المدينة المنورة- محمد قاسم
تشهد المدينة المنورة خلال هذه الأيام توجه العائلات إلى الاستراحات المنتشرة في عدد من المناطق بالمدينة المنورة؛ منها ماهو بين المزارع والآخر في المخططات السكنية بسائر مناطق ومحافظات المملكة، ويرى البعض في الظاهرة أنها مرحلة متطورة أطلت على واجهة الحياة، بعد نقل المقاهي خارج النطاق العمراني، فيما يرى البعض الآخر أنها متنفس جديد للأسر السعودية، وحتى لفئة الشباب في نهاية الأسبوع، واوقات العطلات والأجازات بعيدا عن ضجيج المدن وصخبها، الذي لا ينقطع ولا يتوقف ليلا ونهارا، فيما ترى فئة ثالثة في الظاهرة استثمارا، ومصدر دخل إضافيا، خصوصا في ظل الإقبال المتزايد عليها في الأعوام الماضية؛ كونها أماكن مناسبة لتنظيم الأفراح والمناسبات الاجتماعية الخاصة.
متنفس لأهل المدينة
يقول الباحث د. حميد الأحمدي: تُعد الاستراحات من الأماكن الجميلة ذات الخصوصية، التي يقضي بها الأفراد والأسر أوقاتًا ممتعة وجميلة في الأعياد والإجازات، وهي ملتقى يعزز التواصل الأسري في ظل شراسة التقنية الحديثة التي جعلت التقارب العائلي باهتًا وفاترا ، وأضاف الأحمدي: وجود تلك الاستراحات يعدّ جزءًا من الواجهة الحضارية لمنطقة المدينة المنورة، وتشكل متنفسا، بالإضافة إلى المتنزه البري (البيضة) ، حيث يرتادها مئات العوائل والشباب ومن هنا جاء السعي للوصول إلى أفضل الخدمات المقدمة من قبل تلك المنشآت لترك انطباع إيجابي لدى أهالي المدينة وزوارها، وتحقيق رضا المستفيدين والارتقاء بمنظومة الخدمات المقدمة على العموم.
إلا أنّ هذا الإقبال يواجَه بارتفاع أسعار الاستراحات؛ ويرجع ذلك لعدم خضوع تلك المنشآت لأنظمة تصنف بها الاستراحات تصنيفًا وفق المساحات والإمكانيات، الأمر الذي يتطلّب تصنيف هذه الاستراحات إلى فئات؛ وفقًا للمساحة والإمكانيات الموجودة في الاستراحة؛ بحيث يكون لكل فئة سعر خاص بها وفق الإمكانيات الموجودة والمتوفّرة بها، وكذلك فهي بحاجة إلى توفّر جميع وسائل السلامة، وإجراءات الصيانة الدورية، فبعض الاستراحات- للأسف- لا يوجد بها الحد الأدنى من التجهيزات المطلوبة في الاستراحات، ولا الحد الأدنى من وسائل الأمن والسلامة، فضلًا عن تعطّل بعض الأجهزة الكهربائية من ثلاجات وتكييف وغيرهما، فضلا عن وجود تمديدات كهربائية مكشوفة، أو ألعاب أطفال متهالكة، الأمر الذي يتطلّب المزيد من تفعيل دور الجهات الرقابية، كل ذلك يجعل المسؤولية مشتركة ومضاعفة؛ لذا نتطلّع إلى أن نرى تصنيفًا للاستراحات على ضوئه يحدد سعرها، مع توفّر جميع التجهيزات وأدوات الأمن والسلامة.
تقنين وضعها
من جانبها، قالت الإعلامية فدوى المطبقاني: تعتبر الاستراحات ملاذا لكثير من العوائل لتميزها بالمساحات الواسعة، وتوفير البيئة الترفيهية المناسبة؛ أهمها جانب السباحة وتحديدا في المناطق غير الساحلية، ولكن رغم جانبها الإيجابي إلا أن العديد منها يفتقر لجانب الأمن، والسلامة؛ أولها حالات الغرق لذا اقترح بوضع أنظمة، وقوانين تقنن فيها وضع الاستراحات، وتصنيفها، ويتم معاملتها معاملة الفنادق، والشقق المفروشة في وجود اشتراطات السلامة، والحماية وكذلك حصر الاستراحات الاستثمارية وتصنيفها بوضع لوحات مصرحة، وحصول الجهات المختصة بكافة المعلومات حماية للعميل والعوائل من أوجه الاستغلال أثناء تواجدهم فيها؛ كوضع مكاتب استقبال عند كل استراحة توضح فيها خدماتها، وأسعارها.
أما دلال السمان، فقال: يؤسفني ما نشهده اليوم من تساهل أصحاب العقار مع المستأجرين؛ نظرا للتأخر في دفع الإيجار لصاحب الاستراحة ، وتبين أن نسبة المستهترين غالبا ممن هم دون ١٨ عاما، فلماذا لانرى تطوراً ملحوظاً مواكباً لرؤية٢٠٣٠ حول سياسة الاستئجار، يردع المتسيبين .. تلك هي المشكلة المزمنة الوحيدة التي تعاني منها كل الاستراحات تقريبا.
وأكد السمان، أن غلاء أسعار الاستراحات يربك البعض، ويدفعه للتقاعس عن الدفع ..حيث تختلف الأسعار في مواسم الأجازات والأعياد عنها في الأيام العادية، في ظل افتقار أغلب الاستراحات للخدمات الرئيسة؛ كالمطاعم والتموينات والمحطات وللموقع الاستراتيجي حيث يشكو البعض من بُعد المكان وتواجده على طريق منقطع.