تحقيق – ياسر بن يوسف
عدسة – خالد بن مرضاح
في كل مكان ومجال تؤكد الكوادر السعودية تفوقها ، وهاهي المرأة السعودية تثبت بشكل خاص إرادتها وقدراتها وهي تدخل ميدانا جديدا من ميادين العمل في بوابات محاسبة المركبات بمواقف السيارات بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة.
” البلاد ” قامت بجولة ميدانية نقلت من خلالها الصورة المشرقة لهذا القدرات وتحديهن للعمل في هذا المكان الذي ظل حكرا على الرجال لزمن طويل.
بدأنا الجولة بلقاء المهندس عبدالرحمن محمد الغامدي مدير التشغيل بمواقف مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة فقال: أود أولا أن أرفع التهنئة للقيادة الرشيدة ببدء موسم الحج لهذا العام، سائلاً المولى عز وجل بأن يجعله ميسراً لعباده وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان.
وبالنسبة للعمل في خدمات المطار فإن شركة مواقف الحلول الوطنية تعد إحدى الشركات الرائدة في في مجال التشغيل والتي أسست منذ ثلاث سنوات بخبرات لأكثر من أربعين عام في مجال المقاولات والتشغيل والصيانة والاستثمارات العامة.
وأضاف : لقد تم فصل نشاط التشغيل والصيانة بشركة منفصلة بأيدي وطنية والتي تُشَغل اليوم العديد من مواقف السيارات في المطارات السعودية بالإضافة لعدد من المستشفيات الحكومية وبدأت هذا النشاط قبل ثلاث سنوات بما يقارب 5% من الأيادي العاملة الوطنية واستطاعت بقرار إداري وتعاون مع لجنة التوطين بإمارة منطقة مكة المكرمة ممثلة بصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة وإدارة مطار الملك عبدالعزيز الولي
متمثلة بمدير عام المطار عصام بن فؤاد نور، أن نصل إلى ما يقارب 63% أيدي عاملة سعودية وتبقى النسبة الأخرى لوظائف دنيا ،ولم تكتف الشركة بذلك بل قامت بتوظيف الكوادر الوطنية النسائية في مجال المحاسبة ومجال شؤون الموظفين والإشراف والسكرتارية مما يجعلها في النطاق البلاتيني لوزارة العمل ولدينا اليوم في مواقف مطار الملك عبدالعزيز الدولي 18 بوابة محاسبة المركبات 60% منها كوادر وطنية نسائية بفترتي عمل صباحية ومسائية .
جدارة وإرادة
وحول طبيعة العمل النسائي في هذا المجال قال المهندس عبد الرحمن : في الحقيقة لم يكن قرار توظيف الفتيات السعوديات قرارا سهلا، حيث واجهتنا عدة صعوبات استطعنا تجاوزها بمساعدة من إدارة المطار، حيث تم إعطائنا موقعا للإستراحة النسائية قريب من المصلى النسائي، وتم توفير كاميرات مراقبة لكبائن الدفع والتي تعمل بالصوت والصورة للمراقبة حفاظا عليهن، والحرص على الارتقاء بنظام الجودة وخدمة العملاء
خاصة وأننا حصلنا على شهادة الجودة ( أيزو ) وهي جزء لا يتجزأ من نظام المراقبة الأمنية بمواقف المطار والتي يفوق عددها 120 كاميرا ويقوم بمتابعتها كوادر وطنية على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع بما يليق بإسم مطار الملك عبدالعزيز الدولي.
وأضاف الغامدي بأن نظام الشفتات كل ثمان ساعات تبدأ من الساعة الثامنة صباحاً ويحتوي الشفت الأول على عدد 12 موظفة وعدد 4 موظفين كما ويحتوي الشفت الثاني 14 موظفة وعدد 2 موظف، أما بالنسبة للشفت الليلي والذي يبدأ الساعة 12 صباحاً ، فيعمل خلاله 14 موظفا ولا يتم تشغيل موظفات
ومن ثم يبلغ إجمالي العاملين بهذه الوظيفة ( محاسبين نقاط البيع ) 26 إناثا و 20 ذكورا حيث تشكل النسبة الأعلى لهن ، ويتم توفير الصرف من موظف مختص بذلك ، كما يوجد موظفين بدلاء لأي ظرف بحيث لا يتم غلق الكابينة واستمرار تغطية الفترة.
وفي الحقيقة وجدنا إلتزاما وإهتماما عالي من قبل الموظفات في الحضور والإنصراف وحبهن للعمل بروح الفريق الواحد ويتم توزيع فترات الدوام بطريقة عادلة وبمراعاة لظروف الموظفين المعيشية ، فباستطاعة الموظف طلب فترة دوام معينة بما يتناسب مع متطلبات الحياة اليومية.
