أعلم أن هناك حظرا وترهيبا من استعمال بعض المسميات والكلمات والجمل في قاموسنا الاجتماعي. اما بحكم العرف والتقاليد او التوجس خوفا من الفهم المشوه عند البعض لهذه المصطلحات، ولكن نحن في السعودية ولله الحمد انتقلنا إلى واقع وعهد جديدين، اكثر مواءمة مع الحياة العصرية والمستقبل، ولا نجد وقتا لمناقشة المفاهيم العليلة، بل يجب ان ندخل في الموضوع مباشرة ودون تردد او وجل.
نعم اقصد المعسكرات الصيفية التي تحاكي متطلبات النشء الجديد وشباب العصر،أين نحن منها الان ومستقبلا؟.
جميع الدراسات تشير إلى اهمية هذه التجمعات الصيفية للطلبة والطالبات بجميع اعمارهم المختلفة، وهذه المعسكرات هي من الاهمية بمكان لتعليم الاطفال والشباب كي يكبروا وينضجوا فكريا وثقافيا واجتماعيا، ليس ذلك فحسب،بل هي تعزز لديهم مهارات علمية وثقافية واجتماعية وسلوكية، وتزرع الثقة في انفسهم، وتصنع منهم قادة، وروادا، ورجال اعمال، ومفكرين وادباء ،وسينمائيين، ومسرحيبين، وتشكيليين وفنانين، وتساعدهم علي اتقان المهارات الاجتماعية، والاعتماد علي النفس، والثقة بالذات، وتساعدهم علي تحقيق اهدافهم وتوجهاتهم وامانيهم المستقبلية.
يا اصدقائ ما ذكرته ليس بجديد عليكم، ولكن الجديد الذي اهدف اليه، هو تفعيل هذه المعسكرات، ورسم اهدافها وغاياتها ورسالتها ومواضيعها ومناهجها، وايجاد مقوماتها، والاهم من كل ذلك هو اختيار واعداد القائمين عليها من علماء ومتخصصين وخبراء اجتماعيين ونفسيين ورياضيين وتربويين، الخ.
وتقوم فكرتي علي تجمع تقوده كل من الجامعات والغرف التجارية بمشاركة المنشآت والشركات والمنظمات والوزارات، وذلك بغرض اقامة تلك المعسكرات ودعمها ماليا وتنظيميا تحت اشراف جهة محلية مثل الجامعات وعالمية مثل المنظمات المتخصصة في تربية النشئ والاعمال والخدمة الاجتماعية، وذلك عن طريق مساهماتهم المالية وخبراتهم الادارية والتنظيمية ، بحيث لا يقع العبئ المادي والاداري علي جهة معينة بمفردها وذلك لمدة لا تتجاوز الثلاثة اعوام، ثم يلي تلك الفترة ايجاد المنافسة بين الشركات والمنظمات كي تقيم معسكراتها الصيفية في مجالات اختصاصاتها بالاضافة الي منهج عام تشترك فيه جميع المعسكرات.
يا سادة إنني اري واقترح ان تكون مناهج هذه المعسكرات مرسومة، بحيث تركز علي اقتصاد المعرفة والابداع والابتكار والتكنولوجيا والعلوم والتفكير الحر ومبادئ العدالة والمساهمة الاجتماعية والانفتاح علي العالم وثقافاته المختلفة وتعزيز مفاهيم التكامل والعمل التعاوني واهمية بناء الجسم والعقل.
وبناءً علي ما سبق ولكي ينجح هذا المشروع، فانني اقترح شراكة محلية وعالمية مع منظمات وشركات مثل جوجل، ومايكروسوفت، وسيسكو، وبوينج ، وامازون، وعلي بابا.. والفيسبوك، وغيرها محليا ودوليا.
واخيرا، هدفنا انتاج عقول كونية تساهم وتؤثر وتتأثر بما يجري حولها من ابداعات وابتكارات تخدم البشرية نحو عالم ملئ بالتحديات،حيث تضيق الفجوة بين الخيال العلمي، وتحقيق الاحلام علي ارض الواقع.