أنقرة ـ وكالات
ثمة تغير طال النغمة التركية التي ظل يتشدق بها نظام أردوغان طوال الأربع سنوات الماضية، تجاه اللاجئين السوريين اذ لم يعد الترحيب وسياسة فتح الأبواب قائماً تجاه ٣.٦ مليون لاجئ ، انما بات الأمر يتعلق باعتقال وترحيل وعنف شرطي وعنصرية.
وبات واضحاً أن هذا التغير الدرامي مدفوع بالأساس بخسائر نظام أردوغان في الانتخابات البلدية بالمدن الكبرى، وخاصة إسطنبول، ومحاولته استمالة الناخبين الرافضين لوجود اللاجئين، لكنه يعد لعبا بالنار.
وبحسب تقرير للقناة الأولى بالتلفزيون الألماني “أيه آر دي”، فإن روحاً ومناخاً عدائيين في مواجهة السوريين يسودان تركيا في الوقت الحالي، وبات من المعتاد قراءة التعليقات العنصرية بحقهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما يستخدم النظام بشكل متزايد خطاباً سياسياً متشدداً حيال اللاجئين، بعد أن وصفهم في ٢٠١١ بـ”الضيوف”، وفتح لهم الحدود، ودعا الأتراك للترحيب بهم.
وبحسب استطلاع حديث لمعهد بيار التركي لقياس اتجاهات الرأي العام، فإن ٧٠% من الأتراك يرفضون وجود السوريين في بلادهم.
وفي هذا الإطار، قالت القناة الألمانية: “لا يتوقف الأمر عند الرفض فقط، فالهجمات العنيفة ضد السوريين وأعمالهم التجارية في ازدياد، فيما تلقى تعليقات عنصرية مثل (العرب غير المتحضرين والغزاة) رواجا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي والشارع.
ووفقاً للتقرير تتبع الحكومة التركية نهجا متشددا حيال السوريين، وشنت مداهمات وحملات أمنية خلال الأيام الماضية، أسفرت عن اعتقال الآلاف في إسطنبول وحدها، فيما رحلت المئات بشكل قسري إلى مناطق التوتر والقتال في شمال شرق سوريا، مثل إدلب وعفرين.
كما نقلت آخرين إلى معسكرات لاجئين في المناطق الحدودية مع سوريا، حيث لا يتوفر الحد الأدنى للحياة الإنسانية، وفق التقرير ذاته.