عدن ــ وكالات
دب الانقسام وسط مليشيا الحوثي الموالية لإيران واشتعل الصراع على السلطة والثراء، بالنهب المنظم لموارد الدولة إذ عكست الاشتباكات العنيفة التي دارت، بين فصائل مسلحة تابعة للانقلابيين في مدينة “إب” وسط اليمن، حجم الصراع على النفوذ والإيرادات بين فصائل الميليشيا في تلك المناطق بشكل واضح.
وأفادت وسائل إعلام يمنية بأن “حرب الشوارع التي دارت رحاها في المدينة أوجدت حالة من الذعر في أوساط السكان، خصوصا بعد تعزيز الفصائل الحوثية المتناحرة بعدة أطقم عسكرية” وأغلقت المحلات التجارية والمنازل وخلت الشوارع الرئيسية، خصوصاً شارع تعز، من الحركة بشكل تام. وفي حصيلة أولية، أسفرت تلك الاشتباكات، عن مقتل العميد إسماعيل عبد القادر سفيان، المعين من الحوثيين بمنصب وكيل محافظة إب، وجرح عدد من المسلحين.
كما أصيب قيادي حوثي آخر يدعى بلال عبدالله المحتسب، برصاص مسلحين من بيت سفيان، حيث قاموا بخطفه عقب إصابته.
ولاحقاً، تطورت الاشتباكات مع قدوم قائد الأمن المركزي المدعو أحمد حسان مع أفراد من قواته بعد علمه بمصرع الوكيل “سفيان” الذي ينتمي لنفس منطقته، والاشتباك مع حراسة إدارة الأمن، وامتدت الاشتباكات من قسم شرطة “الحافي” وصولاً إلى الإستاد الرياضي.
ورجح مصدر مطلع أن تكون الأسباب الحقيقية لاندلاع تلك الاشتباكات صراعا على النفوذ في محافظة إب، وتوزيع الإيرادات بين فصائل مسلحة مختلفة تابعة لميليشيات الحوثي بسبب خلافات قديمة، بين مدير الأمن العميد عبدالحافظ السقاف، والمشرف الأمني للمليشيا في المحافظة صالح حاجب، الذي يُـعد الحاكم الفعلي لمحافظة إب.
وقال المصدر إن ما حدث، كان بمثابة انفجار للتوتر القائم منذ فترة، وذلك بسبب خلافات بين الطرفين على تقاسم المناصب، وكذلك على توزيع الإيرادات والإتاوات التي تفرض على التجار في المدينة بالقوة.
وفى سياق متصل قال برنامج الغذاء العالمي، إن الحوثيين منعوا دخول شحنة كانت ستطعم نحو 100 ألف عائلة على حافة المجاعة.
وجاء هذا التصريح الصادم من قبل المنظمة الدولية بعد أيام من تعليق جزئي لتقديم المساعدات الإنسانية، بسبب اتهامات البرنامج للحوثيين بسرقة المساعدات.
وكان مدير برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة، ديفيد بيزلي، قد حذر من البدء في تعليق المساعدات الغذائية في اليمن تدريجياً، بسبب تحويلها إلى أغراض غير المخصصة لها وغياب استقلالية العمل في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية.
وقال بيزلي أمام جلسة مجلس الأمن الدولي موجهاً حديثه للحوثيين ” اتركونا فقط نقوم بعملنا”. وأضاف أن البرنامج لم يكن قادراً على تنفيذ الاتفاقيات مع الحوثيين بشأن تسجيل الأشخاص المحتاجين وتدشين نظام للقياسات الحيوية، باستخدام مسح القزحية أو رفع بصمات الأصابع، أو التعرف على الوجه، لدعم عملية تسليم المساعدات. وأوضح تقرير نشرته “سي إن إن” أن برنامج الغذاء العالمي، احتج العام الماضي على سرقة 1200 طن من مساعدات الغذاء من المكان الذي كان مقررا أن تصل إليه في العاصمة صنعاء.