طهران ــ وكالات
أعاد اقتحام العشرات من مليشيا الحشد الشعبي الإيراني، مقر السفارة البحرينية في العاصمة العراقية بغداد، إلى الأذهان حادثة اعتداء مجموعة من الإرهابيين الإيرانيين على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران، ومحاولات أخرى لاقتحام سفارات غربية، ما يجعل من تكرار هذه الحوادث سياسة إيرانية.
فاقتحام السفارة البحرينية قوبل برد سريع، حيث أعلنت المنامة استدعاء سفيرها في العراق صلاح علي المالكي للتشاور، كما حملت بغداد مسؤولية حماية سفارة وقنصلية البحرين وجميع العاملين فيهما، وفقا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية ١٩٦١.
بدوره، شدد الرئيس العراقي برهم صالح، على أنه لن يسمح أبدا بالنيل من العلاقات الوثيقة بين العراق والبحرين.
وقال الديوان الملكي البحريني في بيان: إن اتصالا هاتفيا جرى بين الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس العراقي؛ حيث أعرب صالح عن تقديره لمواقف البحرين الأخوية الداعمة للعراق في كافة المواقف والظروف، مؤكدا حرص بلاده على كل ما فيه خير وتعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين.
بدوره، أعرب العاهل البحريني عن تقديره لموقف الحكومة العراقية من الاعتداء المرفوض، الذي استهدف مبنى سفارة المملكة في بغداد، وما اتخذته من إجراءات لتوفير الحماية اللازمة.
وكانت السلطات البحرينية قد استدعت في وقت لاحق القائم بالأعمال العراقي لدى المنامة محمد عدنان محمود الخفاجي، إثر الاعتداء الذي استهدف مبنى سفارتها في بغداد.
ووفق وكالة الأنباء البحرينية، فإن الوكيل المساعد لشؤون مجلس التعاون والدول العربية بوزارة الخــارجية، يوسف محمد جميل، استدعى القائم بأعمال سفارة جمهورية العراق لدى المملكة.
وأكد جميل للقائم بالأعمال العراقي احتجاج البحرين على ما تعرض له مبنى سفارتها في بغداد من اعتداء وأعمال تخريبية أمس الأول، وصف ما حدث بأنه “سلوك غير مسؤول ومرفوض بشدة”.
وقام الوكيل المساعد لشؤون مجلس التعاون والدول العربية بتسليم القائم بأعمال سفارة جمهورية العراق مذكرة احتجاج بهذا الشأن.
واقتحم العشرات من مليشيا الحشد الشعبي الإيراني، مقر السفارة البحرينية في بغداد، وسط غياب تام للسلطات الأمنية في المنطقة.
وأكدت الحكومة العراقية، رفضها المطلق لأي عمل يهدد البعثات الدبلوماسية وأمنها وسلامتها على أراضيها.
وعلى إثر حادث الاقتحام، قررت وزارة الخارجية البحرينية استدعاء سفيرها صلاح علي المالكي للتشاور، عقب الاعتداء.
ويعد اقتحام السفارات والجامعات العراقية ليس بجديد على مليشيا الحشد الشعبي الإيرانية، فقد شهدت بلاد الرافدين العديد من الوقائع المشابهة؛ أشهرها مؤخراً اقتحام السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد الإيرانية.
هذا فيما أكد وزير الداخلية العراقي الدكتور ياسين طاهر، إحالة الموقوفين بالحادث إلى الجهات التحقيقية والقضائية.
وتعهد وزير الداخلية العراقي بمحاسبة المسؤولين عن اقتحام سفارة البحرين، معلنا اتخاذ إجراءات أمنية مشددة في محيط السفارة.
ويعتبر النظام الإيراني، هو الأول بسجل حافل لانتهاك حرمة البعثات الدبلوماسية منذ اقتحام السفارة الأمريكية عام 1979 واحتجاز منسوبيها لمدة 444 يوما.
كما تورطت إيران عام 1990 في اغتيال دبلوماسيين سعوديين بتايلاند، وفي عام 2011 حاولت اغتيال سفير السعودية في واشنطن آنذاك عادل الجبير.
وفي العاصمة الأذربيجانية عام 2012، تم الكشف عن مخطط يستهدف اغتيال مسؤولين ودبلوماسيين أمريكيين في باكو، من خلال مجموعة إرهابية تابعة لإيران تعمل بتعليمات مباشرة من مليشيا الحرس الثوري.
وفي العام 1983 تم تفجير السفارة الأمريكية في بيروت من قبل حزب الله، في عملية دبرها النظام الإيراني، وتسببت في مقتل 63 شخصا.
وفي عام 1983 قامت عناصر من مليشيا حزب الله المدعوم من إيران بمجموعة هجمات طالت السفارة الأمريكية والسفارة الفرنسية في الكويت ومصفاة للنفط وحيا سكنيا.
ولإيران نهج فوضوي، وتاريخ من الاعتداءات على الدبلوماسيين داخل أراضيها، ففي عام 1987 تم الاعتداء على السفارة السعودية والسفارة الكويتية.
وفي عام 1988 تم الاعتداء على السفارة الروسية، واستمرت الاعتداءات ففي عام 2007 تم الاعتداء على دبلوماسي كويتي، والاعتداء على السفارة الباكستانية عام 2009، والاعتداء على السفارة البريطانية عام 2011، وكذلك الاعتداء على سفارة المملكة العربية السعودية وقنصليتها في مشهد 2016.