في مجالس النقاش والمباحثات يطرح سؤال: ماهو رأيك في الموضوع ؟ وهناك سؤال مهم كثيرون لا يهتمون به
ما هو شعورك تجاه هذا الأمر؟
إذا توقفنا عن الفرق بين السؤالين نجد أن عدم اهتمامنا بالسؤال عن الشعور هو نتيجة طبيعية لإهمال المشاعر في حياتنا وخاصة في نقاشاتنا.
بالإضافة إلى الخجل من ذكرها في أحاديثنا المهمة، وقراراتنا المصيرية.
إن الجانب العاطفي في حياة أي انسان مهم ولابد من مراعاته، والالتفات الى متطلباته.
لأن تجاهل هذا الجانب يحول الانسان الى آلة أو ماكينة تلف في فلكها إلى أن يجبرها الزمان على وقف الدوران.
الله سبحانه وتعالى خلقنا من طين ممزوج بكثير من العواطف والأحاسيس منها الإيجابية ومنها السلبية
لذلك فان اغلاق باب العواطف يحرمنا من الاستمتاع بالمشاعر الجميلة ويحرمنا من تذوق اللحظة المؤلمة كما يجب أن تكون.
لابد أن ندع مشاعرنا تتدفق وتنساب وتجري مجراها النفسي الصحيح في دواخلنا ولابد أن نترك هذا المجرى سليم لا نحبسه ولا نعطله.
لأن المشاعر هي الألوان الطبيعية التي تلون لوحة الحياة. وبدونها تصبح هذه اللوحة رمادية باهتة.
وربما تصبح بلا خطوط عريضة توضح شكلها الحقيقي.
طريق الحياة يزداد شقاء فلماذا نتجاهل مشاعرنا ونبخل بها على أنفسنا و على الآخرين.
في زمن رسول الله عليه الصلاة والسلام جاء رجل من بني تميم الى المدينة فرآه يقبل بعض أبنائه، فقال: يا رسول الله!! تقبلون أبناؤكم؟!
إن لي عشرة من الولد لم أقبل أحداً منهم قط، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (وما أملك لك إن كان الله قد نزع الرحمة من قلبك)
مالذي يضرّ هذا الرجل لو قبَل أبناءه وحضنهم؟ ما الذي يجبره على البخل بمشاعره؟
لو سأل نفسه هذين السؤالين ووجد الإجابة لتراجع عن قسوته و البخل العاطفي وتدارك ما فوت عليه واغدق مشاعره على نفسه وعلى من حوله قبل ان يصل الضرر النفسي الى منتهاه
إن المشاعر هي تلك النوافذ الصغيرة التي نطل منها على ذواتنا فنرى حقائق نفوسنا
هذه النوافذ حقيقية وصادقة تنقل لنا الحقيقة بدّقة وبدون مجاملة
وفي رمضان لحظات روحانية وفرصة لطيفة تجعلنا ننظر في دواخلنا ونستكشف الجديد من مشاعرنا لأننا نستحق
خلاصة القول يا جماعة.. المشاعر هي الهوية الحقيقية التي تدل الإنسان على نفسه. وتدل الآخرين عليه في كل الدروب والتعبير عن المشاعر هو راحة للقلوب.