عواصم ـــ وكالات
حذرت الإدارة البحرية الأمريكية، من تهديدات إيرانية محتملة للسفن التجارية التي تبحر في مضيق هرمز، وسط توترات بين واشنطن وطهران.
وقالت إدارة النقل البحري في وزارة النقل الأميركية في تحذيرها إن التهديدات الإيرانية الجديدة تشمل التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) الذي تستخدمه السفن في تحديد مسارها، بحسب ما أوردت شبكة “سي أن أن” الأميركية.
وحذرت الإدارة الأميركية ممن قالت إنها “كيانات مجهولة تدعي أنها سفن حربية أميركية أو تابعة للتحالف” الذي أعلن عنه وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، لتأمين الملاحة البحرية في هذه المنطقة الاستراتيجية.
وحسب “سي أن أن”، فقد صدر التحذير عن إدارة النقل البحري، وأشار إلى سلسلة حوادث تورطت فيها إيران ضد السفن التجارية منذ مايو الماضي. وقالت الإدارة “النشاط العسكري المكثف وزيادة التوترات السياسية في هذه المنطقة لا تزال تمثل تهديدات خطيرة للسفن التجارية”.
وأضافت “يرتبط بهذه التهديدات احتمال حدوث سوء تقدير يمكن أن يؤدي إلى أعمال عدوانية”، وحثت الإدارة السفن العاملة في تلك المنطقة على مراجعة الإجراءات الأمنية. يشار إلى أن عددا من السفن احتجز وتعرض آخر لاعتداءات في الأسابيع الماضية.
واحتجزت بريطانيا في 4 يوليو الماضي سفينة “جريس 1” التي كانت محملة بنفط إيراني في مضيق جبل طارق، بسبب انتهاك السفينة للعقوبات الأوروبية الخاصة بسوريا.
وفي 19 يوليو أوقفت مليشيا الحرس الثوري الإيرانية سفينة “ستينا إمبيرو” البريطانية، لدى مرورها في مضيق هرمز.
وصادرت إيران سفينة نفط أخرى الأحد الماضي، وقالت إن السفينة المحتجزة هي ناقلة النفط العراقية “هيتا”، وأضافت أن السفينة كانت تحمل 700 ألف لتر ديزل بشكل غير قانوني.
يأتي هذا في وقت تسعى خلاله واشنطن إلى بناء تحالف بحري في الخليج لحماية الملاحة التجارية مع زيادة وتيرة العمليات ضد السفن وناقلات النفط الأجنبية خلال الفترة الماضية.
ودأبت إيران وأذرعها المنتشرة بالمنطقة على استهداف السفن التجارية، لا سيما ناقلات النفط في مضيق هرمز، الأمر الذي تكرر في أكثر من حادثة خلال الأشهر الماضية.
وتصاعدت حدة التوترات بين إيران والغرب منذ سريان العقوبات الأمريكية على صادرات النفط الإيرانية بالكامل في مايو الماضي، بالتزامن مع الذكرى السنوية لانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية.
ومنذ ذلك الحين، تتسارع وتيرة المواجهة بين إيران والغرب، حيث أرسلت الولايات المتحدة في 5 مايو مجموعة هجومية تضم حاملة طائرات وقاذفات إلى الشرق الأوسط، فيما أعلنت إيران في 8 مايو أنها ستخفف بعض القيود المفروضة على برنامجها النووي، قبل أن تحذر البحرية الأمريكية في العاشر من الشهر ذاته من هجمات إيرانية محتملة على حركة الملاحة في الخليج.
وعلى صعيد الداخل الإيراني وفي تطور سياسي غامض شهدته إيران خلال الساعات القليلة الماضية طغى حديث الفساد المالي على حديث الحرب إذ كان لافتا بكل المقاييس أن ينبري أعضاء في البرلمان الإيراني لإرسال أسئلة عاجلة بشأن اختفاء نحو 14 مليار دولار أميركي كانت مخصصة لشراء السلع الأساسية لتثبيت أسعارها، غيرَ أنه ومع غياب هذا المبلغ الضخم من العملة الصعبة، فُقِدت السلع الأساسية من الأسواق
وتساءل نواب في مجلس شورى النظام الإيراني عن اختفاء 14 مليار دولار من العملة الصعبة، خصصتها الحكومة لتوفير السلع المعيشية، علما بأن هذه السلع تضاعفت أسعارها خلال الأشهر الستة الماضية حسب إعلان المؤسسات الرسمية.
وفيما قالت أوساط مواكبة لتطورات المشهد إن الحديث البرلماني المتصاعد عن ضياع مبلغ ضخم من العملة الصعبة هو اتهام مباشر لذمة الرئيس الإيراني حسن روحاني وحكومته التي تدير المشهد الاقتصادي المعقد في ظل عقوبات أميركية اقتصادية خانقة منذ أشهر، قال آخرون إنه على العكس تماما فإن حديث البرلمانيين المفاجئ يذهب باتهام مباشر إلى ذمة المرشد علي خامنئي.
ويتفاقم غضب الشعب الإيراني من نظام الملالي في جميع أرجاء البلاد، بعد تكشف حالات نهب جديدة اتهمت بها حكومة روحاني.