إعداد- محمود العوضي
ينتظر عشاق كرة القدم في أفريقيا والوطن العربي، انطلاق كأس الأمم الأفريقية 2019 والتي تستضيفها مصر بدءاً من يوم غد الجمعة 21 يونيو، وحتى 19 يوليو 2019، وهي النسخة 32 من البطولة الأكبر في القارة السمراء.
تأهل مستحق
منتخب المغرب، أو أسود الأطلس، واحد من أقوى المنتخبات في القارة، وقد استطاع أن يتأهل إلى البطولة، بعد أن تصدر المجموعة الثانية برصيد 11 نقطة بفارق الأهداف عن منتخب الكاميرون الذي تأهل كوصيف.
مجموعة الموت
القرعة أوقعت أسود الأطلس ضمن المجموعة الرابعة، التي تُعد أقوى وأصعب مجموعة؛ حيث يتنافس فيها المنتخب العربي مع كل من ساحل العاج وجنوب إفريقيا وناميبيا، ولا شك أن المنتخب المغربي له حظوظه في التأهل ليس فقط، لأن نظام البطولة يسمح بصعود أفضل 4 منتخبات في المركز الثالث ولكن لقوة المنتخب الذي يضم العديد من النجوم الشابة المحترفين في الدوريات الأوروبية الكبرى وقدرة المُدرب العبقري هيرفي رينارد الذي يستطيع توظيف إمكانياتهم الكبيرة داخل أرضية الملعب.
تارخ متواضع
المنتخب المغربي لا يملك تاريخاً كبيراً في القارة السمراء؛ خاصة إذا كان الأمر مُتعلقاً بالألقاب، فالمنتخب الذي صعد إلى كأس العالم في خمس مناسبات والذي تأهل إلى كأس الأمم الأفريقية 16 مرة من قبل، لم يستطع أن يُحرز لقب البطولة سوى مرة واحدة فقط منذ 43 عاماً كاملاً،
حيث كان لقبة الوحيد في نسخة 1976 التي كانت تُنظمها إثيوبيا، كما أن أسوط الأطلس لم يستطيعوا الوصول إلى النهائي سوى مرة واحدة آخرى والتي كانت في عام 2004، وقد حصلوا على المركز الثالث أيضاً مرة واحدة فقط بينما حققوا المركز الرابع في نسختين متتاليتين والتي كانت من ضمنها نسخة 1988 والتي تُعد المرة الوحيدة التي تنظمها المغرب.
الآمال كبيرة
كما أشرنا من قبل أن المنتخب المغربي لا يملك تاريخاً كبيراً في كأس الأمم الأفريقية، ولكن هذا لا يُعد استشهاداً أو مقياساً لما قد يتوقعه الكثير من منتخب المغرب في البطولة، فدائماً ما كانوا أسود الأطلس من أصعب وأقوى المنتخبات التي دائماً ما تكون مُرشحة لنيل لقب البطولة بعيداً عن التاريخ والنتائج فدائماً ما يمتلك منتخبهم جيلاً ذهبياً من اللاعبين في كل عصر مختلف يستطيع إذا ما تم توظيفهم بشكل صحيح أن يبدأوا بحصد الألقاب الأفريقية.
اللقب الوحيد
أقيمت البطولة الوحيدة التي حمل فيها منتخب المغرب لقب كأس الأمم الأفريقية في إثيوبيا، وتحديدا في عام 1976 التي كانت تضم ثماني منتخبات، تم تقسيمها على مجموعتين على أن يتأهل المتصدر والوصيف من كل مجموعة لتتشكل مجموعة جديدة من المتأهلين يتلاقى فيها الأربع منتخبات ببعضهم البعض لتحديد البطل.
وكان منتخب أسود الأطلس في البداية ضمن المجموعة الثانية رفقة منتخب نيجيريا، والسودان ومنتخب زائير، الملقب حالياً بالكونغو الديمقراطية، واستطاع حينها أن يتصدر المجموعة برصيد 5 نقاط بعدما استطاع أن ينتصر على الفهود بهدف دون رد، وايضاً الفوز على النسور الخضراء بنتيجة (3-1)، بعدما تعادل في مباراته الأولى أمام المنتخب العربي السوداني بنتيجة (2-2)، جدير بالذكر أن الانتصار كان يُحسب بنقطتين بينما التعادل يتم احتسابة بنقطة واحدة فقط.
بعد التأهل إلى المجموعة النهائية رفقة المنتخب النيجيري، تأهل عن المجموعة الأولى كل من منتخب مصر ومنتخب غينيا الذي تصدر المجموعة حينها برصيد 5 نقاط أيضاً، ثم حانت اللحظات الفاصلة في البطولة واستطاع حينها منتخب المغرب أن ينطلق كالسهم لتحقيق لقبهم الأول والأغلى والأخير حتى هذه اللحظة في كأس الأمم الأفريقية، فقد استطاع أسود الأطلس أن ينتصروا في المباراة الأولى على منتخب مصر بهدفين مقابل هدف، ثم بنفس النتيجة عادوا لينتصروا على منتخب نيجيرياً مرة أخرى 1/2.
ثم حانت اللحظة الفارقة وهي مواجهة منتخب غينيا الذي كان يملك في هذا الوقت ثلاث نقاط، هذا يعني أن الفارق نقطة واحدة فقط عن منتخب المغرب صاحب الـ4 نقاط، وإذا استطاع أن ينتصر في هذه المباراة فيعني هذا ضياع الحلم الكبير.
