طهران ــ رويترز
في تحدٍ سافر للمجتمع الدولي أعلنت الخارجية الإيرانية بدء خفض التزاماتها بالاتفاق النووي الموقع عام 2015، عبر زيادة نسب تخصيب اليورانيوم المتفق عليها مع أطراف الاتفاق.
وقال مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية عباس عراقجي، إن بلاده ستبدأ بتخفيض التزامها بالاتفاق النووي، وستتجاوز نسبة التخصيب حد 3.6% المتفق عليه في الاتفاق النووي
وكانت طهران قد أعلنت في وقت سابق زيادة درجة تخصيب اليورانيوم إلى خمسة في المئة بما يتجاوز الحد الذي ورد في اتفاقها النووي في خطوة تشير إلى تزايد التحدي لضغوط العقوبات الأميركية المتصاعدة.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تزايدت فيه بشكل حاد المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران بعد عام من انسحاب واشنطن من الاتفاقية وإعادة فرض العقوبات بعد رفعها بموجب الاتفاق مقابل فرض طهران قيودا على نشاطها النووي.
بدورها أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن مفتشيها الموجودين في إيران سيرفعون تقريرا بمجرد تأكدهم من زيادة طهران مستوى تخصيب اليورانيوم عن المسموح به في الاتفاق النووي.
وقال متحدث باسم الوكالة التابعة للأمم المتحدة: “نحن على علم بإعلان إيران بشأن مستوى تخصيب اليورانيوم”.
وأضاف أن “مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران سيرفعون تقريرا للمقر الرئيسي بمجرد تحققهم من التطور الذي أعلنت عنه طهران.
وفي مؤشر على تزايد القلق الغربي، أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تقليص إيران لالتزاماتها النووية، وخرقها الاتفاق الموقع مع الدول الكبرى.
وأكد مسؤول في الرئاسة الفرنسية أن ماكرون أدان القرار الإيراني بتخصيب اليورانيوم فوق الحدود المتفق عليها عام 2015، الخطوة التي وصفها بأنها “خرق” للاتفاقية.
وجدد الرئيس الفرنسي إعلانه الموعد النهائي -وهو 15 يوليو لاستئناف الحوار بين طرفي الاتفاق النووي، دون توضيح ما قد يحدث بعد ذلك التاريخ، وكان ماكرون قد حذر من عواقب زيادة تخصيب اليورانيوم وانتهاك الاتفاق النووي.
ويمثل الإعلان الإيراني كذلك انتكاسة لبريطانيا وفرنسا وألمانيا وهي الدول المشاركة في التوقيع على الاتفاق والتي تضغط منذ أشهر لإقناع إيران بأن تظل ملتزمة بالاتفاق.
وتوعدت دول أوروبية في منتصف مايو الماضي، بفرض عقوبات على طهران حال انتهكت إيران الاتفاق النووي، ردا على تصريحات خرجت من طهران أشارت إلى أنها بدأت بالفعل تعليق بعض الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق.
وبرزت التطورات في ظل تصاعد التوتر بالمنطقة على إثر إرهاب مليشيات إيران في المنطقة وتهديدها للمصالح الدولية والأمريكية، ما دفع واشنطن إلى إرسال قوات عسكرية على رأسها حاملة الطائرات الأمريكية، أبراهام لينكولن بهدف ردع إرهاب طهران.