تقرير – مصباح معتوق
نجح فريقا الاتحاد والهلال في قطع شوط كبير نحو التأهل إلى دور الثمانية من بطولة دوري أبطال آسيا للأندية 2019، عقب تخطيهما محطتي ذوب آهن أصفهان الإيراني، والأهلي، خلال ذهاب دور 16 من البطولة ذاتها، التي أقيمت مواجهاتها يومي (الاثنين، والثلاثاء) الماضيين، إذ تجاوز “العميد” نظيره ذوب آهن بهدفين مقابل هدف،
فيما سحق “الزعيم” مضيفه “الراقي” في كلاسيكو الكرة السعودية برباعية مقابل هدفين. وقد فشل بطل دوري كأس الأمير محمد بن سلمان، فريق النصر في الخروج بفوز يريحه على شقيقه فريق الوحدة الإماراتي، بعدما تعادلا في استاد الملك فهد الدولي “الدرة” بهدف لكليهما؛ ليتأجل الحسم حتى موقعة الإياب، التي ستكون في ستاد آل نهيان بنادي الوحدة.
“البلاد” رصدت مشوار رباعي ممثلي الوطن خلال بطولة أكبر قارات العالم، والتي شهدت إحراز تسعة أهداف، مقابل عشر بطاقات صفراء، إضافة الى هاتريك وحيد، كان من نصيب هداف “الزعيم” الفرنسي غوميز.. فإليكم التفاصيل:
الاتحاد وآسيا
لو كانت البطولة الآسيوية تتحدث لنطقت بلسانها قائلة: “اشتقت إليك يا عميد”، ذلك الكيان التسعيني الوقور الذي روّض البطولة مرتين متتاليتين عامي “2004-2005″، محققها بكل جدارة واستحقاق، هاهو يحاول مواصلة المشوار نحو طريق “الحلم” للتواجد كطرف في النهائي القاري الكبير، منتظراً تجاوز محطة فريق ذوب آهن أصفهان الإيراني خلال موقعة الإياب، بعد أن نجحت كتيبة المدرب التشيلي لويس سييرا في الفوز بالذهاب على نفس الفريق بهدفين مقابل هدف. ورغم أن المستوى الفني لـ”النمور” لم يكن مرضياً لكافة المحبين والعاشقين والمنتمين للاتحاد، إلا أن المحصلة النهائية، نجح الفريق بها في تجاوز رهبة البدايات ومنحت في نفوس “العشاق” جزءا من عودة الاتحاد تدريجياً ليكون حاضراً وبكل قوة في البطولة المحببة التي تربطه علاقة “حب وانتماء” بين العميد وآسيا. يوم (الاثنين) الموافق 12 أغسطس من الشهر الجاري سيطل “نادي الوطن” الاتحاد من جديد لمواجهة ذوب آهن خلال موقعة الإياب، ولا بديل عن الفوز أو التعادل؛ لكي يضمن النمور تواجدهم في دور الثمانية، فهل سيفعلها اللاعبون بقيادة “البروفيسور” أم ستكون هناك كلمة لأبناء المدرب الإيراني علي رضا منصوريان.
وقت ترويضها
يبدو أن الهلاليين لديهم الرغبة الكبيرة في “ترويض” بطولة دوري أبطال آسيا هذا الموسم من خلال المستوى الكبير الذي ظهروا به، والنتيجة المرضية والمقنعة لكافة “الشقردية” الذين قدموا الشكر الكبير لمدربهم الروماني رازفان لوشيسكو ونجوم الزعيم بعد تجاوزهم محطة الأهلي ضمن كلاسيكو الكرة السعودية بالنكهة الآسيوية؛ إذ دكوا شباك “الراقي والعويس” برباعية بكل الأشكال والألوان، على طريقة “لا للرحمة”، كان من نصيب “الأسد” الفرنسي بافيتيمبي غوميز النصيب الأكبر بعدما أحرز “هاتريك” محتفلاً بتلك الليلة بعيد ميلاده الـ”34″ والأهداف الثلاثة، فيما رفض البديل المدافع عبدالله الحافظ عدم الخروج بـ”سيرك الأهداف” في شباك الأهلي عندما سجل الرابع بطريقة فنية عالية، وبذلك الفوز يكون الهلال قد قطع شوطاً كبيراً في الوصول الى دور 8 منتظراً الفائز من فريقي الاتحاد وذوب آهن أصفهان الإيراني.
رباعية أهلاوية
“كالعادة .. سقوط آسيوي أهلاوي”، هذا هو حال “المجانين” من محبي النادي الأهلي، الذي سكن الألم والحزن والقهر بداخلهم في أولى مباريات الموسم الرسمية ضمن البطولة الآسيوية، رباعية هلالية مزقت شباك العويس على مدار الـ”90 دقيقة”، وسط صرخة وألم، وصدمة جماهيرية لم يكن أكثر المتشائمين من قبل عشاق “القلعة الخضراء” يتوقعون ذلك السقوط المدوي؛ كون “الأسود” قدموا خلال المعسكر الخارجي في النمسا مباريات ودية جيدة جداً، وأبرموا صفقات تغنى وتغزل بها الجميع، إضافة الى وجود جهاز فني مخضرم وخبير بقيادة الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش، وإدارة جديدة ومشرف عام برئاسة الأمير منصور بن مشعل، الذي يتواجد بشكل يومي ويطالب اللاعبين بتقديم موسم مميز، إضافة إلى النداءات الجماهيرية التي ذهبت جميعها مع “أدراج الرياح”، وكأن الوعود والأماني مجرد “حلم” لا أكثر. فرغم القوة الهجومية في خط المقدمة والوسط، إلا أن برانكو نسى الخط الخلفي “الدفاع” الذي كان أشبه بـ”الحفلة”، فلم ينجح في ضبطه؛ لا عناصرياً ولا تكتيكياً.
