إدلب ــ وكالات
فرضت قوات النظام السوري سيطرتها على بلدة كفرزيتا، وتلال، شرق نقطة المراقبة التركية في قرية مورك بريف حماة، والمعروفة بالنقطة الثامنة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتمكن قوات النظام السوري فجر أمس “الجمعة”، من محاصرة نقطة المراقبة التركية الواقعة جنوب إدلب، بعد إحرازها تقدما ميدانيا في المنطقة. وتعد تلك النقطة الأكبر، في إدلب ومحيطها، حيث تتواجد القوات التركية في 12 موقعا بموجب اتفاق مع روسيا، حليفة دمشق، حول خفض التصعيد في إدلب. وبين أبرز البلدات التي سيطرت عليها قوات النظام في ريف حماة الشمالي، اللطامنة وكفرزيتا اللتان كانتا تحت سيطرة الفصائل منذ العام 2012.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: “تحاصر قوات النظام حالياً نقطة المراقبة التركية في مورك، إثر سيطرتها على كافة القرى والبلدات الواقعة في الجيب المحاصر في ريف حماة الشمالي” جنوب إدلب.
فيما أشارت وسائل إعلام تابعة للأسد إلى أن قوات النظام فرضت ما أسمته طوقا خانقا على مقاتلي المعارضة في ريف حماة الشمالي، بحسب تعبيرها.
كذلك أشار المرصد إلى أن قوات النظام بسطت سيطرتها على كفرزيتا دون أي مقاومة أو اشتباكات، إضافة لسيطرتها على تلال شرق النقطة التركية في بلدة مورك، ليرتفع بذلك عدد المناطق التي تمكنت قوات النظام من السيطرة عليها بدعم روسي منذ انهيار وقف إطلاق النار في الخامس من شهر أغسطس الجاري، وهي الأربعين والزكاة والصخر والجيسات والصياد وتل الصياد وبلدة كفرزيتا ونقاط غربها بريف حماة الشمالي، ومدينة خان شيخون والسكيك وتل سكيك وترعي وتل ترعي والهبيط وعابدين ومغر الحمام ومغر الحنطة وكفرعين وتل عاس ومدايا والمردم ومزارع المنطار وكفرزيدون والصباغية بالقطاع الجنوبي من الريف الإدلبي.
هذا فيما تعكس التطورات العسكرية الأخيرة في مدينة خان شيخون مدى ضآلة حجم النفوذ، الذي اكتسبته أنقرة لدى موسكو، بعد ترحيب المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، دميتري بيسكوف، بسيطرة قوات النظام على المنطقة
وقال بيسكوف في تصريح أدلى به من العاصمة موسكو: “بالطبع، يمكن الترحيب بهذه الانتصارات”، مشيرا إلى تأكيدات سابقة بشأن مواصلة الحرب ضد من سماهم بـ”الإرهابيين” في جميع المناطق السورية.
وكانت روسيا وإيران وتركيا اتفقت، في 2017، على إقامة 4 “مناطق لخفض التصعيد” لوقف القتال بين قوات النظام والمعارضة. ولدى تركيا التي تدعم بعض فصائل المعارضة السورية قوات منتشرة في 12 موقع مراقبة عسكريا في أنحاء محافظة إدلب بموجب الاتفاق.
لكن هذا الاتفاق يتداعى بعد استعادة قوات النظام السوري ثلاثا من تلك المناطق، وتتقدم الآن في الرابعة، بينما أنقرة ظلت في موقف المتفرج. ويوجه انهيار الاتفاق ضربة كبيرة للرئيس رجب طيب أردوغان، الذي اعتمد على روسيا في السنوات القليلة الماضية، لكنه لم ينجح فيما يبدو على الحد من دعم موسكو لهجوم قوات الأسد .
فبهذا التقدم، عزل النظام السوري المتمركز في الشمال الغربي من البلاد موقعا عسكريا تركيا في عمق الأراضي السورية. فاقتحام القوات السورية بلدة خان شيخون، عزل بالفعل القوات التركية في موقع عسكري قرب بلدة مورك، على بعد 70 كيلومترا داخل سوريا. كما عرقلت ضربة جوية رتلا عسكريا أرسلته تركيا، الاثنين الماضي، لإعادة تزويد موقع مورك بالعدة والعتاد.
وفى سياق منفصل، قال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية: إن عرض الولايات المتحدة ببيع نظام صواريخ باتريوت الدفاعي الذي تنتجه شركة ريثيون لتركيا “أزيل من على الطاولة”، بعد قرار أنقرة شراء منظومة صواريخ إس-400 الروسية.
وبدأت الولايات المتحدة عملية رفع تركيا من برنامج تصنيع الطائرة في أبريل، بعدما قالت أنقرة: إنها لن تتراجع عن شراء صواريخ إس-400، وزادت حدة التوتر في يوليو عندما تلقت تركيا الشحنة الأولى من منظومة الصواريخ الروسية. وحذرت واشنطن من أنها ستفرض عقوبات على تركيا، خلافا لرفعها من برنامج إنتاج الطائرة إف-35.
وقال مسؤول الخارجية الأمريكية: إن الولايات المتحدة أبلغت تركيا مرارا بأن عرض البيع سينتهي إذا مضت قدما في شراء الصواريخ الروسية.