الطائف – خالد بن مرضاح
قدمت عروض “فرسان الوطن” في جادة عكاظ صورة حية للحضارة العربية قديماً، جسدت فيها كافة صور السلم والحرب والتجارة، حيث يجوب الفرسان والجَمّالة بأزيائهم التراثية وتعاطيهم مع شؤون الحياة اليومية.
حوالي 100 من الإبل، و50 من الخيل، تجوب أرجاء جادة عكاظ، وتتفاعل مع الزوار بطريقة ذكية وتقدم المعلومة عن طبيعة الحياة قديماً، وفق قالبٍ تمثيلي وشيق، جذب أعداداً كبيرة من جميع المراحل العمرية، ورسخ القيمة التراثية والتاريخية لمدينة الطائف، وهي تحتفي هذه الأيام بمكانتها؛ كمصيف للعرب. حيث يشاهد زوار سوق عكاظ، مسيرة القوافل وهي تدخل للجادة محملة بالبضائع من الشام أو اليمن، ويتعرف على عمليات إنزال البضائع والمزايدات والبيع والشراء، ويشاهد الإبل وهي تستخدم في نقل البضائع داخل المدينة، أو نقل المسافرين عن طريق الهودج.
ويستمتع الزوار مع المشاهد المتنوعة للخيول، فتارة يجدها تؤمن الحماية في جولات داخل السوق، وتارة يجدها تنقل راكباً، أو تشارك في عرض مسرحي يحكي تفاصيل شيقة، وفي زاوية أخرى يتعايش الزائر مع لحظات حاسمة، يلتقي من خلالها الفرسان في مبارزات حية بالسيوف والرماح.
وقد شارك في تجسيد الحياة العربية قديماً أكثر من ألفي شاب، من المحترفين بالتمثيل، يجوبون أسواق وممرات وساحات سوق عكاظ، بازيائهم وفصاحتهم وتقمصهم للشخصيات المختلفة بإبداع، ومن بينهم مجموعة كبيرة من الفرسان والجمالة المدربين من “فرسان الوطن” لنقل صورة متكاملة، عن تاريخ وحضارة العرب، في مصيف العرب.