جدة – فاطمة آل عمرو
بعد مرور سنة على السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة ، كشفت الإحصائيات أن إدارات المرور في مختلف مناطق المملكة أصدرت نحو 70 ألف رخصة قيادة نسائية ومن المتوقع أن تصل الرخص إلى 125 ألف رخصة بنهاية العام الميلادي الجاري، فضلا عن تدشين خمس مدارس نسائية لتعليم المرأة قيادة السيارة . كما أن هناك مدارس لتعليم قيادة السيارات في كل من جامعة الملك عبد العزيز وجامعة الأميرة نورة وجامعة الإمام، وجامعة القصيم.
يذكر أن الأسر السعودية تنفق نحو 25 % من دخلها على السائقين حيث يعمل في المملكة قرابة مليون و300 ألف سائق تدفع لهم الأسر حوالي 25 مليار ريال سنويا وترجح تقارير عن انه سيتم الاستغناء عن 50 % من السائقين الأجانب لدى الأسر السعودية. ويذكر أنه يجري العمل على إنشاء 14 مدرسة جديدة لتعليم النساء القيادة، وذلك ضمن خطة تقليل وقت انتظار السعوديات للحصول على رخص قيادة بسبب قلة مدارس القيادة . وأوضحت عدد من الكوادر النسائية أن قيادة المرأة للسيارة ساهمت بصورة إيجابية على انعاش الحراك الاقتصادي ونحرت في الوقت نفسه البطالة النسائية.
” البلاد ” أجرت إستطلاعا عن الإيجابيات التي تحققت من قيادة المرأة للسيارة ، فكشفت الحيثيات أن المرأة أكثر التزاما بقوانين المرور، فضلا عن تحرر الأسر من تبعات استقدام السائقين والذين كانوا يتقاضون نحو 2.6 مليار ريال شهريا.
ثقة بالنفس
ترى المواطنة أروى أبو نمي، التي حصلت على رخصة قيادة، أن هذا القرار زاد ثقة المرأة بنفسها، وأكد أنها جديرة بالاعتماد على نفسها وقادرة على القيام بواجباتها بنفسها، كما تخلصت من عبء وتكاليف استقدام سائق وتوفير المسكن والمأكل له، كما أن المرأة أصبحت على دراية بالطرق والأماكن، وساهم تطبيق خريطة جوجل في تسهيل الأمر، وأيضًا وفرت تكاليف إصلاح السيارة بسبب سوء استخدام السائق لها، الأمر الذي شجعها على القيام بعدة مهام والاعتماد على نفسها بعد قيادتها للسيارة.
البعد الاقتصادي
وقال الكاتب الصحفي أحمد الحلبي إنه لا يمكن حصر الإيجابيات التي حظيت بها المرأة بعد قيادتها للسيارة في ايجابية واحدة متمثلة في الاستغناء عن السائق الأجنبي، فهناك العديد من الايجابيات، لعل من أبرزها تحسن المستوى الاقتصادي للمرأة العاملة، فعلى سبيل المثال المرأة التي كانت تتقاضى نحو 3 آلاف ريال، كان نصف مرتبها أو أقل قليلًا يذهب للسائق، هذا إن كان داخليًا، أما إذا كان خارجيًا فإنها ستتكفل بتأشيرة عمله ورسوم إقامته وسكنه ومعيشته، وإن جمعت تلك التكلفة فإنها تصل إلى مبلغ يتجاوز ثلاث أرباع ما تتقاضاه سنويًا. وأشار إلى أنه بقيادة المرأة للسيارة واستغنائها عن السائق أصبحت قادرة على التوفير، وتأمين الكثير من احتياجاتها الضرورية والكمالية.
حفاظ على الخصوصية
وواصل الحلبي أن خصوصية المرأة في الذهاب للمناسبات العائلية أصبحت أفضل من قبل؛ ففي حال وجود السابق كانت تخشى نظرة السائق إذا ارتدت زيًا ما أو وضعت عطرًا، في حين أنه بمقدورها الآن ارتداء ما تشاء وتضع العطر الذي يناسبها وقتما تشاء؛ لكونها داخل سيارتها وحيدة.
