مكة المكرمة / المدينة المنورة- البلاد
أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم، أن أعظم مقصد من مقاصد الحج تحقيق التوحيد لله ، وأن اختلاف الألسن والأنساب والألوان والانتماءات لا تدخل في نسك الحج والعمرة، إلا شعار للتوجه إلى رب واحد لا شريك له، ومعبود واحد لا معبود سواه ، وإنه لم يلهج الحجاج بنسك ولا ذكر أفضل ولا أعظم من التلبية بالتوحيد “لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك”، إنها تلبية قاضية على كل هتاف لا يمت للتوحيد بصلة، فلا هتاف لقومية ولا لفخر ولا لجماعة، إنه هتاف توحيد وإجلال وإقرار بالمنعم نعمة الإسلام والتوحيد وحمده على هذه النعمة .
وبين الشيخ الشريم في خطبة الجمعة أمس، أن في التلبية تجريد التوحيد لله وقصر شواغل القلب على النسك وتوابعه دون مزاحمته بما ليس منه من شعارات جاهلية أو عصبية أو سياسية تخرج بالنسك عن مساره وتقتل روحانيته، وقال : إن نبينا حينما حج حجة الوداع أراد أن يرسخ في أذهان أمته صيغة التلبية وما تحمله من معاني الإخبات وتحقيق العبودية لخالقهم،
ودعا فضيلته حجاج بيت الله الحرام إلى إقامة حق مجاورة بيت الله الحرام من التأدب والرفق والسكينة والإخبات، وقال : إنكم ما قطعتم المفاوز لتفرطوا،ولا شددتم الرحال لتذنبوا،فإنكم في بيت حرام وبلد حرام وشهر حرام،فأروا الله من أنفسكم عبودية حقة،وطاعة محضة،واعزموا معاقد الوصول إلى الإخلاص والاتباع لتفوزوا بالقبول، فإن طاعة بلا اتباع هباء، واتباعا بلا إخلاص سدى،وليس أمامكم إلا تحقيق ما قاله الله جل شأنه: (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) أي أخلصه وأصوبه.
وفي المدينة المنورة، أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير، أن مكة المكرمة والمدينة المنورة البلدين الزاهرين الطاهرين، هما أشرف بلاد الله تعالى على الإطلاق وأجل بقاع الأرض بالاتفاق , فمكة مهبط الوحي ومنبع الدين والبلد الأمين وقبلة المسلمين ومهوى أفئدة المؤمنين وأم القرى التي ليس لها في البلدان مثيل، ولا في الأوطان عديل ، وأما المدينة فهي حبيبة المحبوب، صلى الله عليه وسلم، داره وقراره وأرض الهجرة الأولى وموطن السنة وقلعة الإيمان وحصنه الحصين ومأوى الإسلام والمسلمين ما نزل الوحي إلا في رباهما ولا أشرقت شمس الرسالة إلا على ثراهما، وما عاش النبي، صلى الله عليه وسلم، إلا في ذراهما .
وأكد في خطبة الجمعة أنه يجب على الساكنين والقاطنين والمقيمين في مكة والمدينة وسائر الحجاج والمعتمرين والزائرين إجلال هذه البقاع الطاهرة وتعظيمها وصيانتها وحمايتها وحفظها وتنزيهها عن المعاصي والمنكرات والموبقات ، والسيئة في الحرم لا تضاعف من جهة العدد ولكنها أعظم جرما وأشد إثماً من السيئة في غيره .