الرياض ـ البلاد
من المنتظر أن تحجز المملكة تذكرة الريادة في مجال تسجيل “مواقع التراث” الصناعي وذلك عقب تدشين صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة أمس أول مسابقة وطنية لتوثيق التراث الصناعي في المملكة، وتخصيص جوائز تصل لنحو مليون ريال، مع التأكيد على أن سيناريو المسابقة مفتوح للمواطنين والمقيمين.
ولا شك أن تبني وزير الثقافة لهذا النوع من المسابقات يؤكد حرص المملكة بالحفاظ على التراث الصناعي وتقديمه للعالم في “طبق” من المصداقية، إلى جانب الحرص على دعم كافة جوانب التعبير الثقافي بكافة انماطه، ويؤكد خبراء دوليون ثراء المملكة، فضلا على ان المسابقة تأكيد على أن المملكة تمتلك أرضا صلبة لموقع التراث الصناعي.
خصوصا أن المملكة تتميز بإرث قديم في التراث الصناعي يتمثل في ريادة صناعة النفط والغاز والمعامل لتحلية المياه وصناعة البيتروكيماويات، ومناجم التعدين والإسمنت، ومنظومة النقل الداعمة للصناعة من موانئ وقطارات،. وتسعى المسابقة إلى الاستفادة من جهود أفراد المجتمع بمختلف شرائحهم لتوثيق أهم معالم هذا التراث والإسهام في تأسيس أول قاعدة بيانات وطنية لجميع المواقع الصناعية المنضوية تحت هذا التصنيف.
ويؤكد خبراء دوليون ثراء المملكة بالصناعة النفطية في العالم، ما يعطي مواقع التراث الصناعي في ذلك القطاع قوة وحضوراً لافتاً في حال توثيقه.
كما يطمح البرنامج لبناء شبكة تعنى بالمحافظة على التراث الصناعي السعودي وذلك بتخليد أثر المنشآت الصناعية وإبراز دورها في التنمية الاقتصادية والإجتماعية والصناعية المحلية والعالمية من خلال حفظ التراث المادي وغير المادي للمنشآت وإعادة تأهيلها وتسويقها كوجهات ثقافية وتعليمية وترفيهية ونفع عام.
إلى جانب ذلك سوف يساهم حفظ التراث الصناعي في تعزيز الهوية الوطنية، وتعزيز الاقتصاد الإبداعي، وتوليد الوظائف، ما يساهم في الناتج الإجمالي المحلي، ويعزز السياحة ويضع المملكة على خارطة التراث العالمي بأنواعه المختلفة، وينقل المعرفة، للأجيال، ويتيح وسائل ثقافية وترفيهية للمجتمع.
ويذكر أن المملكة تستهدف المملكة خمسة قطاعات كخطوة أولى للتراث الصناعي تتمثل في النفط والغاز، مناجم التعدين، الصناعات الثقيلة، صناعة تحلية المياه، النقل، وتعمل وزارة الثقافة عبر برنامج المحافظة على التراث الصناعي على زيادة الوعي المجتمعي بمفهوم التراث الصناعي واهمية المحافظة عليه، وتطوير الكفاءات المحلية.
ويعد التراث الصناعي في المملكة من الأنماط التراثية الحديثة المرتبطة بالتطور الصناعي في العالم، ويشتمل على بقايا الثقافة الصناعية القديمة، سواءً التقنية أو الاجتماعية أو المعمارية أو العلمية، ويتكون من المباني والآلات والمصانع والمناجم ومواقع التكرير والمستودعات.
يذكر أن باب المشاركة في المسابقة بدأ منذ يوم أمس ويستمر لمدة لثلاثة أشهر وتنتهي في 6 أكتوبر المقبل،وستخضع جميع المشاركات فيما بعد لتقييم لجان تحكيم متخصصة، على أن يتم الإعلان عن أسماء الفائزين في شهر نوفمبر المقبل.