جدة – موسكو – وكالات
تكثف المملكة وروسيا مشاوراتهما لتنسيق المواقف قبل الاجتماع المرتقب للمنتجين في فيينا المقرر نهاية الشهر الجاري أو أوائل يوليو القادم بين دول اوبك والدول المنتجة خارجها بشأن تمديد اتفاق خفض الانتاج لدعم توازن السوق النفطية والحفاظ على الأسعار العالمية بما يضمن مصالح الدول المنتجة والمستهلكة على السواء، ويقود البلدان اتجاها قويا لتمديد الاتفاق حماية للأسعار من الهبوط والتدهور إلى مستويات مقلقة. ويشير خبراء النفط إلى توافق واضح بين البلدين لاتخاذ قرار جماعي لأطراف الاتفاق في هذا الاتجاه لمواجهة تحديات تقلبات السوق والأسعار على ضوء تصاعد وتيرة الحرب التجارية وانعكاساتها السلبية على نمو الاقتصاد العالمي ومن ثم على اسواق النفط.
ولا تزال الضغوط على الأسعار العالمية للنفط مستمرة مع استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في تهديد الطلب على الخام ، وتأثير ارتفاع المخزون الأمريكي.
وارتفعت أسعار النفط امس مقتدية بصعود الأسواق المالية ومتلقية الدعم من توقعات بأن أوبك وحلفائها سيُبقون على قيود الإمدادات. وبلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت لشهر أقرب استحقاق 62.71 دولار للبرميل مرتفعة 42 سنتا ، فيما بلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 53.85 دولار للبرميل مرتفعة 59 سنتا أو 1.1% مقارنة مع سعر التسوية السابقة.
ونزلت الأسعار نحو 1% في جلسة الاثنين وتراجعت العقود الآجلة للخام بنحو 20% من أقل مستوى في 2019 التي سجلتها في أواخر أبريل، منخفضة بفعل تراجع اقتصادي واسع النطاق بدأ في التأثير على استهلاك النفط.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح مؤخرا إنه مستعد لفرض جولة جديدة من الرسوم العقابية على الواردات الصينية إذا لم يتوصل إلى اتفاق تجارة مع الرئيس الصيني، خلال قمة مجموعة العشرين في وقت لاحق من الشهر الحالي.
من جهتها قالت وزارة الخارجية الصينية إن بكين ترحب بإجراء مزيد من محادثات التجارة مع واشنطن لكن ليس لديها ما تعلنه بشأن اجتماع محتمل.
وشهدت واردات النفط الخام الصينية تراجعا إلى حوالي 40.23 مليون طن في مايو الماضي، من أعلى مستوى على الإطلاق 43.73 مليون طن في أبريل، بحسب بيانات الجمارك ، في الوقت الذي قال فيه بنك باركليز أن اقتصاديين خفضوا تقديراتهم لنمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة والصين والهند والبرازيل – وهي دول تسهم بأكثر من ثلاثة أرباع توقعات نمو الطلب على النفط في العام الجاري البالغ 1.3 مليون برميل يومياً ، مشيرا إلى احتمال خفض قدره 300 ألف برميل يومياً. وقال المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية إن منتجي النفط سيتخذون خطوات وقائية لتفادي حدوث انخفاض حاد للأسعار،
مشيرا إلى أنه يشعر بالرضا إزاء التعاون مع روسيا ضمن “أوبك+”. وأضاف في تصريحات على هامش الاجتماع السادس للجنة السعودية – الروسية المشتركة المعنية بالتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي، الذي عُقد في موسكو أنه: يتعين مواصلة التعاون البناء بين “أوبك” و”المستقلين”.
من جانبه قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك ، إن الخطر يظل قائماً في حالة عدم تمديد اتفاق خفض الانتاج، محذرا من حدوث فائض في إمدادات السوق، وأن موسكو بحاجة لمراقبته بصورة أكبر كي يتسنى اتخاذ قرار متوازن. فيما أشار نائب وزير الطاقة الروسي بافيل سوروكين، إلى إن الدول المشاركة في اتفاق عالمي لتخفيضات إنتاج النفط ستتوصل إلى قرار موحد بشأن ما سوف يحدث بعد انتهاء الإنفاق الحالي في نهاية يونيو الحالي . وقال في مقابلة مع “رويترز” أن التعاون بين أعضاء الاتفاق الحالي الذي يضم أوبك وعددا من المنتجين المستقلين سوف يستمر في جميع الأحوال.
وتجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون رئيسيون آخرون في مقدمتهم روسيا ، وذلك في فيينا للبت في سياستهم للنصف الثاني من العام الحالي مع انتهاء الاتفاق الحالي ، الذي يعتمد تخفيضات إنتاجية قدرها 1.2 مليون برميل يوميا، أو أكثر من 1% من الإنتاج العالمي، من أول يناير الماضي حتى نهاية يونيوالحالي لدعم أسعار النفط وتحقيق التوازن في سوق النفط الخام العالمية.