لن ننتظر وصول ضيوف الرحمن الى الأراضي المقدسة.. سنذهب اليهم في بلادهم وحيث وجدوا لترعاهم المملكة منذ بداية رحلة العمر الى حين عودتهم سالمين غانمين الى دولهم..
ان شرف رعاية وخدمة ضيوف الرحمن محط فخر واعتزاز المملكة بدءاً بالقيادة الرشيدة ومروراً بكل قطاعات الدولة الى المواطن الذي يدرك دوره ومسؤوليته، كما تترجمها مبادرة طريق مكة.
المبادرة تقول باختصار لن ننتظر الحجاج الى ان يصعدوا الأراضي المقدسة بل سنذهب اليهم حيثما كانوا لننهي من هناك اصدار التأشيرات وانهاء إجراءات الحجوزات والتحقق من توافر الاشتراطات الصحية وترميز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن ليتوجه ضيوف الرحمن الى حافلاتهم التي تنقلهم الى مقر سكنهم وكأنهم قادمون في رحلة داخلية متجاوزين الإجراءات التقليدية المعتادة في كل مطارات العالم.
هكذا بدت طلائع الحجيج وهم يطأون بخطواتهم الأولى الارضي المقدسة فرحين مستبشرين وسط رجال يتعاملون مع هذا الدور المشرف ليس باعتباره وظيفة لكنه واجب ارتضت قياتهم ان تقوم به بكل قدرة واقتدار باعتباره تكليفا وشرفا يجب ان يترجم الى سلوك معطر بالورد والحب ومحفوف بالترحيب عبر بشاشة وابتسامات تسبق الكلمات. ولكل هذا آثر قادة المملكة لقب خادم الحرمين الشريفين .
اما المشاهد الإنسانية التي تتعلق بها انظار العالم فهو مجرد تصرف عفوي تفرضه المبادئ والاخلاقيات الإسلامية.. ها هو جندي يحمل حاجة مسنة أو مسن على كتفيه وموظفة بسيطة لا تتردد في مساعدة حاج في ارتداء حذائه وموظف يكاد يطير فرحاً وهو يقود كرسياً متحركاً ينقل مريضاً من مكان الى آخر.. هذه المشاهد التي تبهر الناظر يتعامل معها المواطن باعتبارها امراً عادياً وتصرفاً تلقائياً تفرضه اخلاقيات مجتمع وتوجيهات قيادة.