البلاد – مها العواودة
قال مدير الدراسات والأبحاث بمركز الخليج في الأبحاث جمال أمين همام لـ ” البلاد ” إن سياسة الرئيس التركي اردوغان تترنح بهوجائية ودون اتزان، وهو يسعى لتدمير بلاده باتباعه الاعتقال والاستئصال بدون مبرر
وتجلت النعرة التسلطية والاستئصالية لديه منذ مسرحية الانقلاب الفاشل في صيف عام 2016 م .
حيث اتخذ من هذا الانقلاب ذريعة وأداة للسيطرة على تركيا وإزاحة جميع منافسيه في مختلف المجالات دون استثناء، سواء الجيش أو القضاء، أو السفراء، أو الأكاديميين وبدا وكأنه يتبع سياسة الأرض المحروقة، ويكفي أنه أغلق مائة جامعة وكلية ومعهد، وعزل نحو 5800 أكاديمي، ونتيجة لهذه السياسة الاستئصالية
تراجعت شعبيته، وتراجع معها الاقتصاد التركي، وهبطت قيمة الليرة التركية، ولعل أبسط مثال على أنه المسؤول شخصيا عن تراجع معدلات النمو، هو ما ترتب على فوز معارضه أكرم أمام أوغلو لرئاسة بلدية إسطنبول، حيث ارتفعت قيمة الليرة 2% فور فوزه.
وأضاف همام أن كل ذلك أدى إلى تصدع حزب اردوغان أو حزب جماعة الاخوان الحاكم في أنقرة، وبلغ هذا التصدع ذروته بالاستقالات الجماعية مؤخرًا من جانب قيادات الحزب ومؤسسيه وفي مقدمتهم الرئيس التركي السابق عبد الله جول، ونائب رئيس الحزب علي بابا جان، ورئيس الوزراء ووزير الخارجية، ومنظر حزب العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو
حيث يجري تشكيل حزب جديد أو عدد من الأحزاب الجديدة، فكل المؤشرات تؤكد أفول نجم حزب العدالة والتنمية بعد خسارة الحزب في معقله إسطنبول في الانتخابات البلدية الأخيرة.
وأكد همام أن انشقاقات قيادات حزب العدالة والتنمية تعكس فشل اردوغان في إدارة السياسة الداخلية والخارجية لبلاده ،كما فشل مخططه في تصدير أزماته إلى الدول الأخرى كما يفعل الآن باستفزازاته تجاه قبرص واليونان من خلال التنقيب عن الغاز قبالة سواحل قبرص لكي يحشد الداخل التركي خلفه، لكن الشعب التركي سأم من تصرفاته الرعناء التي أدت على انهيار الاقتصاد
وتحاول القيادات المنشقة عن اردوغان ترميم وجه الحزب الحاكم في انقرة، والواضح أن الشعب التركي في حالة عزوف تام عن التيار الذي يقوده اردوغان ومن كانوا معه في السلطة والحزب، لذلك يصعد نجم التيارات السياسية القومية الأخرى بفعل الأزمات والفشل الذريع لأردوغان وحكومته.