تحقيق – ياسر بن يوسف – تصوير- خالد بن مرضاح
جرت عادة كثير من ضيوف الرحمن بعد أداء فؤيضتهم، وقبل مغادرة المملكة إلى بلدانهم، شراء الهدايا لذويهم وأصدقائهم؛ لذا تنشط في هذه الأيام الحركة التجارية بأسواق باب شريف وباب مكة وغيرها من الأسواق التجارية في جدة.
وتشهد الأسواق والمراكز التجارية والمحلات تنامياً في معدل العرض والطلب بفعل عمليات الشراء من جموع الحجيج، ويأتي في مقدمة قوائم المشتريات “الهدايا” وبصنوف متعددة من السلع؛ مثل السبح وسجاد الصلاة ومستلزمات الأطفال والألعاب والأقمشة النسائية والأثواب الرجالية وبعض المشالح لكبار السن والساعات والعطور والذهب والتحف.
“البلاد” قامت بجولة ميدانية على الأسواق الشعبية والمحلات التجارية في منطقة وسط البلد، واستطلعت آراء ضيوف الرحمن، وهم يتسوقون، وقد عبروا عن فرحتهم الغامرة وسعادتهم؛ لإتمامهم فريضة الحج، وقدموا الشكر والعرفان للشعب السعودي؛ قيادة وشعبا، للاهتمام والعناية البالغة التي وجدوها منذ قدومهم لأرض المملكة.
في البداية، تحدث الحاج سوتي علي من أندونيسيا، وقال: الحمد لله تعالى على أن وفقنا لأداء فريضة الحج، والتي كنت أحلم بها منذ سنوات طويلة، وأود أن أتوجه بالشكر الجزيل لحكومة وشعب المملكة العربية السعودية على هذا الاهتمام والرعاية الكبيرة لحجاج بيت الله الرحمن، وفي التطوير الكامل في الخدمات، مبيناً أنه يحرص على شراء الهدايا كذكرى لأدائه مناسك الحج، وقال: “الهدية تحمل قيمة رمزية يسعد بها الأهل والأصدقاء، خصوصاً إذا كانت منقوشة بآيات من القرآن الكريم” .
رمزية الهدايا من مكة وجدة
فيما أكدت ميرناي من جاكرتا، أن شراءها الهدايا من الأسواق والمتاجر في الحرم المكي وأسواق البلد وباب شريف في جدة، لها طعم رائع وبالذات بعد إتمام الحج، ولله الحمد، حيث تعد رمزاً تستذكر فيه رحلة الحج التي كانت، ولله الحمد، ناجحة بكل المقاييس، كما أن الهدية عند تقديمها للأهل والأصدقاء، تسعدهم جدا؛ كونها من الأرض الطاهرة مكة المكرمة، مبينة أنها تحرص على شراء الهدايا الخفيفة لسهولة حملها أثناء السفر وكذلك لتهدي عدداً كبيراً من الأهل والأصدقاء.
من جانبه، قال تيشب محمد من إندونيسيا: إنه “جاء بمفرده لأداء فريضة الحج وسيحمل معه أجمل الذكريات وذلك بشراء هدايا لوالديه مثل سجادة الصلاة والملابس، وكذلك السبح والعطور، مفيداً أن الهدايا من جدة عروس البحر الاحمر ومكة المكرمة تحمل قيمة معنوية عند تقديمها إلى الأبناء والأحفاد وليس هذا فحسب بل مجرد نزولنا إلى الأسواق وأخذ هذه الهدايا يعطي انطباعا جميلا لنا ولا تنسنا الصورة الجميلة التي ستنشر لنا في الصحف والمجلات، فهذا أيضا يعتبر ذكرى جميلة لنا في السعودية.
ووافقه الرأي يوسف جمال من مصر، فهو كما ذكر، يحرص على شراء هدايا صنعت في مكة المكرمة وجدة لتقديمها للأهل والأصدقاء؛ مثل الصور والمجسمات الخاصة بالحرمين الشريفين والكعبة المشرفة واللوحات الفنية المكتوبة بالخط العربي، وتلك التي تحمل شكل كسوة الكعبة المشرفة والمطرزة بآيات من القرآن الكريم، إلا أنه سيهدي والديه أغلى هدية من مكة المكرمة “ماء زمزم “.
