جدة – عبدالهادي المالكي
أشاد ضيوف الرحمن بالرعاية والخدمات المتطورة، التي شملتهم بها المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين ، حتى أدوا مناسكهم في أجواء مفعمة بالطمأنينة والسكينة.
وقالوا: إنهم خلال رحلة الحج منذ وصولهم ، لمسوا الجهود غير العادية في التنظيم الدقيق وتوفر كافة الإمكانيات للمعيشة وسبل الراحة في النقل ، كما فوجئوا بتطبيقات التوعية والإرشاد الاليكتروني وخدمات الانترنت المتطور الذي أسهم في تيسير كافة تفاصيل هذه الرحلة الإيمانية ، مثمنين التفاني والاخلاص في هذه المنظومة المتكاملة.
“البلاد ” التقت عددًا من ضيوف الرحمن، الذين تحدثوا عن رحلة الحج ، كما التقت عددًا من الشباب والفتيات السعوديين الذين تحدثوا باعتزاز عن تجاربهم العملية في خدمة ضيوف الرحمن.
في البداية، تقول كل من زينب 41 عاما، ورضية عبدالخالق 39 عاما ، وهما من الحجاج الإيرانيين من منطقة الأهواز : لقد أتينا هنا، بعدما انتظرنا هذه اللحظة خمس سنوات ، والحمد لله أن يسر لنا أداء الفريضة ، وحقيقة سعدنا بالتعامل الحسن في كافة مراحل الحج ،وفي المشاعر المقدسة التي توفرت بها كافة الخدمات والمرافق ، ونشكر هنا رجال الأمن وجهودهم الإنسانية وحرصهم على التعامل بلطف وأريحية وصبر لراحة الحجاج خاصة مع كبار السن ، كذلك الخطط الدقيقة للتفويج في رمي الجمرات؛ حيث لم نستغرق إلا دقائق، لحسن وسهولة التنظيم ، وهي الجهود ذاتها التي لمسناها في المدينة المنورة قبل الموسم حيث قضينا في رحابها الطاهرة عدة أيام لأداء الصلاة والتشرف بالسلام على النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم، وصاحبيه، رضى الله عنهما.
من جانبه، قال عبدالكريم وهو أيضا من من الأهواز: سنوات طويلة ونحن نتطلع بشوق لأداء فريضة الحج ، وفي كل موسم يخبرنا الحجاج العائدون عن مدى التطور والخدمات التي توفرها المملكة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، خاصة توسعة الحرمين الشريفين وهذا المستوى من العناية وجلال الأجواء الإيمانية التي تحرص المملكة على تهيئتها لضيوف الرحمن ، وبالفعل لمست هذا الواقع خلال موسم الحج الحالي ، بل أكثر بكثير هذا العام رغم ارتفاع إجمالي مجموع الحجاج ، فمنطقة الجمرات تطورت كثيرا ، كما أن الجسر بتصميماته واتساعه وتعدد أدواره والطرق المؤدية له وخطط التفويج ، أسهم كل ذلك في سهولة شعيرة الجمرات وانسيابية الحركة وتوفر سبل السلامة من التدافع .
في صالة الحج
من جهته قال الدكتور محمد جمال فلمبان مدير المركز الإعلامي بمراكز المراقبة الصحية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة: إن وزارة الصحة نفذت خطتها بنجاح وحرصت منذ بداية وصول الحجاج على تشديد الاشتراطات الصحية الدولية الصادرة عن منظمه الصحة العالمية على جميع الحجاج القادمين، ووفرت قوة عاملة قوامها 600 موظف وموظفة، في مرحلة القدوم موزعين على 17 صالة لاستقبال الحجاج وأربعة مراكز صحية تعمل على مدار 24 ساعة ، على مسارات وقائية وعلاجية وتوعوية، وبالنسبه للشق الوقائي يوجد لدينا 17 صالة ، كل منها مزودة بفريق طبي متكامل يقوم بمناظرة جميع الحجاج القادمين وإعطاء التطعيمات لبعض الحجاج ، والتأكد من اصطحاب جميع الحجاج شهادات تثبت تطعيمهم.
