يأتي النجاح المدهش للدبلوماسية السعودية الراسخة الأصيلة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، مليك البلاد المفدى، سيدي الوالد سلمان بن عبد العزيز آل سعود؛ يعاضده ويشد من أزره أخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، حفظهما الله ورعاهما وسدَّد على طريق الخير خطاهما.
وهو في الحقيقة نجاح استثنائي تاريخي فريد، فلأول مرة حسب علمي، تتمكن دولة واحدة، أي دولة في العالم، مهما كانت إمكاناتها وقدراتها ومواردها المادية والبشرية، من تنظيم ثلاث قمم ناجحة في الزمان نفسه والوقت نفسه أيضاً؛ في عمل جاد حقيقي، فاق نجاحه كل التوقعات، وليس دعاية إعلامية رخيصة كما يحدث أحياناً في بعض الدول التي ينوء كاهلها بحمل أعباء قمة واحدة محدودة.
أجل، فخلال يومين اثنين فقط، عقدت السعودية في قصر الصفا العامر بمكة المكرمة المطل على الحرم الشريف، ثلاث قمم حقيقية: عربية، خليجية وإسلامية، برئاسة قائد الأمة الهمام سلمان، حيث توافد قادة ستة وخمسين دولة وممثلوها من آسيا وأفريقيا، جاؤوا يحدوهم الشوق للطواف بالبيت العتيق، ثم استجابة لدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الذي عرف بحنكته المعهودة كيف يعلق الجرس في رقبة إيران، إذ أجمع المؤتمرون على إدراك تعاظم خطر إيران وضرورة التصدي له بكل ما أوتوا من قدرة وسعة حيلة لإيقافه عند حدِّه، مستخدمين كل الوسائل الممكنة، وعدم السماح لها بالاستمرار في أنشطتها التخريبية، لاسيَّما بعد أن أطلعهم قائد الأمة سلمان على ممارسات إيران الاستفزازية وتحرشها المستمر لزعزعة الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية، وبالتالي تهديد الأمن والسلم العالميين.
ولم يكن حديث القائد البطل الفذ سلمان مرسلاً جزافاً هكذا، بل أكده عبر دليل قاطع، تمثَّل في ذلك المعرض الذي أقيم على أرض مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة بعنوان «حقائق.. في دقائق»، الذي أظهر عدداً من الصواريخ والطائرات من دون طيار والقوارب المسيرة وغيرها من المعدات والقاذفات التي استهدفت بها جماعة الحوثي الانقلابية في اليمن المدعومة من إيران، أرض الحرمين الشريفين؛ بينها أكثر من (225) صاروخاً بالستياً، بلغت الجرأة بالحوثيين والنذالة والوضاعة لتوجيه أحدها لاستهداف مكة المكرمة، في فعل تقشعر له الأبدان، يعيد إلى الذاكرة جرأة أبرهة الحبشي والقرامطة الذين لم يعرفوا لبيت الله حرمته؛ الأمر الذي يثبت بشكل قاطع لا جدال فيه ولا مراء، تورط النظام الإيراني في تلك الأفعال الإرهابية الإجرامية الشنيعة التي ترفضها الفطرة السوية، ناهيك عمَّن يدَّعون الإسلام ونصرة المسلمين والدفاع عن المستضعفين في الأرض.
هذا بالطبع بجانب قتل الدبلوماسيين الذي تمارسه إيران وتفجير السفارات وزرع الخلايا الإرهابية في دول عديدة شملت حتى بعض دول أمريكا اللاتينية، وتهريب السلاح والمتفجرات إليها وتدريب كوادرها على الموت والدمار، ودعم مليشيات إرهابية لكي تكون مخلب قط تحت أمرتها، لا تستطيع عنها فكاكاً.