في المقابل، تطرق حسن عبدالله ويعمل في أحد محال بيع الهدايا، إلى أهمية الجانب التسويقي والجذب للحجاج باختلاف جنسياتهم وتعدد لغاتهم، مفيداً أن الهدايا والسلع التي يحرص على شرائها الحجاج تتنوع، ومنها التحف بأنواعها والسجاد، والبعض يرى في السبح والأحجار الكريمة والذهب والمجوهرات هدايا مناسبة .
وبين أن بعض الحجاج يقتصر على شراء بعض الصور والمجسمات الخاصة بالحرمين الشريفين والكعبة المشرفة، أو التي تحمل شكل كسوة الكعبة المشرفة والمطرزة بآيات الله.
أما حسين خالد صاحب أحد المحلات القديمة في وسط البلد فاعتبر قدوم الحجاج إليهم للشراء أو للتسوق، أكبر هدية لهم في جدة، حيث قال: نقوم على توفير كافة المستلزمات التي يحتاجونها ونقل الصورة الحية عن أهالي جدة القديمة وأسواقها الشعبية، ومعظمهم يطلبون صور الكعبة الشريفة والمدينة المنورة والسبح والسجاد الإسلامي؛ خاصة حجاج شرق آسيا الذين يوجد لديهم انطباع معين في شراء هذه الهدايا.
وكما هو الحال خلال موسم الحج تستمر حركة البيع في الأسواق التجارية والمحلات القديمة في وسط البلد إلى الأسابيع القادمة، من قبل حجاج بيت الله الحرام العائدين إلى بلدانهم. الحجاج توجهوا بالشكر الجزيل لمقام خادم الحرمين الشريفين على هذه الرعاية وعلى الهدايا القيمة، التي تقوم بتوزيعها وزارة الشؤون الإسلامية على الحجاج المغادرين إلى بلدهم وتتمثل في المصحف الشريف والكتب الإسلامية.
هدية خادم الحرمين للحجاج
من جانبها، بدأت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – على الحجاج المغادرين إلى بلادهم عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي وميناء جدة الإسلامي ومختلف المنافذ البرية والبحرية.
وأوضح فضيلة وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد لشؤون المطبوعات والبحث العلمي الشيخ عبدالعزيز بن محمد الحمدان، أن الوزارة وبمتابعة وإشراف مباشر من معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، تبدأ عملية توزيع الهدية، مع مغادرة أول حاج إلى بلاده وتستمر حتى منتصف محرم من العام الجاري ١٤٤٠هـ، ليصبح إجمالي ما سيتم توزيعه على الحجاج القادمين والمغادرين ثمانية ملايين ما بين مصحاف وكتب وإصدارات.
وأضاف: وهدية خادم الحرمين الشريفين تتضمن المصحف الشريف بإصدارته المختلفة وترجمة معانيه بلغات الحجاج وبالأحجام والأنواع المختلفة العادي والجوامع والنسخ والورش وترجمة المعاني إلى اللغات العالمية.
و”هدية الحاج” مغلف يحتوي على كاسيت للتلاوات المتميزة للقران الكريم وأربعة كتب تتضمن شرحا لأركان الإسلام والإيمان والإحسان والتربية والقيم ومكارم الأخلاق ومبادئ الشريعة والعقيدة والتفسير وأحكام الدين، وما يتعلق بترسيخ الوسطية والاعتدال.
ورفع وكيل الوزارة لشؤون المطبوعات والبحث العلمي، الشكر وعظيم الامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين على دعمهما المستمر وعنايتهما الفائقة بالإسلام والمسلمين وتقديم كل الخدمات لضيوف الرحمن، سائلاً الله أن يديم على المملكة رخاءها واستقراراها وأمنها، وأن يتقبل من الحجاج حجهم وصالح أعمالهم.