القاهرة – عمر رأفت
توجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى قمة مجموعة العشرين في أوساكا ، مصطحبًا معه مشكلات سياسية واقتصادية متشابكة.
ففي الداخل التركي ، عانى حزب العدالة والتنمية ، الذي يحكم تركيا منذ عام 2002 ، من أكبر الانتكاسات الانتخابية يوم الأحد الماضي ، عندما هُزِم مرشحه في انتخابات اسطنبول، وهي المدينة الأكبر في البلاد.
وفي الخارج، تعاني القوات التركية في سوريا؛ حيث تواصل القوات الكردية بدعم من الولايات المتحدة ، السيطرة على طول الحدود الجنوبية لتركيا ، رغم تعهد أردوغان بطردهم.
كما يتطور نزاع تركيا واستفزازاتها مع قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي حول موارد الغاز في شرق البحر المتوسط – وهو النزاع الذي أدى إلى تهديدات الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات وتصاعد التوترات في هذه المنطقة المضطربة ، وأزمة صفقة الصواريخ الروسية S-400 التي أغضبت واشنطن وحلفاء آخرين من تركيا العضو في الناتو ، وقد هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات إذا استمرت تركيا في عملية الشراء ، وهي خطوة من المحتمل أن تلحق الضرر بالاقتصاد التركي الهش بالفعل.
وقال كان سيلكوكي ، من مركز إسطنبول للأبحاث الاقتصادية: على المستوى الوطني ، تواجه تركيا بعض المشكلات المعقدة والصعبة، ما يمكن أن يتحدث عنه أردوغان وترامب في مجموعة العشرين ، لذلك ، قد يكون حاسمًا.
وحول الأزمات التركية في الداخل والخارج يقول عمرو الديب، أستاذ العلوم السياسية بمعهد العلاقات الدولية بروسيا: إن خسارة حزب أردوغان الانتخابات المحلية في بلدية إسطنبول، وما يواجهه من مشكلات الآن على الصعيد المحلي والدولي، ينذر بخطر كبير على الرئيس التركي وحزبه الحاكم.
وأضاف: إن أردوغان بات يعرف أن حجم المشكلات في تركيا أصبح واضحًا، ويجب إيجاد حلول له، وهو ما اتضح من خلال انتخابات بلدية اسطنبول الأخيرة ، مؤكدا أن الهزيمة في انتخابات اسطنبول بجانب الضغوطات الخارجية والاقتصاد المنهار، كلها تؤرق أردوغان وتقلقه على منصبه مستقبلًا.
عجز أردوغان
من جهته، قال محمد حامد، الباحث بالشأن التركي والدولي: إن الأمر الآن أصبح واضحًا، فأردوغان يواجه المشكلات خارجيًا وداخليًا ولا يستطع حلها.
وأضاف حامد في تصريحات لـ”البلاد”: إن أردوغان أصبح عاجزا، على إيجاد مشكلات لحل الاقتصاد التركي من ناحية، وقد تسبب هذا في خسارته بلدية اسطنبول، وخارجيًا فترامب يخطط لفرض عقوبات عليه بسبب السلاح الروسي.
فيما قال سامح الجارحي، المتخصص في الشأن التركي: إن أردوغان أصبح الآن بين جحيم المشكلات الخارجية وضبابية الوضع الداخلي في تركيا، خاصة بعد الأحداث الأخيرة، موضحا أن ما حدث في تركيا بخصوص إعادة الانتخابات أظهر الوجه القمعي له، بجانب خطط الولايات المتحدة من أجل فرض عقوبات على تركيا، وأيضًا الاقتصاد التركي المتهالك في ظل تصاعد المعارضة خلال الفترة الماضية.