ظروف خاصة
وبحسب الحلبي، كانت هناك العديد من الحالات والظروف الخاصة التي تتطلب قيادة المرأة للسيارة، مثلًا.. من كانت تسكن مع والدتها الكبيرة في السن والمريضة، ولم تكن قادرة آنذاك على استقدام سائق، وكانت تخشى تعرض والدتها لأي عارض صحي ليلًا، وتلجأ لمنح والدتها مسكنا قد يؤثر على صحتها سلبًا؛ لعدم توفر وسيلة تنقلها للمستشفى أو المستوصف، أصبحت الآن لا تخشى مثل هذه المواقف؛ فتوفر السيارة لديها وقدرتها على قيادتها ساهم في حل هذه الاشكالية.
أكثر التزاماً
ويتساءل الحلبي حول إمكانية نشر الإدارة العامة للمرور إحصائية عن الأكثر التزامًا بأنظمة وقوانين المرور الرجل أم المرأة، ويقول عرفت من بعض مسؤولي المرور أن النساء أكثر التزامًا بأنظمة وقوانين المرور من الرجال، وفي حال نشر هذه الإحصائية سيشكل دافعا قويا لهن لمواصلة إلتزامهن بأنظمة المرور وقوانينه .
توفير الراتب
من جهتها قالت المحامية بيان زهران إن الإيجابيات نتيجة قيادة المرأة للسيارة عديدة، من أهمها ممارسة حقها الطبيعي في التنقل دون تحميلها أعباء راتب السائق، فكثير من النساء والفتيات لا يملكن القدرة على تحمل راتب السائق، وقد ينفقن جزءًا كبيرًا من رواتبهن لتغطية راتب السائق؛ والآن أصبح في مقدورهن توفير هذا الراتب لتقسيط سيارة، إضافة إلى قضاء حوائجهن وحوائج أبنائهن بأمان وأريحية أكبر. السائقون والسائقات
سجل عدد السائقين في المملكة بنهاية الربع الثاني من العام الماضي 1,357,228 سائق مقابل 1,385,553 سائق بنهاية العام 2017 أي أن الـ6 أشهر الأولى منذ إنطلاق قيادة المرأة للسيارة شهدت خروج 28,325 سائقا من سوق العمل السعودي.
ويشكل السائقون في المملكة نحو 56% من العمالة المنزلية في المملكة والبالغ عددها 2,421,103 مليون عامل وعاملة منزلية، ويشكل السائقون نحو 80% من العمالة المنزلية الذكور والبالغ عددهم 1,696,589 عامل منزلي.
وبناء على بيانات إحصائية واعتمادا على متوسط اجر شهري يقدر بنحو 1,924 ريالا لعدد 1,357,228 سائقا، فإن السائقين في المملكة يتقاضون نحو 2.6 مليار ريال شهريا أي أنه خلال الـ 6 أشهر الأولى من العام الماضي دفع السعوديين ما قيمته 15.7 مليار ريال كأجور للسائقين. مدارس القيادة النسائية رئيس اللجنة الوطنية لتعليم قيادة السيارات مخفور آل بشر سبق وأن أعلن أنّه سيكون هناك 65 مدرسة ستهتمّ بهذه المهمّة.
يتوقّع أن تشهد إقبالاً كبيراً من قِبل النساء لتعلّم القيادة والحصول على الرخصة، وبيَّن أنّه ستكون في كلّ مدرسة نحو 4 مدرّبات، مع توفير مدرّبات أخريات وقت الحاجة، فيما تم تدشين مدارس لتعليم قيادة المرأة للسيارة منها مدرسة في أرامكو وواحدة في جامعة الأميرة نورة وفي جامعة الأمام.