جدة – البلاد
تواصل أرامكو السعودية دورها الرئيسي كعملاق عالمي في إمدادات الطاقة وضمان استقرار أسواقها، فيما يكرر نظام طهران وميليشياته الإرهابية الاعتداءات الجبانة على منشآت نفطية بالمملكة وناقلات النفط في الخليج العربي وخاصة بمضيق هرمز ، حيث تقود أرامكو صناعة النفط عالميا وتعزز شراكاتها الاستراتيجية في الصناعات التحويلية مع العديد من كبريات الشركات والمصافي والمشاريع اللوجستية ، مؤكدة قدراتها المتزايدة كعملاق اقتصادي هو الأهم والأضخم لاستقرار ونمو الاقتصاد العالمي شرقا وغربا.
فخلال أقل من عامين حققت أرامكو السعودية حزمة من الاتفاقيات الاستراتيجية باستثمارات ضخمة تستهدف تنويع قطاعات أنشطتها ومن ثم زيادة ايراداتها وأرباحها التي فاقت مداخيل وأرباح العديد من كبريات الشركات العالمية مجتمعة ، وهو ما أكدته نتائج التشغيل للنصف الأول من العام الحالي، والذي حققت خلاله صافي ربح بـ46.9 مليار دولار، بينما بلغت الإيرادات والدخل المرتبط بالمبيعات 163.88 مليار دولار لنفس الفترة.
أما الشراكات الاستثمارية العالمية فقد تنوعت قائمتها على خارطة الاستثمار العالمي في مجالات التكرير والصناعات التحويلية والبتروكيماويات ، ومن أهمها في هذا المجال:
– صفقتها مع شركة سابك التي تعد أكبر شركة بتروكيماويات في الشرق الأوسط والرابعة عالميا ، واستحوذت بموجبها أرامكو على حصة قدرها70% بلغت قيمتها 69 مليار دولار.
– الاستحواذ على حصة شركة شل البالغة 50% في ساسرف، وهو مشروع مشترك بطاقة تكريرية قدرها 305 آلاف برميل يوميا في مدينة الجبيل الصناعية.
– اتفاقية الاستحواذ على 17% في مصفاة “هيونداي أويل بانك” الكورية الجنوبية ، وطاقتها التكريرية 650 برميلا يوميا ، وهذه الصفقات تعد جزءا من استراتيجية زيادة المستهلكين الدائمين لخام الشركة.
– الاتفاق مع “توتال” الفرنسية لدخول سوق بيع الوقود بالتجزئة في السعودية، بالإضافة إلى الاستحواذ على 270 محطة توزيع تحت علامة “سهل” التجارية.
وفي مارس الماضي كشف رئيس شركة أرامكو أمين الناصر عن أن المملكة تقوم ببناء جسر نفطي مع الصين؛ لتلبية النمو المتسارع في حاجة بكين للنفط الخام وللمستهلكين في شرق آسيا.
وفي ديسمبر الماضي قالت شركة أرامكو إنها نفذت عملية استحواذ كامل على “أرلانكسيو القابضة بي. في” المشترك مع شركة “لانكسيس آي جي” الألمانية للكيميائيات المتخصصة، ومقره هولندا.
كما وقعت أرامكو وشركة بترول أبوظبي الوطنية الحكومية “أدنوك” في نوفمبر الماضي، اتفاقية إطارية بهدف استكشاف فرص التعاون المحتملة في مجال أعمال الغاز الطبيعي والمسال. وبحسب الاتفاقية، ستتعاون “أدنوك” و”أرامكو”، أكبر منتجي الطاقة في العالم، في إجراء تقييم مشترك لفرص الاستثمار في كافة جوانب ومراحل أعمال الغاز الطبيعي المسال بهدف تعزيز القيمة وزيادة العائدات للطرفين.
– في مايو 2018، أبرمت شركة أرامكو مذكرة تفاهم مع تحالف مجموعة شركات راتانغيري التكرير والبتروكيماويات المحدودة، اتفاقية استحوذت بموجبها على 50% من مصفاة “راتانغيري” الهندية الواقعة غرب الهند.
قبل أيام تم توقيع اتفاق مبدئي مع و«ريلاينس إندستريز» الهندية تشتري ارامكو بموجبه 20 % من انشطتها في تحويل النفط إلى كيماويات ، مما يساعد الشركة الهندية العملاقة على خفض ديونها ويمنح أرامكو نفاذاً أكبر إلى سوق سريعة النمو ، ومن المتوفع اكتمال الصفقة في مارس القادم 2020.
ويترقب المستثمرون من جميع أنحاء العالم الطرح الأولي العام لأرامكو والذي يتوقع حدوثه بين عامي 2020 وبداية عام 2021، كما تتسابق عدة بورصات دولية للفوز بنصيب من الطرح. كما أثبت الطلب القياسي على السندات التي طرحتها أرامكو بمثابة إنجاز مرموق وتتويج لمسيرة الشركة.
وتوسعت الشركة في قطاع تجارة المنتجات البترولية، وعززت جهودها في مجال الابتكار من خلال عددٍ من المشاريع والمبادرات الرائدة مثل تحويل النفط الخام إلى كيميائيات، وصناعة المواد غير المعدنية، وتقنية الوقود الهيدروجيني.