رباعية زرقاء كبيرة، أنهت تقريباً وبنسبة 70% حلم “مهر آسيا” الذي صرح به المشرف العام، وأغضب الجماهير الأهلاوية كثيراً، فيا ترى ماذا ستفعل كتيبة برانكو خلال موقعة الإياب يوم (الثلاثاء) 13 أغسطس الجاري، هل ستكون هناك “ريمونتادا تاريخية” أم سيستسلم “العقيد” عمر السومة وباقي زملائه اللاعبين.. سنرى ذلك.
فخ السعادة
وقع فريق النصر في فخ “أصحاب السعادة” الذين أتوا من الإمارات إلى (الرياض) لخطف تعادل ثمين والخروج به على أقل تقدير، يعزز من مصيرهم خلال مواجهة الإياب التي ستكون بين فريقي النصر والوحدة الإماراتي، كون التعادل الإيجابي بهدف لكليهما خلال مباراة الذهاب كان في صالح كتيبة القائد المخضرم إسماعيل مطر، الذي ساهمت تمريرته الساحرة لزميله البرازيلي الهداف ليوناردو دي سوزا في إحراز هدف التعادل على طريقته الخاصة، وشنّ مدرج الشمس هجوماً على جهازهم الفني بقيادة المدرب البرتغالي روي فيتوريا ولاعبيهم بعد التعادل مع “أصحاب السعادة”؛ إذ ستصعب مهمة “العالمي” في مواصلة المشوار الآسيوي، إلا بحالة أن انتفض الهداف حمدالله وباقي اللاعبين في ستاد آل نهيان بنادي الوحدة، ودكوا شباك الحارس محمد الشامسي بأهداف من كل مكان لخطف بطاقة التأهل الى دور الثمانية.
10 صفراء
رفع حكام مباريات الأندية السعودية الأربعة في ذهاب دور 16 من البطولة الآسيوية عشر بطاقات صفراء في وجه لاعبي أندية “الاتحاد، والهلال، والأهلي، والنصر” سواء محليين أو محترفين أجانب، كان النصيب الأكبر للاعبي “الراقي” بأربع بطاقات، يليهم “الزعيم” ثلاثة، والعميد بطاقتين، والعالمي بطاقة. وأشهر حكم مواجهة الأهلي والهلال الدولي العماني أحمد أبوبكر الكاف، أسرع بطاقة صفراء خلال مواجهات ذهاب دور 16 للاعب الأهلي المدافع الوافد الجديد محمد خبراني، وكان ذلك عند الدقيقة الثانية من عمر المباراة. وحصل كل من: خيمينيز، وزياد الصحفي “الاتحاد”، وفرج الغشيان “النصر”، ومحمد خبراني، ودانييل إليكسيتش، وعمر السومة، وحسين عبدالغني “الأهلي”، وعلي البليهي، ومحمد الدوسري، وعبدالله عطيف “الهلال” على بطاقات صفراء.
9 أهداف
سجل رباعي ممثل الوطن تسعة أهداف خلال جولة ذهاب دور 16 من البطولة الآسيوية، خلال الـ”48 ساعة”؛ إذ أحرز “الوطنيون” المدافعان زياد الصحفي “الاتحاد”، وعبدالله الحافظ “الهلال” هدفا لكل منهما. فيما كانت الأهداف السبعة المتبقية من نصيب المحترفين الأجانب بأنديتنا المحلية، حيث سجل الفرنسي مهاجم الهلال غوميز “هاتريك” في شباك الأهلي، فيما أحرز التشيلي “الفلسطيني” لاعب الاتحاد لويس خيمينز، والسوري عمر السومة، وديجانيني تفاريس لاعبو الأهلي، ومهاجم النصر المغربي عبدالرزاق حمدالله هدفا لكل واحد منهم.
أوروبيون ولاتيني
قاد ثلاثة مدربين أوروبيين ممثلي أندية الوطن في البطولة الآسيوية، فيما ظهر مدير فني لاتيني وحيد بينهم، حيث يقود الهلال المدرب الروماني رازفان لوشيسكو الذي نجح في الاختبار الأول له مع الزعيم، فيما أخفق كل من المدير الفني للأهلي الكرواتي برانكو، والبرتغالي فيتوريا الذي يقود النصر في تجاوز الطلة الرسمية الأول لـ”الراقي والعالمي”، أما مدرب الاتحاد التشيلي “البروفيسور” لويس سييرا فقد نجح في تخطي محطة ذوب آهن؛ رغم عدم رضا بعض الجماهير عن مستوى “النمور”.