الدولية

استنفار على الحدود اللبنانية .. ورفض لانفراد حزب الله بقرار الحرب

بيروت ــ وكالات

ثمة حالة من الترقب والحذر تسود الحدود اللبنانية مع إسرائيل، بعد سقوط طائرتي استطلاع في الضاحية الجنوبية لبيروت، ومن ثم استهداف مواقع للجبهة الشعبية الفلسطينية في البقاع بثلاث غارات متتالية، أمس “الإثنين”؛ إذ لم تغب الطائرات الإسرائيلية عن سماء لبنان منذ أمس الأول، حيث سجل تحليق مكثف لها وعلى ارتفاعات منخفضة في مناطق لبنانية عدة وصلت إلى العاصمة بيروت.

وقالت الوكالة اللبنانية الرسمية: غن طائرة استطلاع إسرائيلية من نوع “أم كا” من دون طيار خرقت، فجر الإثنين، الأجواء اللبنانية في منطقة الجنوب، وتحديدا فوق مزارع شبع
هذا فيما طفت عناوين الاستراتيجية الدفاعية و”قرار الحرب” مجددا على الساحة اللبنانية على خلفية التوتر في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل مليشيا حزب الله الموالية لإيران، في وقت يخشى فيه اللبنانيون من مغامرة جديدة بمستقبل البلاد بقرار من طهران.

وكان أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، لوح بشن هجمات على إسرائيل من داخل لبنان، ولكن ظهرت أصوات رافضة لهذا الواقع تدعو الدولة اللبنانية للقيام بدورها والبحث في “الاستراتيجية الدفاعية”.
وقال مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بيتر جرمانوس: “نحن الدولة وسنكشف على كل شيء”، بينما تؤكد الوقائع عكس ذلك بدليل أن حطام الطائرتين لا يزال بحوزة مليشيا حزب الله، وهو من يقوم بمهمة التحقيق والمسح التقني.

ثم إن موقف مليشيا حزب الله المتعنت جاء باعتراف أمينها حسن نصرالله، الذي قال: إنه سيتم عرض الطائرة لاحقا.
وكان الجيش اللبناني أعلن، عن سقوط طائرتي استطلاع إسرائيليتين في الضاحية الجنوبية لبيروت، في أول حادثة من نوعها، منذ حرب يوليو 2006 وصدور القرار 1701 الذي أرسى وقفا للأعمال القتالية بين لبنان وإسرائيل، وعزز انتشار قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان.

ونقل موقع “بوابة العين” الاخباري عن مصادر قانونية أن الإجراءات التي ستتخذها الدولة في هذا الإطار لا تعدو كونها محضر معلومات من قبل الشرطة القضائية يتم إرساله إلى مفوض الحكومة، حيث ينتهي الأمر عند هذا الحد طالما أن الملف لدى مليشيا حزب الله ولا يوجد موقوفون في القضية”.

إلى ذلك، فقد استدعى الحادث مواقف رافضة من قبل بعض الفرقاء سيما الرافضون منهم لسلاح مليشيا حزب الله، أبرزهم شخصيات من “فريق 14 آذار” و”حزب الكتائب اللبنانية” إضافة إلى “حزب القوات اللبنانية”، خاصة وأن نصرالله ظهر مهددا بالرد على إسرائيل، حتى أنه ذهب إلى التهديد بالرد من لبنان على أي اعتداء على عناصره في سوريا، من دون إعلان أي رد رسمي من قبل المسؤولين على التلويح بالحرب.
وبعد مرور ساعات قليلة على تهديد نصرالله، عمدت إسرائيل إلى استهداف مواقع للجبهة الشعبية الفلسطينية، القيادة العامة في منطقة قوسايا في البقاع، عند سلسلة جبال لبنان الشرقية، بثلاث غارات متتالية.

وتبرز على الساحة التحذيرات من استمرار حصر قرار السلم والحرب في لبنان بيد مليشيا حزب الله، بعد أيام على قول الرئيس اللبناني ميشال عون: إن مقاييس الاستراتيجية الدفاعية التي يفترض أن تبحث في سلاح حزب الله تبدّلت، وهو ما لاقى ردود فعل رافضة.
وفي السياق نفسه، دعا “حزب القوات اللبنانية” على لسان القيادي والنائب السابق أنطوان زهرا الحكومة على وضع يدها على الموضوع والتحقيق في حادثة الطائرتين، مشددا على ضرورة دعوة عون إلى البحث في الاستراتيجية الدفاعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *