. في مناسك الحج تتجلى أعظم معاني الوحدة والسلام والتعاون وإن تباينت اللغات والأجناس لملايين الحجاج في الرحاب الطاهرة. وتجسيدا لهذا تحرص المملكة على أن يكون موسم الحج بنفحاته الإيمانية وتجلياته الروحانية نبراسا لدول الأمة وشعوبها وعلى امتداد مشارق الأرض ومغاربها ، في وحدة الصف ومبدأ الوسطية السمحاء والاعتدال فكرا وسلوكا رحيما ، لذا تهيئ المملكة بقيادتها الرشيدة كافة أسباب الأمن وأجواء الطمأنينة والسكينة ، ومنع كل مايعكر صفو ضيوف الرحمن من أفكار ضالة مضللة وشعارات فتن تفسد وحدة وطمأنينة هذه الحشود ، كما تحرص كل الحرص على تعظيم هذه المعاني بين هذه الملايين في مواكب الطهر والإيمان ، وقد جاؤوا من كل فج عميق رجاء المغفرة والعتق من النار.
إن الجهود العظيمة التي تسهر عليها المملكة في موسم حج كل عام ، يصعب على أي متابع حصر وتصور حجم ودقائق تفاصيلها ، من الرعاية التامة وأرقى الخدمات وتأمين كافة الإمكانات والطاقات البشرية من أبنائها رجالا ونساء في كل مجال حتى اكتمال شعائرهم وعودتهم بسلامة الله إلى بلادهم وقد فازوا بالحج المبرور والذنب المغفور بإذنه تعالى، ومن أجلهم يتواصل البذل والرعاية في أداء هذا الشرف بكل الاعتزاز والتفاني ابتغاء مرضاة الله.