وأضاف : يوجد أيضا 7 فرق طبية داخل ساحة المطار للتأكد أيضا من فحص الطائرات القادمة من منطقة عليها ملاحظات من الصحة العالمية ، وبالنسبه للشق العلاجي يوجد لدينا أربعة مراكز صحية، تعمل على مدار الساعة، تصنف الحالات فإذا كانت الحالة عادية، يتم أخذ العلامات الحيوية من المريض، ومن ثم توجيهه لأى طبيب لأخذ العلاج اللازم ، أو توجيه الحالة إلى غرفة الطوارئ والتعامل معها من قبل استشاريين وأخصائيين في طب الطوارئ والعناية المركزة ، واذا كانت الحالة مشتبها بها بمرض معد، يتم عزل الحالة في غرف مخصصة، وإخراجها عبر مسارات آمنة، بعيدا عن الحجاج والموظفين ومن ثم تحويلها إلى مجمع الملك عبدالله الطبي، وهو المستشفى المعني باستقبال وعلاج مثل هذه الحالات عبر إسعاف مخصص.
أما الجانب التوعوي فيوجد فريق سفراء التوعية الذين يقومون بمهمتهم تجاه جميع الحجاج القادمين لأداء فريضة الحج في ساحة المطار بالنسبة لسفر الحجاج أو مرحلة توديع الحجاج حيث نعمل بقوة عاملة قوامها 400 موظف وموظفه منتشرين ايضا على 4 مراكز صحية، تعمل على مدار الساعة تقدم خدمات علاجية واسعافية على الحجاج الراغبين لاستكمال علاجهم في بلدانهم ويتم استقبال هذه الحالات داخل المركز الطبي والتأكد من وجود جميع المتطلبات الطبية خلال الرحلة الجوية مثلا؛ كسرير ومعدات طبية داخل الطائرة، وإذا كانت الحالة خطرة يتم تحويلها إلى مستشفيات صحة جدة. وكافة هذه الخدمات توفرها وزارة الصحة بالمجان ، وقد بلغ عدد الحجاج الذي استفادوا من الخدمات العلاجية 6500 حاج وحاجة ، تم تحويل 100 حالة الى مستشفيات جدة وعدد حالات الملاحظة 1100 حالة تم استقبالها في المراكز.
بلغات العالم
وفي قسم الجوازات، التقينا بالطالب عبدالله فيصل علي السليمي، وهو يتحدث باللغة الصينية، حيث قال: بدأت أتعلم اللغة الصينية من عام 2012 الى عام 2016 وقد تعلمتها في الصين في جامعة لانجن ، كما أتقن اللغتين الإنجليزية والإسبانية.
كما قال الطالب منيف محمد الدوسري، وهو يتحدث اللغة الإسبانية : بدأت بالتعلم قبل أربع سنوات عن طريق الأونلاين والدراسة عن بعد، ثم استمررت حتى أصبحت أتحدث هذه اللغة بالإضافة الى الانجليزية ، وأتطلع إلى الابتعاث لإسبانيا لاستكمال دراسة هذه اللغة الممتعة ، والحمد لله، قمنا خلال موسم الحج بالترجمة مع حجاج أسبان.
من جهتها، قالت شذى الزهراني : أجيد اللغة الإنجليزية، والقليل من الأوردو والأندونيسية ، والقليل من اللغة التركية ، لكن تحدثنا يعتمد في الغالب مع الحجاج الذين يتكلمون الإنجليزية.
أيضا خالد عبدالرحمن الصاعدي، وإياد الأحمدي، من الشباب الذين يحرصون على المساهمة في خدمة ضيوف الرحمن من خلال مكتب الوكلاء الموحد؛ حيث قالا : رغم ضغوط العمل خلال الموسم على مدار الساعة، إلا أنه عمل محبب وممتع؛ حيث تتعامل مع الحجاج على مختلف جنسياتهم، ونسعد بهذا الشرف في خدمتهم حيث نساعدهم في توصيلهم من الباص إلى المربعات ومنها الى داخل الصالات كذلك نتأكد من أن حقائبهم موجودة معهم .
البكاء قبل المغادرة
راكان العتيبي، وريان اليوبي من المنظمين في الخدمات الأرضية بالصالة، قالا: إنه خلال الموسم يشاهدون مواقف مؤثرة، منها بكاء بعض الحجاج حزنا على وداعهم لبلاد الحرمين، وكلهم أمل وشوق للعودة إلى الرحاب الطاهرة مرة أخرى، ومن المواقف أيضا أن إحدى الحاجات من أفريقيا أرادت تقديم مبلغ مالي لجهودهما، وعلى الفور رفضا وأكدا لها أن مايقومان به من جهد، إنما هو واجب عليهما.