انطلق صوت العقل والحكمة من المملكة التي لم يكن من الممكن ان ترى نزيف الدم يتواصل في عدن والعالم كله ينادي بوقفه دون ان تتدخل عملياً – كعادتها – لتضع حداً لاقتتال الاشقاء وهي الحريصة دوماً على استعادة الدولة وعودة اليمن آمنا مستقراً.
لقد جاءت دعوة المملكة للحكومة اليمنية واطراف النزاع في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن للاجتماع عاجلاً على أرض المملكة.. هذه الدعوة حملت اكثر من رسالة، مراهنة على وعي الأشقاء ووطنيتهم وحرصهم على بلادهم.
الرسالة الأولى جاءت واضحة ومفادها: احقنوا دماءكم وتعالوا الى كلمة سواء لمناقشة خلافاتكم وتغليب صوت الحكمة والحوار ونبذ الفرقة ووقف الفتنة وتوحيد الصف.
وتحمل الرسالة الثانية تحذيراً واضحاً من أن قائمة المستفيدين من الاقتتال تضم خصومكم من ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من ايران والتنظيمات الإرهابية الأخرى.
وتؤكد الرسالة الثالثة على ان الهدف من الاجتماع العاجل والحوار هو تحقيق هدف جميع الفرقاء من استعادة اليمن الآمن المطمئن المستقر وهو ما يسعى اعداؤكم للحيلولة دون تحقيقه.
وجاءت الرسالة الرابعة من طرف تحالف دعم الشرعية في اليمن مشددة على ان التحالف سيستخدم القوة ضد كل من يخالف الوقف الفوري لاطلاق النار، وداعية المكونات والتشكيلات العسكرية من الانتقالي وقوات الحزام الأمني الى العودة فوراً لمواقعها السابقة على اقتتال الأيام الماضية.
هذه هي المملكة وهذا هو الدور السعودي الذي ينطلق من الثوابت ولا يرتهن للطارئ,, ولا يقبل ان يدع الاشقاء يضيعون حاضر ومستقبل الأوطان بخلافات يمكن حصرها في الاختلافات ولا تتجاوز الى أزمات يسدد فاتورتها الوطن وابناؤه الحادبون عليه المنافحون عنه.