو قام أي مسؤول في وزارة الصحة أو في مديرياتها بالمناطق بجولة مفاجئة والتقى المراجعين وعاش دور المريض المراجع لاكتملت في ذهنه الفكرة الكاملة عن المعاناة الحقيقية التي يجدها المرضى سواء المراجعين لأمراض وأعراض طارئة أو القادمين للعلاج لمراجعة أطباء متخصِّصين أو المنوّمين الذي يقضون فترة علاجهم على الأسِّرة البيضاء .
هنالك مستشفيات يتجدّد فيها مشهد نقص الخدمة وعدم الاهتمام ونقص الكوادر والأجهزة وساعات الانتظار الطويلة؛ لنيل موعد أو مراجعة قد لا تفيد المريض ويعود إلى أدراجه خائباً باحثاً عن المستشفيات الخاصّة التي ترهقه هي الأخرى بمصاريف عالية وخدمات قد لا تكون جيدة .
أتمنى أن تقوم وزارة الصحة بسرعة خصخصة المستشفيات الكبرى خصوصاً تلك التي تقع في مدن كبيرة ولديها حجم متزايد من المرضى والمراجعين وأن تخضع الموضوع لدراسة وافية ومستفيضة وأن تتعاقد مع شركات عالمية لها اسمها وخبرتها في هذا المجال وحتى تتحوّل مستشفياتنا إلى واجهة نفتخر بها في تقديم الخدمات وتسهيل أمور المراجعين والقيام على شؤونهم بكل احترافية ومهنية مع ضرورة أن تخضع المستشفيات الحكومية خصوصاً في أقسام الطوارئ إلى جولات مفاجئة لرصد التقصير ومنع الإهمال ومساءلة المقصِّرين ومحاسبتهم وفق وقائع من أرض الحدث.
Loay@altayarpr.com