شهد ملعب أديس ابابا المباراة النهائية بين المنتخبين المرشحين للقب كأس الأمم الأفريقية حينها يوم 14 مارس 1976، واستطاع اللاعب شريف سليمان أن يُحرز هدف التقدم للمنتخب الغيني ليزيد الضغط على لاعبي ومشجعي منتخب المغرب، ولكن في اللحظات الأخيرة من المباراة وعندما أيقن الجميع أن الأفيال تُوجوا باللقب، سدد اللاعب أحمد مكروح الملقب ببابا قذيفة صاروخية عجز عن إيقافها حارس منتخب غينيا، لتنتهي المباراة التاريخية بتعادل غال يضع أسود الأطلس على منصة التتويج ليحصلوا على لقب البطولة الأغلى إفريقياً، وحصل حينها اللاعب أحمد فرس على لقب أفضل لاعب في البطولة.
الوصافة في تونس 2004
أقيمت بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في عام 2004 في تونس، وهي النسخة الرابعة والعشرون من البطولة، وقد أقيمت البطولة بمشاركة 16 منتخباً تم تقسيمهم على 4 مجموعات يتأهل فيها المتصدر والوصيف لكل مجموعة.
استطاع منتخب المغرب حينها أن يتصدر المجموعة الرابعة برصيد 7 نقاط وبفارق نقطة عن منتخب نيجيريا الوصيف صاحب الـ6 نقاط، وفي دور الثمانية قلب أسود الأطلس تأخرهم أمام الجزائر لفوز 1/3 بعد وقت إضافي. وسحق أسود الأطلس المنتخب المالي، في دور الأربعة برباعية.
النهائي
ثم جاءت اللحظة الفاصلة باستاد 7 نوفمبر بمدينة رادس، وتحت راية الحكم السنغالي فالا ندويي وبحضور جماهيري يزيد عن 60 ألف مشجع ليشاهدوا النهائي العربي الأفريقي الكبير بين المنتخب التونسي صاحب الأرض والمنتخب المغربي صاحب الطموح، وفي مباراة درامية تكتيكية من روجيه ليمير مدرب منتخب تونس حينها استطاع أن يُسير المباراة كما يُحب،
فبعد تقدم لاعبه فرانسيلودو سانتوس في الدقيقة الخامسة، وبعد أن تعادل أسود الأطلس عن طريق يوسف المختاري في الدقيقة 38، بدأ الشوط الثاني بتحفظ كبير واستطاع أن يُغلق جميع المساحات في المستطيل الأخضر حتى استطاع زياد الجزيري لاعب نسور قرطاج أن يُسجل هدف التقدم والفوز في الدقيقة 52،
وتوالت محاولات منتخب المغرب لتسجيل هدف التعادل ولكن دون جدوى، لتنتهي المباراة وينتهي الحلم بالتتويج باللقب الثاني، وليكن هذا اللقب هو لقب المنتخب التونسي الوحيد أيضاً، ليصبح نهائي 2004 من النهائيات القوية والتاريخية التي ستسجل دائماً في تاريخ بطولة كأس الأمم الأفريقية.
كأس إفريقيا مطلب جماهيري
يتطلع المنتخب المغربي لكرة القدم (أسود الأطلس) إلى الفوز بلقب كأس الأمم الإفريقية 2019 في مصر؛ حيث أصبح الفوز بلقب كأس أمم إفريقيا مطلبًا جماهيريًّا بعدما تأخر التتويج الثاني للفريق باللقب كثيرًا منذ تتويجه باللقب الأول قبل أكثر من أربعة عقود وبالتحديد في 1976 بإثيوبيا.
يتمتع المنتخب المغربي بتاريخ حافل على مستوى القارة الإفريقية حيث يشارك في نهائيات البطولة للمرة السابعة عشرة، لكنه لم ينجح في إحراز اللقب إلا مرة واحدة عندما استضافت إثيوبيا النهائيات عام 1976 .
وخلال 23 بطولة تالية على مدار أربعة عقود من الزمان، فشل المنتخب المغربي في الفوز باللقب رغم وصوله إلى نهائيات كأس العالم ممثلًا للقارة السمراء أكثر من مرة.
وكان أفضل إنجاز آخر له هو الوصول للمباراة النهائية في بطولة إفريقيا لعام 2004 بتونس حيث كان المرشح الأقوى للفوز في النهائي ولكن عاملي الأرض والجمهور لعبا دورهما لصالح المنتخب التونسي ليفوز باللقب.
وفي باقي البطولات الإفريقية التي شارك فيها المنتخب المغربي، كان الخروج من الدور الأول هو نصيب الفريق في أعوام 1972 و1978 و1992 و2000 و2002 و2006 و2008 و2012 و2013 فيما وصل الفريق لدور الثمانية في 1998 و2017 وخرج من الدور قبل النهائي في بطولات 1980 و1986 و1988.
تشكيلة مثالية ومجموعة نارية
ينتظر أن يعتمد رينار بشكل كبير في البطولة على النجم الكبير مهدي بن عطية، وأشرف حكيمي (بوروسيا دورتموند الألماني) ونبيل درار (فناربخشة التركي) ومانويل دا كوستا (اتحاد جدة) في الدفاع، وحكيم زياش (أياكس الهولندي) وفيصل فجر (كان الفرنسي) ومبارك بوصوفة، وكريم الأحمدي، ويونس بلهندة (جالطة سراي التركي) في الوسط وخالد بوطيب (الزمالك المصري) في الهجوم.
وتصطدم طموحات أسود الأطلس في البطولة الإفريقية المرتقبة بمجموعة صعبة للغاية حيث تضم معه منتخبي كوت ديفوار وجنوب إفريقيا اللذين توجا باللقب من قبل بخلاف المنتخب الناميبي الطموح.