وأؤكد هنا تميز الشاب السعودي والفتاة السعودية بالقدرة والمعرفة والقوة للعمل والإصرار لتحقيق أهدافهم ورغباتهم بمختلف الوظائف وشتى الأعمال، وفي الأخير أود أن أشكر صحيفة البلاد على هذه المتابعة لتوظيف الكوادر الوطنية.
تجارب وخبرات
وفي سياق متصل قالت ريم الصحفي ، موظفة في شركة مواقف الحلول الوطنية : الحمد لله لم أجد اية صعوبة في توظيفي ولا في مجال عملي ويرجع ذلك إلى الدعم الايجابي من الأهل والإدارة، وبالنسبة للجمهور قابلت جميع الجنسيات والعقليات، ومن الطبيعي وجود بعض الصعوبات لكن مع الوقت استطعت تجاوز تلك المرحلة من خلال طريقة تعاملي معهم
والحمد لله تتوفر الأريحية في العمل من جانب إدارتي وهي داعمة لنا بكل أسباب النجاح، وحقيقي اجد تعاونا وتكاملا في العمل بين الجميع كأسرة واحدة تنهض في بناء الوطن والمجتمع السعودي.
من جانبها تروي علياء عبدالله تجربتها العملية في هذا المجال : كانت بدايتي عن طريق برنامج ” طاقات ” وكانت تجربة موفقة، وطبعا البداية بدت لي طبيعة الوظيفة غريبة إلى حد ما لأننا جميعا اعتدنا على قيام الرجال بأكشاك المحاسبة في المواقف في أي وقت والتعامل مع العملاء، لكن مع مرور الوقت وجدت العمل طبيعيا وممتعا
وذلك يرجع للدعم الموجود من الإدارة ومساعدتهم لنا ومراعاتهم لظروفنا، وحقيقة فريق العمل منسجم ونجد تعاونا كبيرا ودعما من رؤسائي، وكذلك التشجيع من أسرتي بشكل كبير.
في السياق نفسه تقول سارة محمد : سعادتي كبيرة بتجربتي الأولى في مجال عملي كأمينة صندوق لدى شركة مواقف الحلول الوطنية، وفي بداية المشوار العملي من الطبيعي أن نشعر ببعض الصعوبات في مقابلة الجمهور، لكن بدعم الإدارة لنا وبتعاون فريق العمل تجاوزنا المرحلة الصعبة وأصبحنا قادرين على مهام العمل بكل سهولة
وفي الواقع لا يوجد عمل يخلو من الصعاب وضغوط العمل ولكن من يريد أن يصل وينجح عليه بعد توفيق الله، بالعزيمة والإرادة، والشكر لإدارتنا لما قدموه من دعم وتقدير للموظفات ولأسرتي ووالدي حلثقته بأنني ابنة ناجحة مما يجعلني أطمح للأفضل والوصول للقمم دائما .
من جهتها قالت أسماء الاحمدي : اننا نبذل كل الجهد لنؤكد أنه لامستحيل في العمل، لأنه لا مستحيل في وطننا الطموح بقيادة خادم الحرمين الشريفين سلمان العزم وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله، فقيادتنا الرشيدة جعلت من أبناء وبنات الوطن قدوة يحتذى بها.
كما تحدثت خديجة عسيري : نحن نعمل ونجتهد والتوفيق من الله تعالى ، وحقيقة أنا سعيدة في هذا العمل بروح الأسرة الواحدة ومنظومة يعمل عليها الجميع ولا يوجد فرق بيننا وبين الرجال بل علي العكس هم متعاونون معنا وهم اخوة لنا في هذا العمل الجيد واسال الله تعالى التوفيق والسداد لنا ولا يوجد أي صعوبات توجهنا ولله الحمد.
ويتفق فراس باخريبة ومصعب الزهراني وعبدالرحمن باشعيب على أن هذه التجربة الجديدة على النساء تثري خبراتهن العملية في مثل هذا المجال، وكل مجال همل يناسب هو رصيد وطريق لمزيد من النجاح، ومن الطبيعي أن تكون بداية العمل في أكشاك المحاسبة بالمواقف أو وظيفة تواجه الجمهور يكون فيها شيئا من القلق المؤقت أو التحسب لعقبات ، لكن سرعان مايزول هذا الشعور بالتطبيق والاعتياد على تفاصيل وطبيعة العمل
وقد أثبتن نجاحا مميزا في مجالات خدمة العملاء وغيرها من المجالات، ويحرصن على العمل بروح الفريق والتعاون.
