إن نشر ثقافة السلام والتسامح محلياً ودولياً وترسيخ آليات الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة حول العالم هو أمر بالغ الأهمية،عليه لابد من العمل محلياً على نشر ثقافة السلام بين فئات الشباب والأطفال بشكل خاص من خلال برامج توعوية وطنية عامة لمكافحة التطرف.
وبالطبع للمرأة دور أساسي في عملية نشر ثقافة السلام، وهذا يتطلب القبول بإعطائها هذا الدور بدون اعتراض.
فتحرير المرأة والقبول بمشاركتها في الحياة العملية قد مر بمراحل عديدة خاصة في دولنا العربية.
فمشاركة المرأة على الصعيد الاقتصادي والسياسي اعترضته عوائق عدة وتفاوتت هذه العوائق من حيث التكوين الثقافي والتطور الاجتماعي في المجتمعات المختلفة،
وحالياً ونحن نعلق آمالا عريضة على دور المرأة في تعزيز ثقافة السلام، علينا الانتباه إلى عدة أمور.
أولاً : علينا أن نحدد ما هو المطلوب من المرأة أو بمعنى آخر ما هو الدور الذي نريد للمرأة أن تلعبه في هذه القضية،فتحديد المطلوب من المرأة يساعد في كشف حقيقة ما يقف أمام قيامها بدورها،
ثانياً : يجب الاهتمام بمعوقات دور المرأة بشكل عام فالمناخ الفكري والثقافي السائد في المجتمع ودرجة التعليم عوامل من شأنها أن تخبرنا بمدى قبول أو رفض المجتمع لهذا الدور و مدى جاهزيته.
ثالثاً : يجب التركيز على حملات التوعية على مستوى خاص بالتركيز على المرأة ذاتها لتوعيتها بالمطلوب منها،
ومستوى عام يكون موجه إلى المجتمع بجميع فئاته ليستوعب أهمية وفائدة ما تقوم عليه ثقافة السلام،
وتعزيز مفهومَ السلام على المستوى الوطني يتحقق من خلال مجالات التنمية وبناء الإنسان والاهتمام به، وعلى المستوى الدولي، يتحقق من خلال تشجيعِ علاقات الاحترام المتبادل، وتسوية مختلف الصراعات بالوسائل السلمية، وتعزيز الحوار والتضامن بين مختلف الحضارات والشعوب والثقافات.
إن نشر السلام والتسامح هدف لأغلب دول العالم تسعى حكومات الدول الراقية توفيره لشعوبها.
وجهود المملكة العربية السعودية في هذا المضمار واضحة جلية، فهي تدرك تماماً أهمية نشر ثقافة السلام محلياً ودولياً، وأهمية ترسيخ آليات الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة حول العالم، ومحادثاتها مستمرة مع مختلف بلدان العالم لإيجاد الحلول الناجحة لإحلال ثقافة الأمن والسلم في جميع دول العالم بشكل عام، ومنطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص.
كما تعمل المملكة العربية السعودية على نشر ثقافة السلام بين فئات الشباب والأطفال بشكل خاص من خلال برامج توعوية وطنية عامة لمكافحة التطرف. كما تستهدف المرأة بزيادة وعيها وتمكينها للقيام بدورها في منظومة السلام.
وعززت المملكة إجراءاتها في مجال حماية الطفل من جميع أشكال التعسف والعنف من خلال اتخاذ العديد من التدابير منها صدور نظام الحماية من الإيذاء بهدف حماية أفراد المجتمع من كل صور الاستغلال وإساءة المعاملة،
وتؤكد دوماً التزامها برعايتها وحمايتها هذه الحقوق انطلاقاً من التزامها بواجباتها المستمدة من أحكام الشريعة الإسلامية التي تكفل الحفاظ على حقوق الإنسان المواطن وبالأخص المرأة والطفل.
وإنشاء مركز (اعتدال) العالمي لمكافحة التطرف بالرياض هو رسالة واضحة لإعلاء قيم السلام والتسامح والتعايش، ورفض منطق الصراع، والدعوة إلى الشراكة بين الحضارات.
لأن موقع السعودية في العالم الإسلامي يتبني الدفاع عن قضاياه وحقوقه، وينحاز للسلام في المنطقة والعالم، ويرفض الإرهاب والتطرف.
إن المملكة العربية السعودية ستظل منبراً للسلام مستنيرة بقيم الإسلام النبيلة التي تدعو إلى التسامح في التعامل داعيةً للتفاؤل وتضافر كامل الجهود لنشر السلام والتسامح والعمل من أجل السلام والتسامح.
خلاصة القول ياجماعة.. صحيح أن آفاق السلام قد تبدو بعيدة،ولكننا نأمل أن يسير العالم نحوها بخطى ثابتة عنيدة.