شاغرٌ في كل مدارسنا في المدينة وفي الأرياف التي طفت بها كثيراً لتتأكد من أن أداءها في المستوى المطلوب.. ومكانك شاغرٌ في كل بيوتات المجتمع الذين بنيت معهم وزملاؤك أجمل العلاقات.. والتي تضم في جنباتها توقيعاتك على شهادات بناتنا وبنينا لتبقى ذكرى خالدة لهم في كل حياتهم..
لقد عُرفت يا أبا أحمد دؤوباً في عملك لا ترضى فيه دون التميز حتى أصبحت مدارس شمال جدة أنموذجاً جميلاً لما يجب أن تكون عليه المدارس.. ثم تسنمت المسئولية في كل أحياء مدينة الثغر الأغر «جدة» فساحت فيها كل الأمثولات الحسنة التي رغبتها..
ثم اتسعت دائرة مسؤولياتك حتى شملت كل مدن غرب المملكة فوزعت كل جهدك وطاقتك من أجل تعميم الأنموذج القدوة في كل مدارسها..لكن المهمة الصعبة لم تتم إلا في مشاعرنا لأننا نعرف أنها ستحظى منك بأفضل مستويات الأداء التربوي. لكن قلبك الكبير أبى أن يكون في مستوى طموحاتك وقدراتك لاستكمال المسيرة وكانت المفاجأة الكبرى لنا من متابعيك ومحبيك.
إننا و إن افتقدناك حساً فلم و لن نفتقدك معنى متجذراً في نفوسنا و عواطفنا..
و في هذا الموقف الاستثنائي نقف عند عطاءاتك متأملين..و داعين الله سبحانه و تعالى أن يتقبلك في الخيرين من الذين جعلوا من أنفسهم شموعاً «لا شمعةً واحدة» لتضيئ للسالكين من فلذات أكبادنا طريقهم نحو المستقبل المفعم بالأمل و النجاحات لمجتمع يؤلمه فقد أمثالك من القادة التربويين الأكفاء.
أتذكر جيداً أني في آخر لقاء معكم ومع زملائكم من الموجهين والمديرين والمشرفين و المعلمين.. قلت لكم إني أترك مكاني من المسؤولية وأنا على ثقة من أن كل واحد منكم يصلح أن يكون في موقع المسؤولية التربوية، ولقد كنت في واسطة العقد بينهم بكفاءتك وإمكاناتك التي لا تنضُب.
رحمك الله رحمة واسعة وأسعدنا بلقائك في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين..إنه على كل شئ قدير. والله المستعان
* مدير عام التعليم بمنطقة مكة المكرمة سايقا